وجَّه نائب رئيس حزب الأمة القومي، اللواء (م) فضل الله برمة ناصر، رسالة تعقيب بخصوص تعيينه مديراً للأمن والمخابرات في الحكومة التي شكلتها قبيلة المسيرية في منطقة أبيي، وردَّ من خلال السطور التي كتبها على تساؤلات الأستاذ الهندي عز الدين، رئيس التحرير، التي جاءت في سياق عموده الشهير (شهادتي لله) بعنوان (حكومة أبيي.. إلى من نحتكم؟!!) في يوم الأحد الماضي. وطالب فضل الله برمة ناصر قبيلتيْ المسيرية ودينكا نوك بتحكيم صوت العقل وعدم الدخول في حرب بالوكالة نيابة عن المؤتمر الوطني والحركة الشعبية. نص بيان اللواء (م) فضل الله برمة في تعقيبه على عمود رئيس التحرير بشأن حكومة أبيي اللواء فضل الله برمة: حتى الآن لم يتصل بي أحد، ولم أعرف عن حكومة المسيرية إلا من الصحف، وأقول بالصوت العالي أنا شديد الاعتزاز بقبيلتي (المسيرية)، وشديد الاعتزاز بانتمائي إلى حزب الأمة القومي، ولكن السودان وشعبه الأبي عندي فوق كل الانتماءات، ويشهد على ذلك انحيازي لهذا الشعب في ثورة أبريل 1985م ضد الطغيان الذي كان سائداً في البلاد. وبهذه المناسبة أود أن أوضح بجلاء موقف المسيرية وموقف حزب الأمة القومي من هذه القضية، للمسيرية موقف ثابت وهدف واضح يتمثل في أمن المنطقة واستقرارها والتعايش السلمي بين أهلها، ولتحقيق ذلك لا يريدون صوت أية حرب مع أهلهم دينكا نوك، كما لا يريدون أن يكونوا سبباً في حرب بين الشمال والجنوب، وكذلك لا يرغبون أن تكون أرضهم مسرحاً للعمليات الحربية. للمسيرية حقوق تاريخية وجغرافية مكتسبة، ويؤمون بأن حلها يكمن في الجلوس مع أهلهم الدينكا وحلها عن طريق الحوار الجاد العادل، حتى يأخذ كل طرف حقوقه المشروعة، وعلى المؤتمر الوطني والحركة الشعبية أن يمهدا الطريق لجلوس القبيلتين للتفاوض دون أن يتدخلا في شأنهما الداخلي، فأهل مكة أدرى بشعابها، ومن هنا يأتي تحذيري للأهل في القبيلتين بأن يحكموا صوت العقل وألا يدخلوا في حرب بالوكالة نيابة عن طرفي الحكم، أما موقف حزب الأمة القومي فقد أعلنه السيد رئيس الحزب عند زيارته للمنطقة عام 2006 وناشد فيه القبيلتين باسم العلاقات التاريخية التي تربط بينهما والحزب بأن تجلسا مع بعضهما، وحل إشكالهما بنفس الطريقة التي كان بها أجدادهم وآباؤهم يعالجون بها خلافاتهم، وإن أرادوا الاستعانة فعليهم بجيرانهم من أعالي النيل وبحر الغزال وكردفان ودارفور، لأن جيرانهم ليست لديهم أجندة في قضاياهم ويعرفون طبيعة مشاكلهم وحلولها وتاريخ المنطقة وحركة سكانها، والحزب يرحب بالنتائج التي يصلون إليها، وما زال الحزب عند موقفه وعلى استعداد لبذل الجهود والتوسط بين أهله المسيرية ودينكا نوك وتقديم المقترحات التي تساعد على حل قضية أبيي وذلك بإعطاء كل صاحب حق حقه والحيلولة دون إراقة دماء الطرفين، ويسعى حزب الأمة لإبعاد المنطقة من شبح الحرب بإزالة أسبابها، أما الحرب إذا اندلعت فهي مسؤولية الدولة وليست مسؤولية القبيلتين، إذ أن على الدولة أن تحمي أرضها ومواطنيها. اللواء فضل الله برمة ناصر