حياتنا المعاصرة تكتظ بالمشاغل الكبيرة والصغيرة، وانسحب ذلك على تفاصيل الغذاء والملابس، واستجدت عادات، ومن ذلك تناول الوجبات السريعة (السندوتشات) مما جعل (الصينيّة) التي يتحلق حولها الأهل تختفي عند كثير من الأسر. «الأهرام اليوم» ناقشت بعض المواطنين حول الأمر وخرجت بالحصيلة الآتية: بداية تحدث «معز محمد الصافي» فقال إنه من الذين يرتاحون لتناول السندوتشات، ولا يهضم (المُلاحات) إلا في جو معيِّن، وأضاف: أتناول في وجبتي (سندوتش) و(حاجة باردة) والحمد الله الصحة بخير، وأشار إلى أنه يناصر من يعتمد على الساندوتش. أما «الفاضل إبراهيم» فقال: أنا من عشّاق تناول كل وجباتي في (الصينيّة) بالبيت، وضد الأكل في الكافتيريات «على الماشي»، خاصة السندوتشات، التي أعتبرها (أكل الفسالة)، أما الصينية فتدُل على الكرم. غير أن «إسلام عبد الله» ذهب في اتجاه معاكس لسابقه وقال: إن وجبة (السندوتش) عمليّة، وأنا من مشجّعي تناولها لاختصار الوقت، وأشار إلى أن تناول الوجبة من خلال (الصينيّة) له طقوسه الخاصة، وفيه (ونسه) مما يضيِّع الكثير من الوقت. لكن الحاجة الحاجة زهرة لم تتفق مع «إسلام» وقالت: (نحن والحمد لله ما بناكل السندوتش.. وخير بلدنا أحسن منُّو مافي). واتفق معها في الرأي الحاج فرج الله التوم الذي قال: إن الأكل في الصينية تأصيل لعاداتنا و(أنا لحدي الآن ما حصل أكلت واقف السندوتشات). من جانبها قالت الأستاذة مزاهر العوض، اختصاصي الأغذية، إن تناول الوجبات السريعة له مضاره، ومع اختصاره للزمن إلا أن الفرد يمكن أن يتناول كمية من الغذاء في سندوتش تكون أكثر من المعقول، وتناول وجبة مُشبعة بالبروتين والدهون يتسبب في زيادة نسبة الكلسترول، كما أنها - أي السندوتشات - تعتبر في بعض الأحيان سبباً من أسباب السمنة، وأوصت بالرجوع إلى عهد (الصينية) لأن طبيعة الأكل بها ليس فيها ما يدعو إلى الإسراف، مشيرة إلى أننا كشعب صرنا يوم بعد يوم نتخلّص من عاداتنا وتقاليدنا السمحة ونتقمّص عادات وتقاليد غيرنا دون فهم لما نفعل. وأضافت أن الرجوع إلى الكسرة و(قعدة الصينية) هو الأجدى لفائدتها الاجتماعية بجانب ما تحتويه من مواد متنوعة قلّ أن تجدها في السندوتشات السريعة.