{ مجرد أن نسمع أن الفضائية السودانية أو التلفزيون القومي كما يحلو للبعض تسميته مجرد أن نسمع أنه بصدد الاحتفال بيوبيله الذهبي يتأكد لنا أن هذه المؤسسة واحدة من المؤسسات الإعلامية العريقة ذات التاريخ والإرث الكبير. ولعل تلفزيون السودان هو من أكثر التلفزيونات التي وجّه لها هذا القلم نقداً عنيفاً وعلى كل المستويات لكن وبمنتهى الصدق أقول إن أكثر الذين انتقدتهم ما وجدتهم في مناسبة إلا واستقبلوني دون ضغينة ودون تكشيرة مما يجعلني أحياناً أقع في إحساس «الحرج» لكنني علمت نفسي أن أخرج سريعاً من هذا الشعور لأنني أكتب بصدق ومحبة ولا انتظر من أحد شكراً ولا يهمني كثيراً إن لوى أحد «بوزه». { المهم أن الاحتفال باليوبيل الذهبي للتلفزيون الذي على حسب ما سمعت كونت له لجنة من عدد كبير من الأساتذة الأجلاء يقع على عاتقهم إخراج هذه الاحتفائية على المستوى الذي يليق بالسنين الذهبية للمحتفى به. ورغم قناعتي أن ما يقدم الآن في معظمه على الفضائية السودانية لا يتناسب مع التاريخ الطويل لها بذات القناعة أنا متأكدة أن بحوش الفضائية كفاءات وخبرات «معطلة» لو أنها وجدت الضوء الأخضر لقدمت منتوجاً تنافس به ما يقدم الآن على كثير من الفضائيات العربية. ولعل ما ينقص الفضائية الآن هو البحث عن مفتاح الطبلة، هذه الطبلة العملاقة التي سمكرت باب الثقة بالنفس وقفلت تيار الهواء وحالت دونه والمرور داخل الاستديوهات لتخرج منها أعمال تتميز بالجرأة والإثارة وطرح مشاكل وهموم المواطن السوداني التي هي الضمان الوحيد في حال تناولها أن يثق المشاهد في ما يقدم بل وينتظر ما يقدم بفارغ الصبر. { أتمنى أن يخرج هذا الاحتفال بصورة زاهية ينفض من خلالها الغبار عن كثير من الأسماء التي لازالت قادرة على العطاء لكنها قُبرت ودُفنت وهي على قيد الحياة. وفي تقديري أن الاستعانة بكثير من ألاساتذة الكبار المبدعين الذين ساهموا في تا ريخ التلفزيون خلال الدورات القادمة هي خير تكريم لهم وهم في غنى عن الطلوع إلى المسرح وسماع بضع كلمات مديح وشهادة تقديرية وبعد داك «بيتك بيتك» التكريم الحقيقي في أن يحتل هؤلاء المبدعون مواقعهم داخل التلفزيون ليفعّلوا برامجه ويمنحوه مزيداً من الثراء والموضوعية. وأكثر ما أتمناه أن تقدم شاشة السودانية خلال الأيام القادمة برامج تجعل المشاهد يصدق أن هذا التلفزيون يحتفل بميلاده الذهبي.. «مش الواحد يعاين كده ويقول ديل يا عمك المفروض يحتفلوا باليوبيل الحديدي.. ولاّ شنو»؟ .. كلمة عزيزة ليس جديداً أن يهتم الفنان ب«اللُّوك» الذي يظهر به ولدينا أسماء كانت ولازالت عنواناً لاهتمام الفنان بمظهره وأناقته مثال الأستاذ الرحل أحمد المصطفى والأستاذ حسن عطية والأستاذ إبراهيم عوض والأستاذ عثمان حسين إلى أن بات الناس يعلقون على أناقة عباءات سلطان الطرب كمال ترباس الذي يطقم في المسرح لدرجة ممكن تخوف العريس ذاته. وندى القلعة كانت ولازالت واحدة من الفنانات اللائي جعلن الأناقة عنواناً ومظهراً لكل الفنانات وبدأن يحذون حذوها، فكنت ولازلت واحدة من المعجبات جداً بطلّة ندى القلعة لكنني أعتقد أن ندى وبعد الغياب الطويل لها ظهرت مؤخراً على النيل الأزرق وكأنها قد استعجلت الظهور وهي تبدو بوزن زائد إلى درجة ملحوظة مما أثر كثيراً على إشارات الإعجاب التي أحسب أنها كانت تربط بينها ومعجبيها ومعجباتها.. بالمناسبة الطلة والرشاقة أصبحتا من أهم عناصر الظهور الإعلامي ويكفينا مقدمات نشرات الفضائية السودانية من صاحبات أوزان شجرة الجميز. أما ندى فهي ذكية بما يكفي لتستوعب ما قلت. .. كلمة أعز .. صدقاً صوت إنصاف فتحي صوت خرافي أيها الملحنون الكرام احتووا الشابة سريعاً لأنه صوت لا يُعوض.