في واحدة من أجمل ليالي اللجنة القومية لاحتفالات البلاد بالعيد ال(55) لاستقلال السودان شهدت ليلة أهازيج الوطن الثانية باتحاد المهن الموسيقية بأم درمان جمهوراً وأعمالاً وطنية وعاطفية قلّ أن تجتمع في ليلة قريباً وتغنى فيها لأول مرة مطرب الشباب محمود عبدالعزيز. نائب الأمين العام للاتحاد سيف الجامعة قال في كلمة قصيرة ضافية إنهم عبر مجلس المهن الموسيقية والمسرحية الجديدة يسعون لإنتاج فن ملتزم لهذا الشعب لأن الاستعمار يبدأ بالغزو الثقافي، وأعلن نجاح أماسي الخرطوم الموسيقية. أما رئيس الاتحاد الوليد، علي مهدي فقد أعطى نبذة تعريفية عن مهامه واختصاصاته. وتواصلت الفواصل الغنائية التي بدأها المطرب صلاح مصطفى بأغنية وطنية ثم (يا حلاة بلدي وبيوتا) أعقبه عثمان مصطفى ب(نحن ونحن الشرف الباذخ) و(ماضي الذكريات) وكان موفقاً فيهما معاً بمقياس تيرموميتر الجمهور. المطرب زكي عبدالكريم اتجه شمالاً وقدم (حلاة بلدي وحلاة نيلها) على إيقاع الدليب الحار ثم (اسأل نفسك) وكان صوته قوياً رائعاً أما مجذوب أونسة فقد قدم أغنيتين وتألق عبدالعزيز المبارك في رائعته (بتقولي لا) وأخرى، الأمين عبدالغفار قدم أغنية وطنية جديدة (يا وطن بهواك إنت.. وأحب ترابك حتة حتة) ثم (شال الريد) مع الجمهور الذي بادله الود بحرارة. سمية حسن كانت الصوت النسائي وقدمت (سوداني الجوة وجداني بريدو) و(يسلم لي حسن) أعقبها سيف الجامعة الذي قدم ثلاث أغنيات هي (توشكي والشكابة)، (طبل العز ضرب) ورائعة الموسيقار وردي (اليوم نرفع راية استقلالنا) التي حاز بها على الجماهيرية والإعجاب الشديدين. ثم اعتلى المنصة مطرب الشباب الأول «كما يطلق عليه النقاد»، محمود عبدالعزيز فارتفعت معدلات الهتاف والصياح لدى الجمهور خاصة الشباب إلى حد الجنون وبادرهم بقوله بعد التحية «أنا سعيد لأنني لأول مرة أشارك في أعياد الاستقلال وأتغنى من داخل نادي الفنانين» وأردف: هنا دار أجدادنا وآبائنا وأعمامنا الذين تشربنا منهم الفن الأصيل، فقد وجدنا أساساً متيناً ونتمنى أن نصبح امتداداً لأرقام كبيرة سبقتنا». ومضى في قوله: هذا شرف لي أن أكون هناك في (بيت اللعب) واعتذر عن إحضاره لجوقته الموسيقية الخاصة ووصف أوركسترا الاتحاد بالعملاقة وأن الفضل لأعضائها في أن يكون هناك محمود عبدالعزيز، وشكر السموأل ووزارته بقوله «نحن الآن مطمئنون لحال الثقافة في السودان بهذا السموأل». وقدم محمود عدداً من أعماله بعد أن حاصره الجمهور وقوفاً وتفاعل الجميع مع رائعته (مدينة جوبا أجمل مدينة). حضر الليلة وزير الثقافة، معتمد محلية أم درمان، ومنسوبو الاتحادات الفنية والإعلاميون من الإذاعات والفضائيات والصحف وطلاب الجامعات وجمهور مقدر.