{ حال البلد هذه الأيام يستحق الرثاء.. فمن يكتب لنا قصائد الرثاء؟! نحتاج إلى المزيد من الدموع.. فربما تخرج الابتسامة من رحم الوجع.. من صلب الأحزان..! { كتب الأستاذ «محجوب فضل بدري» بالزميلة «آخر لحظة» عموداً بعنوان (الجفلن خلَّهن.. أقرع الواقفات) وفيه يدعو إلى التسليم بانفصال الجنوب، فقد (جفل) وانتهى أمره، ودعا إلى التفرغ إلى (الواقفات).. ويقصد دارفور، والنيل الأزرق، وجنوب كردفان. لكنني أحتاج أن أهمس في أذن السكرتير الصحفي السابق لرئيس الجمهورية، وقد كان أحد أقرب المقربين إلى الرئيس، وبالتالي مازالت بجعبته الكثير من المعلومات والأسرار، أهمس في أذنه ولا أذيع سراً إن قلت له: يبدو أن قيادتنا وحكومتنا الرشيدة لن تجد أيَّ (واقفات)، فقد (جفل) الجميع!! فاقرعوا الجميع.. وهذا هو المفروض..!! { أمَّا الأستاذ «عثمان ميرغني» فما زال يحاول جاهداً التقليل و(التبخيس) من شأن انفصال الجنوب، ويدعونا في عمود بعنوان: (فضوها سيرة)!! على طريقة «الإخوة المصريين» الذين درس بينهم، إلى أن نتجاوز (اللت) و(العجن) في موضوع التحذير من الانفصال، لنتفرَّغ إلى بناء دولة في (الشمال)، شمال خط عرض (12) درجة.. تنعم بالأمن والاستقرار والتنمية والرفاهية..!! «عثمان ميرغني» يقول (فضوها سيرة).. وكأننا مجموعة صغيرة تتجادل حول نتيجة مباراة (هلال - مريخ) على «تربيزة كوتشينة»..!! وليس شعباً عدده (40) مليون مواطن كانوا يعيشون في (دولة واحدة) على مساحة مليون ميل مربع منذ (55) عاماً، سيُفاجأون بعد أقل من شهرين بأنهم صاروا (شعبيْن)، و(دولتيْن).. ستتغير (خريطة) السودان، لن تكون هي التي درستها يا عثمان، ودرسها أبناؤك في المدارس الابتدائيَّة.. سيتبدل الحال، ستتغير الملامح وتضاريس الجغرافيا.. وثوابت التاريخ..!! لن يقول أحد بعد يناير القادم عبارة (من حلفا إلى نمولي).. سيحتاج المواطن الجنوبي إلى مراجعة قسم الأجانب بوزارة الداخلية لتوفيق أوضاعه.. مثله مثل أي «أجنبي».. ستتمزق أسر وعائلات كثيرة من أب شمالي.. وأم جنوبية أو العكس.. ولهذا قالت «إخلاص قرنق» متسائلة: (أين مفوضية تقسيم الأرحام والدماء).. فبكى الأسد الهصور «نافع علي نافع».. ولم يبك من قبل على مرأى ومسمع و«فلاشات»..!! يبكي «نافع» و«غندور»، و«عثمان ميرغني» يقول ببرود يحسده عليه «الإنجليز»: (فضوها سيرة)!! منتهى العقلانية.. والحكمة.. والهدوء..!! ورغم ذلك أرجو أن تتحق (أحلامك) بأن تنعم الدولة شمال خط (12) درجة بالأمن والاستقرار والرفاهية..!! عن أيِّ استقرار تتحدَّث وحركات دارفور المتمرِّدة تجتمع في «جوبا» منذ أسابيع.. لتعلن مرحلة جديدة من مراحل الحرب في غرب السودان..؟! هل تخدَّرون الشعب يا عثمان.. أم تضحكون عليه؟! { أمانة المؤتمر الوطني بولاية الخرطوم تحتاج إلى رجال يملأون المقاعد (الشاغرة)، خاصة أمانة الاتصال التنظيمي.. رجالٌ لا يعرفون (الصراع) على سيارة «برادو» في منظمة سودانية لتحرير «القدس»!! حجَّاً مبروراً يا (شيخ) إدريس..!! على حسابك.. وللاَّ حساب الحكومة..؟!! قال القدس.. مسكينة «القدس» كان راجياكم..!! أبشر بطول سلامة يا «نتنياهو».. { وحسبنا الله ونعم الوكيل.