{ نعم .. لا بد أن نتباهى بها ونزكيها { فإن وصفنا (الأهرام اليوم) بأنها ناطحة سحاب الصحافة السودانية، فما كذبنا. { وقت ميلادها.. المساحة كانت أضيق من خرم إبرة لها على أرض صحافتنا. { فكان التوق إلى الأعلى.. لأن التوق إلى العلو سمة العصر.. { بلا منازع صار لها حضور فاعل منذ أن أطلقت صرخة ميلادها.. { خرجت بناءً شامخاً، ناسبة إلى أصحابها ومؤسسيها ومحرريها وكتابها وطاقمها الفني وطاقمها الإعلاني والخدمي.. العز والنجاح. { (الأهرام اليوم) ناطحة سحاب.. من خلال التحدي والجرأة، مخترقة زحام الصحف. { من ثم يحق لنا أن نحتفي بمرور عام على صدورها.. { لأننا كنا مدججين بطموح النهوض نحو آفاق أرحب من خلال جيل يمتلك حيوية الشباب والموهبة الفارعة. { كيف لا تحقق (الأهرام اليوم) نجاحاً وقد حشد لها أصحابها الدعم المقرون بكل خبراتهم؟ { إن احتفاءنا اليوم ببدء ميلاد الانطلاقة الثانية للصحيفة، يعتبر وقفة تأمل لما تم إنجازه، وشرفة تطلُّع لما هو مبتغًى في قادم الأيام .. توظيفاً أكثر للخبرات وبذلاً لقصارى الجهد. { (الأهرام اليوم) تشعل شمعتها الثانية.. وكما الميلاد معتمدة على مبدأ (التأثير الممتد وليس الإثارة المؤقتة). { فالمناسبة لا تقف أهميتها عند حد النجاح، فلا بد فيها من استعادة دلالات متعددة وأبعاد مختلفة في مدار الصحافة السودانية. { ونوقد مع الشمعة الثانية .. مرحلة تطوير أخرى في الشكل والمضمون.. في التحرير والإخراج الفني. { بفضل الله أولاً.. وبفضل القارئ ثانياً كان النجاح في العام الأول.. فالقارئ هو السند والغاية. { بفضل القارئ تحطم ما كان في حكم المسلمات (أن تخفق) خاصة وسط هذا الكم الهائل من الصحف السياسية، الرياضية، والاجتماعية، بيد أن (الأهرام اليوم) نجحت، توزيعا ًوانتشاراً. { لأنها قدمت صحافة سياسية جديدة، متنوعة، فدخلت باحترام إلى كل بيت. { ولأننا سعينا لأن تكون صوت الناس.. وليست صدى.. وعيوننا محدقة فقط في مصلحة الوطن. { وسوف يمتد الطموح لملاحقة ذوق القارئ واهتماماته في عصر الفضائيات والإنترنت. { كم سعدنا أن تتلاقح جهود كتيبة الصحفيين الشباب النابهين بها، مع (المعتقين) أو اسم الدلع لهم (المخضرمين).. وهنا لا بد لنا أن نترحم على روح الراحل الأستاذ ملك المنوعات في الصحافة السودانية (محيي الدين خليل) الذي سار معنا مشواراً في مسيرة نجاح الصحيفة ولا ننسى له حماسه الفائض لإرساء دعائمها. { عهدنا مع قرائنا جهد لا ينقطع .. تطويراً وإضافات. { مزيداً من الحرية لإعلامنا، المقروء منه أو المسموع أو المرئي. { لأن الحرية هي حائط الصد الحقيقي الذي نحمي به أي منجز. { وكل عام وهذا الوطن مزدان بألق الحرية والعدل والتسامح. { من إرشيف العدد الأول: يقال إن هناك مدرس علوم كان يشرح درساً لمجموعة من المسطولين قائلاً: يعيش السمك في الماء.. وقبل أن يكمل جملته قاطعه المساطيل في هتاف: يعيش.. يعيش.. يعيش!!