أستاذنا الوقور نبيل غالي- بعد التحية والإحترام نأمل أن يجد مقالي هذا مساحة عبر عمودكم مراجعات الدفعة (3) مهني الكدرو العسكري .. بدأت بالشَّقاء وانتهت إلى العَلْياء! خلال عيد الأضحى المنصرم هاتفني نفرٌ كريم ٌمن أبناء الدفعة الثالثة بمركز التدريب المهني العسكري الكدرو، فسعدتُ أيّما سعادة لتلك المهاتفة، خاصة ومنهم من لم ألتقه منذ أن تخرّجنا في العام 1990م. الدفعة (3) حقيقة كانت مميّزة وقد حُظيت باهتمام بالغ من مسؤولي المركز، وذلك لأن أغلبها من أبناء الطبقة البرجوازية طبعاً ما عدا شخصي الضعيف وآخرين بدأت معاناتنا عند وصول مركز التدريب الموحّد بجبل أولياء (مصنع الرجال)، وكُنا قد قدِمنا إليه ببصات سياحية - وقتها - والمستجدون يأتون إلى مراكز التدريب بالمجروسات واللواري! وكُنا نحمل أسرّة نيكل وينام غيرنا في أسرّة حديد، وكُنا نحمل شنط (السامسونايت والهاندباك) الفاخرة، بينما يأتي المستجدون بشنط حديد و(مزاوج) من الصفيح، هذا ما دعا (التعلمجية) يستقبلوننا ب(أرض التمام) بأن يضع كلٌ منّا متاعه على السرير ثم يحمله على رأسه لنقف طابور على شكل (قَلَعة)، حيث بدأ (التعلمجي) محاضرته لنا بقوله:( يا ناس التدريب المهني الجابوكم بالبص السياحي وشايلين سراير نيكل وشنط دبلوماسية)!! وبعدها بدأ (الدَّرِش الميري) خاصة وأن هناك توصية من إدارة مركز التدريب المهني بأن يكون التدريب مكثّفاً لقُرب بداية العام الدراسي. فكانت معاناة ممزوجة بطعم النجاح تخرّجنا بعدها جنوداً مقاتلين لنتهيّأ للمرحلة الفنية والتي هي الأخرى لم تقل عن سابقتها في المعاناة، حيث كانت الدفعتين الأولى والثانية (السناير) يطبِّقون علينا ما تلقونه من فنون قوة التحمُّل العسكري، من إدارات داخلية، وطوابير ذنب، وقيامات مختلفة (أرنب نُط قيام التِّقِل، الزحف على الحصى حتى تُدمي الرُّكب وأصابع الأيادي). ويحضرني هنا أن من بيننا من هو (عضلات تِبِش) زميلنا (صديق موسى سكين) الذي لم يَذُق رأسه الشعر طيلة الثلاثة أعوام من (زِيانّة الصَّلعة) الجزائية! وكان عندما يأتي إليه أحد الجنود (الطلبة) ويقول له (انتباه يا سكين) حينها يقول له: (مُخالف.. مُخالف، مُخالف عديييل كده). في تحدٍ يُعد جريمة في قانون العسكرية وهو مخالفة التعليمات، مما تترتّب عليه أقسى عقوبة جزائية. مرت سنوات التدريب الدراسية ما بين إدارات جنابو محي الدين (عضلات تِبِش) وجنابو تُور فجّة (الصامت) لتخرج دفعة مميّزة علمياً الآن جُلّهم يتبوّأون أرفع المناصب والمقامات سواءٌ أكان في مصنع اليرموك، أم جياد، أم التصنيع الحربي، أم مواقع أخرى. يجدر ذكر أن هذه الدفعة ونسبة لتميُّزها أُتيحت للأوائل منها من تخصصات (الميكانيكا، الكهرباء، البرادة) بعثة إلى جمهورية ألمانياالغربية - وقتها- وشخصي الضعيف كان ضمن تلك البعثة التي رغم أنها لم تكتمل لأسباب سياسية بين الدولتين، إلا أنها كانت ممتعة وتحمل ذكريات خالدة في طياتها. من هذا المنبر أُزجي خالص التهاني بعيد الأضحى المبارك إلى كل من لم أهاتفه من الزملاء ونترحّم على شهداء الدفعة وعلى رأسهم أول شهيد زميلنا (الصادق) الذي دهسته عجلات القطار وهو في طريقه إلى سوق الكدرو لإحضار مستلزمات (ميس الطلبة). واليوم الجمعة، إن شاء الله، سوف يلتئم شمل الدفعة بحدائق الهيلتون في تمام الساعة الخامسة مساء، لنجتر الذكريات ونتفقّد أحوال بعضنا البعض، نأمل أن يكون جمعاً مباركاً. حماد حمد محمد { سألوا مسطول: مشجع دخل الإستاد وقعد يعاين فوق.. ليه؟ أجاب المسطول: بكوس كلمة (بث مباشر)!!