ليلة للشعر والغناء أقامها نادي توتي الثقافي مساء الاثنين الماضي جمعت كل (الرجال) بالجزيرة الوادعة وجلسوا ليسمعوا للشاعر الرمز محمد طه القدال وزين الشعراء الشباب مدني النخلي والمطرب سيف الجامعة حتى منتصف الليل الهادئ على ضفاف التاريخ. القدال بدأ برائعته (المطر) التي صاغها لأرض الجزيرة عندما ضربتها السيول والأمطار: «إذا ما البيت لبخ جالوص ومزبل للخريف عمة.. وكان جواهو محبوبين وهبابين وخمسة عيال وسحارة.. وكان في البيت .. عقاب معزاية للشفع.. وكان القِبلة جهارة.. وكانت الغيمة درارة.. سبلوقاتنا ما صبّن.. سباليق جارنا سون جو». ثم أردف: هذا النص يعد من النصوص ذات الطابع النضالي الناقد للواقع بشدة.. في تبادل شيق للفرص بينه والنخلي وسيف الجامعة. غير أن القدال ألهب أكف أهالي توتي بالتصفيق فقد لامس وجدانهم وهو يعدد صور الحياة الغاضبة المتمردة الباحثة عن التغيير في كل شيء بكلمات لا تخرج إلا من مدرسة القدال التي طالما بدت معولاً للهدم والبناء في آنٍ واحد؛ خاصةً في نصّه: «الروح مشحتفة في الحبيب.. القلب بكر.. الدنيا ما شافت جديده ولا الحزن دقالو باب». أما مدني النخلي فقد بدأ مشاركته بثلاث قصائد حكت قصة «الشاكوش» الذي ناله من ملهمته الأولى وجميعها أصبحت أغنيات وهي «لو عشت أحلامك سراب وابت الظروف ما تسعدك»، «ساعة المغربية» و«أمليني بيك» وقدم نصاً حمل اسم رسالة لمصطفى سيد أحمد بعد مضي عشر سنوات على رحيله، ثم توالت ثورياته «تب الزيت الولع نارك .. فتنة تغرق في اللمات» ،«أحلام أحلام.. أحلام أوهام». وقدم نصاً وحدوياً رائعاً فيه: «كيف نتفاصل طالما النيل راوينا وجاري». أما المطرب سيف الجامعة فقد بدأ تطريبه لأهالي توتي بكولاج وطني مكون من السلام الجمهوري وبعض الأغنيات الثورية مثل «يا أخوتي غنوا لنا .. اليوم نرفع راية استقلالنا ثم ختمه بالسلام الجمهوري ثم تغنى ب «زولة كما النورس تجيك أنا زي مكتف في الرصيف»، «ما تنهزم» لمدني النخلي «يا نديدي»، «اعذريني الدمعة دي حتبقى آخر دمعة لي»، «شبكتينا يا آمنة.. والداير الشبك يجدع شبكتو معانا.. يا ريح الصبا.. الحارقة العباد بي نارها ما شفتوها يا خلاني»، ثم قدم رائعة إبراهيم خوجلي «أفكاري تاهت» وغناها معه كلٌ في مكانه بمشاركة الحضور. مقدم البرنامج أجاد في مقدمته وكان موفقاً في كل شيء والأمين العام لنادي توتي محمد عبد الوهاب قال إن ليالي النادي الثقافية مستمرة. وأردف السيد مسؤول المناشط الثقافية بالنادي أنهم يتيحون المجال لكل المبدعين دون استثناء وآخر لياليهم كانت بعنوان «صالون البنا».