{ وعزمي أحمد خليل الشاعر المسكون شعراً والساكن بيوت الشعر يمضي في حديث الذكريات والأمنيات مع نسرين النمر تلك التي تعرف كيف تتصفح ضيفها وتقلب أوراق ذاكرته لتتقد وتتفجر عذوبة وطلاوة. وعزمي يمضي في الحديث والعبرة تخنقه بين الحين والآخر ودموعه تكاد تفلت وهو يتذكر الوطن والمدن والناس والأحداث سألت نفسي إن كان يحق للشاعر أو المبدع بشكل عام أن يبعد بجسده حتى لو كانت روحه حاضرة عن وطنه مهما كانت المسببات والتي هي غالباً ما تكون مسببات سياسية واختلافات أيديولوجية مع الأنظمة الحاكمة؟ هل يحق له أن يحرم عشاق فنه ومعجبيه ويقفل على نفسه بالضبة والمفتاح؟ أم المفروض أن يقاتل حتى تصل أشياؤه للناس إذ أنه وبهذه الأشياء ربما ينفث عن دواخلهم أو أنه ربما يكون آلة من آلات التغيير؟ بالمناسبة أحياناً أشعر أن بعض المبدعين «يبالغون» قليلاً في مواقفهم خاصة وإن كانت الأجواء تسمح بمتنفس كما يحدث الآن، والأجهزة الاعلامية نفسها خرجت عن سطوة الأنظمة بخصوصيتها في التوجه أو رأس المال وبالتالي بإمكان هؤلاء المبدعين أن يطلوا من خلالها ليواصلوا سيرة الإبداع لأن هذا هو التزامهم الأدبي والأخلاقي تجاه معجبيهم الذين يتعدى بعضهم حد الإعجاب إلى الوله والعشق الخرافي لذا وبكل المعطيات الموجودة الآن استطيع أن أقول ليس هناك ما يمنع عزمي وأمثال عزمي عن العودة من المغترب وليس هناك من داع لسكب الدمع الهتون طالما أن باستطاعة العيون أن تكتحل بلقاء الأهل والأحبة. على فكرة واستناداً على ما ذكرته سابقاً عن المعطيات التي تحرض على العودة للديار والأهل تصيبني الدهشة من حال معظم الشعراء الذين يبكون غربتهم ويشكون مر الشكوى من وخز الحنين الذي يتنازعهم لكنهم رغم ذلك يصرون على البقاء خارجاً في هجرة هي اختيارية دون شك وليست جبرية بأي حال من الأحوال، ولعلي هنا أردف سؤالي الأول بسؤال آخر، هل يهم المبدع كثيراً أن يكون منسجماً مع الحكام والنظام أم يهمه أن يكون مندمجاً وذائباً في تفاصيل شعبه بقضاياه وهمومه ومشاكله وأحلامه وآلامه مهما كانت النتائج والمضايقات؟ فإن كانت الإجابة الأولى بنعم فمؤكد أن منتوج هؤلاء سيكون وقتياً وعلى الهامش وسرعان ما يزول!! أما إن كانت الإجابة الثانية هي أيضاً بنعم فمثل هؤلاء هم من يحفرون في الدواخل ويلامسون الجوف ويتشاركون الناس (ألحفة) الخير والرفاء ومراقد الألم والشقاء. لكن في كل الأحوال دعوني أقول لعزمي أحمد خليل هذه المرة اجعل الصدفة هي من تنقاد معك وبك حتى تحط الرحال في وطن الجمال والخير لتكون هي صدفة أحلى من ألف ميعاد!! كلمة عزيزة والفضائيات السودانية «بالطبع» تحتشد بالوجوه الجميلة والأزياء الأنيقة إن كان أيام العيد أو غيرها من أيام السنة في برمجتها الاعتيادية حتى أنها صارت وفي أكثرها قبلة للباحثات عن الأناقة وآخر خطوط الأزياء، و(السودانية) تطل من خلالها ندى سيد حامد في أبهى حلة وغادة عبد الهادي تنافس بشياكة لافتة أما (النيل الأزرق) والتي دائماً مذيعاتها في حالة مهرجان من الألوان على رأسه تسابيح بطلة واثقة ونجود حبيب بأناقة جاذبة وسهام عمر تحشد الألوان وتجتهد في التطقيم وكمان نسرين نمر وكذا الحال في هارموني وتريزا شاكر تدخل السباق المحموم في ظل هذا التنافس الأنيق يبقى الفيصل عند المشاهد هو المنتوج الذي تقدمه كل واحدة ليتعدى الشكل بالغوص في رأس صاحبته لأنه بالتأكيد لكل بصمتها وكاريزميتها وهي الصفات الوحيدة التي تجعلنا نقول هذه تميزت وديك كانت حلاوة مولد!! كلمة أعز: غداً أحدثكم عن فرحتنا «الزائدة» بالشابة السورية التي غنت للكاشف وصحيح لا كرامة لنبي بين أهله.