{ في محاولة أخيرة للالتفاف، و(اللَّف والدوران)، قال «ياسر سعيد عرمان» إن الحركة الشعبيَّة حسمت موقفها في الجنوب بعد الاستفتاء، وستشكِّل (حكومة قوميَّة) مع الأحزاب الجنوبيَّة بما فيها (المؤتمر الوطني)!! { «عرمان» يحاول للمرَّة (الألف)، بالتعاون مع رفيقه «باقان»، أن يضحك على ذقوننا، بل ذقون كل أفراد الشعب السوداني في الشمال!! هل (المؤتمر الوطني) يشارك - الآن - في حكم الجنوب، ليشارك في الحكم بعد انفصاله وإعلانه دولةً (حرةً مستقلةً)؟! لو كان شريكاً لما اعتقلت استخبارات «الحركة» القيادي بالمؤتمر الوطني «زهير حامد» ووضعته في حاوية (كونتينر)، لا أعرف كم (قدم) طولها؟! ربَّما يفهم في مقاسات (الحاويات) الأخ الصحفي والتاجر في هذا المجال «أسامة السماني».. فهل يا ترى كانت (40) قدماً.. أم (20) قدماً يا.. ياسر.. يا عرمان؟! { «باقان» يحدثنا عن أهمية التوصُّل إلى اتفاق بين (الوطني) و(الحركة) حول موضوع (المواطنة).. ولا يسمِّيها (الجنسيَّة)!! و«عرمان» يضحك علينا بمنح «المؤتمر الوطني» وزارة في دولة الجنوب.. يشغلها وزير جنوبي، قلبه وعقله مع (الحركة)، وشعاره (المزيَّف) باسم (المؤتمر الوطني)!! وما هو المقابل؟! { المقابل الذي يريده «باقان» وحركته (الانفصاليَّة) أن يتمتَّع الجنوبيُّون في الشمال بحقوق المواطنة والحريَّات الأربع..!! { والمقابل الذي يريده «عرمان» أن (يسرح) و(يمرح) مرَّة أخرى في شمال السودان، تحت واجهة أخرى ترث (قطاع الشمال) التابع للحركة الشعبيَّة..!! { (حلم الجيعان عيش) يا سيد «عرمان».. لن يكون هناك حزب في دولة الشمال لقطاع الشمال الذي سمَّم الساحة السياسيَّة، وخرَّبها، ودمَّرها.. وأسهم بفاعليَّة في فصل جنوب السودان عن شماله. { لا مكان - إطلاقاً - للمخرِّبين.. الانقساميين بيننا بعد ساعة واحدة من إعلان انفصال جنوب السودان، ومن يقول بغير ذلك في (المؤتمر الوطني) فإنَّه من زُمرة (الخائنين) الذين باعوا وطنهم وشعبهم بثمن بخس، ويريدون الآن أن يبيعوا ما تبقَّى من أطرافه في (دارفور)، و(جنوب كردفان) و(جنوب النيل الأزرق) وربما شرق السودان..!! { إذا اختار الجنوبيُّون الانفصال.. فدولتهم (بخيتة وسعيدة) عليهم، رغم أننا سندعوهم للوحدة حتى لحظة إعلان النتيجة، ولكن أرجو ألا يعودوا بعد أشهر.. أو عام.. أو عاميْن، لاجئين بمئات الآلاف.. بعد أن يتأكدوا من أن «سلفاكير» و«مشار» و«باقان» و«جيمس واني» لا يستطيعون إدارة دولة لشهر واحد.. وها أنتم تعرفون الواقع وتشاهدون الوقائع.. وجنوب السودان في حالة (استقلال) شبه كامل منذ «ست سنوات».. بجيشه.. وأمنه.. وبنكه.. وحكومته التي لا يُعيِّن وزراءها الرئيس «البشير».. ولا سلطة له البتَّة في إعفاء واحد منهم..!! ثم ماذا فعلوا.. ماذا قدموا.. ماذا أنجزوا غير «مصانع البيرة»؟ هل هناك مستشفيات جديدة.. مدارس.. جامعات.. قرى نموذجية.. مطارات؟! لا شيء.. لا شيء.. هذا هو الواقع الذي يعرفه سكان «جوبا»، «واو» و«ملكال».. دعك من «توريت» و«كبويتا».. و«قوقريال». { دولة الشمال - إذا حدث الانفصال - غير مستعدَّة لتكرار الأزمات.. والذين أسهموا في انفصال الجنوب من أعضاء الحركة الشعبية في الشمال يستحقون (العقاب).. لا (المكافأة) بالتصديق لهم بحزب جديد.