امتلأت اجهزة الإعلام الرياضية المسموعة والمقروءة والمرئية بالحديث عن الاشكالات والتداعيات التي حملتها مباراة القمة الاخيرة بين المريخ والهلال الذي اسماه البعض سقوطاً يحدث لأول مرة من جانب الجماهير التي رددت هتافات خارجة استمتع بها مخترعوها.. وثبت بالدليل القاطع الاثر الكبير للإعلام بين الجماهير..!! ضحكت وانا اتابع الندوات والاحاديث والعديد من الحلقات التلفزيونية التي قامت القنوات، المغلوبة على امرها، باستضافة بعض القادة الذين يشغلون مراكز حساسة في الصحف وسألتهم عن اسباب السقوط.. ولا ادري ماذا كان يتوقع اصحاب القنوات من اجابات غير تلك الاكثر اضحاكاً التي سمعناها..؟!! ودون ان يدري اصحاب القنوات الرياضية وبقية الاجهزة فإنهم وبتلك الخطوة يشجعون بقية الزملاء الإعلاميين الذين يمارسون الالتزام ويبتعدون عن تأجيج نار الفتنة للانزلاق في ذات الاتجاه على الاقل لأن تلك الاجهزة لم تعرهم اي اهتمام وتعمدت اظهار من تسببوا في ظهور الانفلات والخروج عن اطار الخلق الرياضي..!! وتمنينا ان تكون المعالجة بشكل اكثر عمقاً بدلاً من الطريقة الغريبة التي تشابهت بتفسير الماء بالماء.. فسمعنا من يرفض العدول عن سياسته.. وأكد آخر انه أُجبر على الخروج بتلك الطريقة رداً على تجاوزات الطرف الآخر.. وذهبنا مع مقدمة البرنامج الى البحر.. وعدنا عطاشى..!! وبذات الاسلوب، اسلوب القفز فوق الاشكاليات، تعاملت وزارة الشباب والرياضة واكتفى الوزير بتشكيل لجنة لتقصي الحقائق.. حقائق مين يا عم..؟ الحقائق واضحة ولا تحتاج لأية عملية تقصٍ او بحث.. كما ان تكوين اللجان لإنجاز امر ما يعني عندنا في دول العالم الثالث قتله.. نعم لقد مات الموضوع وشبع موتا ولن تتمكن اللجان المذكورة من القيام بأي شيء..!! غاب العقاب.. وتراجعت الرقابة من جانب مجلس الصحافة فحدث ما حدث.. وحتى اذا تحرك مجلس الصحافة فإن الجودية ستبتلع كل المحاولات التي من شأنها تنظيف اجهزة الإعلام من المتفلتين والمتعصبين الذين ساهموا في الاحداث الدامية والبئيسة التي صاحبت القمة الاخيرة في نهائي الكأس..!! لقد ظل الإعلام يؤجج نيران الخلاف بين المريخ والهلال وكأنها حرب، مع العلم بأنها رياضة وفي الرياضة كرة قدم فيها الفائز والمهزوم.. وخاسر اليوم حتماً سيفوز غداً.. وفائز الليلة سيخسر غداً.. والهلال والمريخ ظلا، ومنذ الفجر الأول لكرة القدم، يتبادلان الفوز بالبطولات، لكن ما حدث مؤخراً يحتاج لوقفة ووقفة متأنية قبل متابعة السير.. للأسف فإن التعصب والشتيمة للفريق المنافس وممارسة الاستخفاف والاستظراف صارت من أقصر الطرق للشهرة في مجال الكتابة الصحافية الرياضية.. وليس على اي كاتب كان وفي بداية طريقة مع الصحافة الاّ ان يكون شاذاً ومتعصباً حتى يجد ان كل الابواب فُتحت له.. ويمكنه ان يصير بين ليلة وضحاها احد نجوم الشباك..!! وليس ضرورياً ان يلتزم بمبادئ المهنة او قوانينها او ادبياتها خاصةً وان تلك الاسماء الرنانة صارت الادراج هي مكانها ولا احد من المتابعين يمكن ان يضيّع وقته في مثل تلك الكتابات التي تدعو للوسطية.. فالسوق صار محكوما بماذا يريد القارئ وفقط..؟!! وللعلم فإن ماذا يريد القارئ هذه بإمكان الكاتب السيطرة عليها وتزويده بأدبيات الرياضة وجوانبها المشرقة والتأكيد على ان الاخلاق والروح الرياضية انما هي الاساس وليس الاساءة والشتيمة في اعراض الناس وامهاتهم..!! ويا للعجب صحافة هذا الزمان صارت تؤسس للخروج ويشتهر اصحاب الاقلام الذين ينادون مطالبين بالعصبية ويدعون للفرقة والشتات وإلغاء الاخر والاساءة اليه والتقليل من شأنه..!! انه لبئس التصرف.. وانه لبئس البحث عن تعجيل للصورة بتلك الطريقة التي تكون بذلك الاسلوب غير قابلة للذوبان وبالتالي فإن نتائجها لن تكون مضمونة.. وقلبي على وطني.. وقلبي على السلطة الرابعة..!!