٭ أبوعركي البخيت واحد من الذين أعطوا الأغنية السودانية دفعها الرائع المحبب، ويعتبر من أوائل من حرك مشاعر الشباب تجاه التفاعل مع الأغنية كلمات ولحناً وأداء. ٭ وأذكر أنني تعرفت عليه وأنا في (المهاجر) أوائل السبعينات، حيث كان يشرفني بالنزول خالد وعبدالمنعم (أبناء أحمد إبراهيم مالك).. وقتها كان يغنون (سهرنا الليل وكملنا .. في ظلال عينيك النعسانة) وأنا اطرب معهم .. بمثلما عرفوني أيضاً على أغنية (الرحيل) لوردي!! ٭ وحينما عدت إلى السودان وجدت أبو عركي البخيت أحد أركان الأغنية السودانية ذات (الموقع) والمكان والمكانة.. وحينما شهدته في التلفزيون يغني أدركت أنني أمام قمة من الطرب يندر (تثنيتها) دون أن أبالغ. ولما بدأت أكتب هذا العمود بالصحافة وقتها كان القلم يتوقف كثيراً عند الأداء الرائع لأبو عركي البخيت.. وأداؤه كان جاداً ورائعاً، ذات ملمس حريري في شغاف القلب. ٭ وتشاء الإرادة أن أتعرف على (زوجته) عفاف الصادق حمد النيل وهي تكتب شعرها، وتشمر عن ساعديها للدراسات العليا، وتعد برامجها الإذاعية .. وبكل إبداع. وتغلب الإرادة أن يسوقني الصديق الصدوق نجيب نورالدين إلى بيت أبو عركي.. وكما هو فنان رائع، وزوجه شاعرة من الطراز الأول، وجدت بيتاً سودانياً أصيلاً يتناول أهله الطعام جلوساً على أرض أم درمان (الغرة أم خيراً جوة وجوة). وطال مشواري معه، بواسطة نجيب، ومصطفى أبوالعزائم والإخوان علي ومهدي نورالدين وفي كل مرة كان أبوعركي هو ذاته أبوعركي الذي يغني حتى تندي جبهته من العرق.. فهو يغني بكلياته و عفاف هي عفاف بعد أن أصبحت الدكتور عفاف. وسعادتي جلت عن الوصف.. وشاليمار تعزف.. وأبوها يغني مرفوع الهامة والرأس.. كما كان دائماً.. أبوعركي.. دمت للفن. ودمتم