(سِبر اللوبيا) تقليد قديم مُتجذِّر لم تزل تمارسه كل موسم قبائل جبال النوبة باحتفالية كبيرة.. كثقافة من مستودع التراث السوداني الكبير بكل ما فيه من اختلافات من قبيلة لأخرى. وتقليد (سِبر اللوبيا) يعمُد إليه الشباب حينما يبارحون طفولتهم ليدخلوا مرحلة الرجولة بكل ما فيها من تحمُّل للمسؤولية. وفي محاولة جادة للبحث المضني في أضابير التراث السوداني المتشعب.. اجتهد الباحث والمؤرِّخ «محمد كُنده أندلي» في سبر الأغوار، متنقلاً من مكان لآخر في أصقاع السودان البعيدة.. وتحدث إلى «الأهرام اليوم» - في زيارة إلى مبانيها - عن التاريخ والتراث. بدايةً تطرّق الباحث «كُنده» إلى (سِبر اللوبيا)، مشيراً إلى أنه طقس احتفالي من الطقوس بجبال النوبة، وهو قديم عند «النوبة» وفيما بعد مُورس كعادة أو رياضة للعديد من قبائل السودان، كجزء من تراث السودان العريض، مشيراً إلى أن السودان وطن له هويته وممالكه القديمة وآثاره التاريخية القديمة منذ (نوب بت حاك) جد النوبة في مصر والسودان، ذاكراً أن المرجع في ذلك كتاب (أخبار الزمان) للمسعودي صفحة (21)، باب أخبار أبناء نوح في الأرض.. وقال إن نوبة «جبال النوبة» ونوبيي الشمال من سلالة واحدة، وبسبب الحروب التي حدثت في السابق والهجرات الواسعة بقي نوبة الجبال في مكانهم الحالي بعيداً عن أصولهم النوبية العريقة منذ قديم الزمان، وأضاف: كما أن اللغة النوبية رغم اختلافاتها من قبيلة لأخرى إلا أن هناك عوامل مشتركة وعبارات كثيرة تربطها ببعضها البعض، مما يشي أنها مشتقة جميعها من اللغة النوبية الأم منذ عصور تاريخية موغلة في القِدم. وقال الباحث والمؤرِّخ «محمد كُنده أندلي»: في بداية بحثنا واجهتنا مصاعب جمّة في جمع تراثنا النوبي المتفرّق على أماكن عِدة، وكانت مهمة التحقُّق من صحة الوقائع التاريخية شاقّة، إلا أننا عبر الجهد الميداني وتكبُد مشاق السفر تمكنا من الحصول على وثائق تاريخية في غاية الأهمية، مشيراً إلى أهمية صدق الباحثين التاريخيين، منبهاً إلى ضرورة الاهتمام بتدريس تاريخ السودان للطلاب بصورة شيقة ليرسخ في عقلية النشء.