تظاهرة سردية للتاريخ الناصع، شهدها أستديو الأزهري بالإذاعة القومية، ظهر أمس قدم فيها الخبير الإعلامي البروفيسور علي محمد شمو سرداً تاريخيا وتوثيقيا لنشأة تلفزيون السودان وتأسيس اتحاد إذاعات الدول العربية في الندوة التي أقامتها اللجنة الإعلامية للتحضيرات لاجتماعات المكتب التنفيذي والجمعية العمومية لاتحاد إذاعات الدول العربية التي تعقد في ديسمبر المقبل بالخرطوم على شرف احتفالات البلاد باليوبيل الذهبي للتلفزيون. وشهد الندوة التي أُقيمت بالتعاون مع صحيفة (آخر لحظة) المدير العام المكلف للهيئة العامة للتلفزيون القومي الأستاذ عبد الماجد هارون والمدير العام للهيئة العامة للإذاعة القومية الأستاذ معتصم فضل عبد القادر ومديرو الإدارات العامة والعاملون بهيئتيْ الإذاعة والتلفزيون ورواد العمل الإعلامي وقادة الأجهزة الإعلامية والصحفية بالبلاد. وقال شمو إن وراء ميلاد التلفزيون مصادفة غريبة وهى أن ضابطاً بريطانياً متقاعداً يعمل مع شركة (طومسون) الإنجليزية العاملة في مجال الإلكترونيات كان صديقاً للوزير المختص بالإعلام اللواء محمد طلعت فريد حيث عملا معا بقوة دفاع السودان القيادة الشرقية على أيام الحرب العالمية الثانية اسمه (سيرقاى كامبل) وكان يدير فرع الشركة بنيروبي وقد زار الخرطوم بدعوة من وزير الإعلام ونبعت فكرة إنشاء تلفزيون في السودان لدى الوزير بعد أن روج لها ضيفه الزائر وفي الذهن تجربته مع إنشاء تلفزيون في كينيا على النظام التجاري. وتقرر الدخول فى التجربة، ليخضع المشروع للدراسة بعد التجربة. وأضاف شمو أن الوزير طلب من شركة طومسون أن تقوم بتجربة لمدة شهرين، وأوضح إن التلفزيون بدأ بالبث المباشر، يومياً لمدة نصف ساعة مسائية. وتحسر شمو على ضياع ثروة من المواد التلفزيونية القيمة التي ضاعت لعدم وجود تسجيل في بداية التلفزيون، وقال إن العمل تطور بعد قرار استمرار التجربة واختيار عاملين أرسلوا فوراً للتدريب بألمانيا فتمرسوا بشغف فى شتى فنون العمل التلفزيوني. وحيا البروفيسور علي شمو الرعيل الأول من العاملين بالتلفزيون الذين أفنوا عمرهم من أجل إرساء قواعد العمل التلفزيوني المهني وقدموا تضحيات كبيرة لنهضة التلفزيون. وجدد البروفيسور علي شمو لعب السودان لدور مهم في تأسيس اتحاد إذاعات الدول العربية وعقد أول جمعية للاتحاد بدار المرشدات بأم درمان في فبراير من العام 1969م التي انتخب فيها ليكون أول مدير للاتحاد. مثمناً تطور الخدمات التي يقدمها الاتحاد للهيئات الأعضاء، مشيداً بالقيادات السودانية التي تتولى أرفع المناصب بالاتحاد وجهد المهندسين السودانيين وإسهامهم في إنشاء أحدث نظام لتبادل ونقل الصورة والصوت وهو نظام المينوس. وجاءت مداخلات الرواد إسماعيل طه وإبراهيم حجازي وأحد المهندسين ثرة ومفيدة، وقالوا إن البروفيسور شمو هو أول من فتح نوافذ للإعلام في الوطن العربي. وقد أدار الندوة رئيس تحرير صحيفة (آخر لحظة) الأستاذ مصطفى أبوالعزائم.