نقرأ في الصحف بين الفينة والأخرى أخبارا اجتماعية منها الطريف ، ومنها الغريب، وكلاهما وارد في الغالب الأعم بعفوية واستظراف، وإن كان بعضها يرد إيغالاً في تلميع «الأنا»!! فمن الأخبار الطريفة أن البعض يقضي اجازته السنوية في قريته أو مدينته. ثم يعود لينشر في الصحف بأنه قضى إجازته في عدة عواصم عربية وأوربية!! ومنها أيضاً أن نطالع خبراً بأن (فلاناً) رزق بمولود «جديد» وكأن الآخرين يزرقون بمواليد قدامى غير «جدد»!! وتأكيداً لوصول ذلك المولود «الجديد» يصر البعض أيضاً على أن يكون الخبر المنشور متضمناً جملة : رزق فلان و«حرمه» !! ويكون البعض أكثر طرافة حينما يرزق بذلك المولود «الجديد»، فيعلن على صفحات الصحف بأن المشاورات لا تزال جارية لاختيار اسم المولود! ومن الطرائف كذلك أن ينشر البعض إعلاناً مدفوع القيمة عن نفسه يزينه بصورة كبيرة لشخصه «العزيز» بأنه سيغادر غداً مدينته إلى أخرى مجاورة، لقضاء جانب من أعماله الخاصة!! ومن الطرائف ما هو خطير في أبعاده وآثاره الاجتماعية، كمحاولة البعض إيقاع الآخرين في «ورطات» اجتماعية بقصد المزاح، كأن ينشر أحدهم خبراً بصورة لصديقه بإدعاء أنه سيتزوج يوم الخميس القادم، فيما صديقه متزوج ولديه «دستة» أطفال!! أو أن صديقه رزق بمولود «جديد» في حين تكون زوجته قد وضعت توأماً قبل أسابيع قليلة!! ومن المزاح الثقيل والخطير أيضاً نشر أن فلاناً توفي في حادث سيارة، بينما هو حي يرزق، وغير ذلك من «المقالب» المشابهة ذات الآثار النفسية المدمرة!! ومن طرائف النشر، أن ينشر أحدهم إعلاناً عن فقد قطة أو بومة أو قرد «نسناس» أو كلب، فيبالغ في ذكر أوصاف المفقود، مع ذكر المكافأة المالية الضخمة لمن يعثر عليه! ويذكرنا هذا بالذي نشر اعلاناً في صحيفة نصه كالتالي «كلب ضائع، بثلاثة أرجل، العين اليسرى مصابة بالعمى، وفي رقبته اثر لجرح عميق، والأذن اليسرى مفقودة، والذنب مكسور في مكانين، ويستجيب إذا نودي باسم «محفوظ»!! وهنالك من ينشر موضوعات في بريد القراء أو الصفحات المخصصة لأقلام القراء، لمجرد ظهور اسمه دون الاهتمام بالمضمون، وذلك بهدف التباهي وسط أصدقائه! وهناك من يدبج مقالاً «رائعاً» ليكتشف القراء بعد فترة أن «روعته» تلك تجلت في «النقل الحذافيري» من كتاب أو مجلة قديمة!! وهناك من يذيل اسمه ولقبه في نهاية قصيدة «مترابطة» ليتم الاكتشاف فيما بعد أن مجهوده الذي يشكر عليه هو حذف بعض الكلمات فقط من قصيدة قديمة لشاعر مشهور، ووضع أخرى بذكاء يحسد عليه!! وهناك من يفجر قضية، ويدخل في معركة من غير معترك على صفحات الصحف، ليس بهدف نصرة رأي أكاديمي أو علمي أو مهني أو غير ذلك، بل ليقول «أنا هنا» أي مجرد اثبات حضور ليس إلا، لأنه ينسحب مسرعاً من ساحة النقاش بمجرد أن يتصدى له أهل الاختصاص والدراية، ليغيب فترة تطول أو تقصر ثم يفجر رأياً أو قضية، تقيم القراء والمعنيين ممن استثارهم ولا تقعدهم وهكذا !! وأخيراً: من الطرائف أيضاً أن بعض المشاهير من الفنانين الغنائيين والمسرحيين وغيرهم ، ينتهزون فرص إجراء لقاءات صحفية معهم ليروجوا بذكاء عن اغان ومسرحيات وأعمال فنية جديدة، متفادين بذلك القيام بحملات اعلانية مكلفة!!