كشف الأمين العام للمؤتمر الشعبي، د. حسن الترابي، أن زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن عندما جاء للسودان في بداية التسعينات لم يكن يحمل أي نوايا جهادية أو عقائدية، وكانت كل جهوده ونواياه متجهة فقط إلى جانب الاستثمار في مجال التشييد والبناء، وهو المجال الذي تخصصت فيه أسرته. وقال في حديث لفضائية (العربية): «ولذلك فقد كان طوال فترة إقامته في السودان بعيداً عن الأضواء والسياسة والعمل العام ومنخرطاً في إنشاء الطرق والمشروعات الاستثمارية، ولو أنه ظل موجوداً في السودان لما تورط في العمل ضمن التنظيمات التي تتبنى العنف والقتل». وتشير (الأهرام اليوم) إلى أن الترابي الذي يترأس اجتماعاً متواصلاً لقيادة المؤتمر الشعبي يناقش اليوم (السبت) ورقة عن جنوب السودان ويختتم غداً الأحد بمؤتمر صحفي. وأبلغت مصادر مطلعة أن الهيكل التنظيمي للمؤتمر الشعبي تم تعديله من (46) أمانة الى ما يقارب (20) أمانة. وقال الترابي إنه لم تجمعه بأسامة بن لادن علاقة مباشرة سوى أن أسامة عندما جاء للسودان كان يصلي في المسجد الذي اعتاد الترابي أن يصلي فيه، وأن الجماعة التكفيرية في السودان عندما اعتدت على أسامة بن لادن وأرادت قتله كانت تضع الترابي في نفس القائمة التي وضعتها للاغتيالات. وقال الترابي إن أسامة بن لادن وجد نفسه مضطراً إلى ممارسة العمل المسلح ضد أمريكا؛ حيث إنه من الطبيعي أن يكون غاضباً منها؛ لأنها ضغطت على الحكومة السودانية لإخراجه بعد أن أسقطت الحكومة السعودية عنه جنسيتها؛ فوجد نفسه مشرداً يبحث عن مأوى ولم يجد المأوى إلا في أفغانستان، وفي هذه البيئة لم يكن أمام أسامة بن لادن إلا العمل ضمن هذا الإطار والانخراط مع الأفغان في حروبهم والانتقام من أمريكا التي طاردته وطردته من مأواه الآمن في السودان.ونفى الترابي أن يكون نائب زعيم تنظيم القاعدة، الدكتور أيمن الظواهري، قد زار السودان أو أنشأ فيها معسكرات للتدريب كما يقال، وأكد أن مجموعات الإسلاميين الذين كانوا موجودين في السودان خلال فترة التسعينات كانت غير نشطة في العمل التنظيمي.