ذكرت بعثة مراقبة الاستفتاء لتقرير مصير الجنوب التابعة للأمم المتحدة أن جملة من العقبات تعترض سير التسجيل للاستفتاء في الجنوب والشمال، وكشف مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة رئيس بعثة المراقبة الرئيس التنزاني الأسبق «بنجامين مكابا» عن حملة تقودها بعض القيادات السياسية الجنوبية تدعو فيها المواطنين الجنوبيين لعدم التسجيل والتصويت في الاستفتاء خارج الجنوب، وأكد مكابا، في مؤتمر صحفي بمقر البعثة بالخرطوم أمس (الاثنين) بعد إنهائه زيارة لمراكز التسجيل امتدت (10) أيام جاب فيها (8) مواقع في (4) ولايات شملت جوباوالخرطوم كادقلي وأبيي ومدني، أكد ضعف الإقبال على التسجيل في الشمال، وقال إن كثيراً من الجنوبيين بدا أنهم غير راغبين في التسجيل، وأرجع الأسباب إلى ما أسماها الحملة التي تقودها بعض القيادات الجنوبية - (لم يسمها) - لتشجيع المواطنين لعدم التسجيل أو التصويت خارج الجنوب وقلة المعلومات العامة حول العملية وبعد المسافة بين مراكز التسجيل وسكن المواطنيين، وحمّل مكابا حكومتي الخرطوموجوبا ومفوضية الاستفتاء المسؤولية، ودعاهم لبذل مزيد من الجهود، وحذر المبعوث من عدم وضوح مستقبل ووضع الجنوبيين في الشمال، ووصفه بالخطير، وقال إنه من الأهمية الوصول إلى وضع واضح لهم بأسرع فرصة ممكنة، وطالبهم بتطمين الجنوبيين وتأمين أرواحهم وممتلكاتهم، وتخفيف حرب التصريحات التي حذر من تأثيرها على العملية بكاملها. وكشف مكابا عن تلقيه تقارير مزعجة من الخارج تفيد بوقوع حالات تخويف وتهديدات في مواجهة منظمة الهجرة الدولية والجنوبيين بالخارج، وأكد تدافع الجنوبيين بالجنوب للتسجيل تحت أوضاع صعبة وفي صفوف طويلة تحت الشمس وبصبر، وكشف عن تلقيه تأكيدات من الشماليين والجنوبيين خلال لقائهم به في الأيام الماضية بالعيش في سلام معاً مهما جاءت نتيجة الاستفتاء، وأعرب عن قلقه من عدم إنشاء مفوضية استفتاء أبيي المزمع في يناير، ونبه إلى إن توتر العلاقات بين المسيرية ودينكا نقوك ما زال مستمراً، وأبدى تفاؤله بأن تحدث اجتماعات الإيقاد ولجنة الحكماء اختراقاً في القضايا العالقة، وحمّل الشريكين مسؤولية التوصل لحلول حولها، وأعلن عن عودته إلى السودان خلال الشهر المقبل لمراقبة الوضع، وهدّد بالضغط على الشريكين لبذل الجهد لضمان نجاح الاستفتاءين، وأكد تلقيه تأكيدات من المفوضية بحل كثير من العقبات، ووعد بتجاوز المتبقي. في الأثناء نقل رئيس المفوضية بروفسير محمد إبراهيم خليل لمكابا القضايا التي تعترض العملية، وتعهد مكابا بإجراء اتصالات مع الشريكين لإزاحتها.