تظاهرة فنية جماهيرية كبيرة شهدتها قاعة الصداقة بالخرطوم مساء الاثنين الماضي حملت اسم (قلبك عارفو أبيض وكلك حسن نية) إحتفاء واحتفالاً بالذكرى الثانية لرحيل مؤسس المدرسة الكلاسيكية في الغناء السوداني المطرب الرائد الرمز عثمان حسين في ليلة جمعت صفوة مجتمع الخرطوم حتى ضاقت بهم الصالة الداخلية لقاعة الصداقة وظل أكثر من ربع الحضور وقوفاً ومثلهم بالخارج لا يجدون منفذاً للولوج إلى القاعة. ومنظمة عثمان حسين كانت أم العروس بقيادة ربانها البروفيسور السر دوليب والدكاترة والأساتذة يعقوب، سميرة، أحمدان، وبقية العقد الفريد والربط كان من نصيب العمالقة عبدالله محمد الحسن، إيمان دفع الله، طارق كبلو والكبار عاد شبابهم وهم يستمعون لحلو النغم فطرب بازرعة، قامة الشعر الشفيف، وهتفت تابيتا بطرس عاشقة عثمان حسين ورقص (النشجني) اللواء عبدالحي محجوب وعاد صلاح عثمان حسين يافعاً يحس براحة والده اليمنى على رأسه مداعباً خصل شعره والجمهور انتشى وبكى وطرب وهاج وماج وانداح الغرام بين جميع المحبين الموجودين داخل القاعة تلك الساعة. رئيس المنظمة البروفيسور دوليب خاطب الحضور فقال «من أجل هذا الحب والحشد الفريد كان قيام المنظمة لتعبر عما تحمله كلمة ثقافة من عمق». وأبان أن إرث عثمان حسين يجب أن يحفظ ويدرس لأنه لم يكن يلحن الشعر فقط بل يعبر عن معانيه، وهذا هو الفرق بينه وسائر الملحنين. وتحدث عن برنامج المنظمة في عامها الثاني وحث كل الحضور على الانضمام إليها وقدم شكره لكل الذين قدموا الدعم لهم بداية بالسيد علي عثمان محمد طه نائب رئيس الجمهورية والوزراء كمال عبداللطيف، هاشم هارون، تابيتا بطرس، سيد هارون، محمد يوسف عبدالله، شركة زين، شركة السودان للأقطان، قناة النيل الأزرق التي قال إنها جعلت برامجها كلها عثمان حسين، جامعة العلوم الطبية والتكنولوجيا التي تكفلت بعلاج أرملة المحتفى بذكراه مدى الحياة. ٭ أدب الوفاء رئيس الاتحاد العام للمهن الموسيقية الدكتور عبدالقادر سالم قال إن هذا الحشد هو تأكيد على أن عثمان حسين هو عبقري الأغنية السودانية ويكفي ما قدمه من أعمال والتوأمة الفريدة التي جمعته بالشاعر حسين بازرعة، وأكد أنه عميد المدرسة الموسيقية الكلاسيكية السودانية وكل أغنياته كانت فخيمة البناء استعصت على باقي المطربين من بعده، وحيا جهود المنظمة التي أسست لأدب الوفاء السوداني. الدكتورة تابيتا بطرس قالت في كلمتها القصيرة «لنعلن حبنا وانتماءنا لإرث هذا الفنان الرمز، وحيت رفيق دربه بازرعة والشاعر دوليب، ورددت أبياتاً من إحدى أغنياته وحيت أسرة المحتفى به وختمت بقولها (كل لحظة تمر علي). ٭ الطرب الشفيف وكانت الليلة قد بدأت بعزف من الفرقة الذهبية لساحر الكمان عثمان محي الدين لأغنيتي «كيف لا أعشق جمالك» لعلي محمود التنقاري و«كلمة منك حلوة» لعبدالله حامد الأمين تجاوب معها الجمهور بالتصفيق الحار. أعقبه المطرب صلاح كوستي الذي قدم (القبلة السكري) لحسين بازرعة ثم المطربة الشابة منار صديق التي تغنت ب«مالي والهوى» للسر دوليب وأجادتها مع هتاف الجمهور فيما قدم المطرب محمود تاور( ربيع الدنيا) لعوض أحمد خليفة أعقبته شموس إبراهيم ب«ما بصدقكم» للسر دوليب ثم المطربة آمال النور في «محراب النيل» للتجاني يوسف بشير وقد تفوقت فيها على نفسها بعد آخر مرة قدمتها، أعقبها كورال كلية الموسيقى والدراما بأغنيتين (أوعديني) للزين عباس عمارة و(كلمة منك) وجاء أداؤهم رائعاً ثم سيف الجامعة ذلكم الجميل الذي قدم (صدقيني) فصدقه الحضور وصفق له والمطرب الشاب أبوبكر سيد أحمد قدم (شجن) لحسين بازرعة والرائع أونسة تغنى ب«مات الهوى» لصلاح أحمد محمد صالح، وختمت مجموعة عقد الجلاد الليلة ب(أرضنا الطيبة) وكانت طيبة نالت رضا الجمهور، داخل القاعة وعلى فضائية النيل الأزرق التي نقلت الحفل مباشرة. ٭ لقطات من الليلة وقف الحضور أثناء دخول الشاعر حسين بازرعة للقاعة وعلا التصفيق المتواصل ترحيباً بتوأم الحبيب عثمان حسين. كرمت منظمة عثمان حسين كلاً من شركة زين للاتصالات، شركة السودان للأقطان، قناة النيل الأزرق، محلية أم بدة وإدارة الشؤون العامة بالقيادة العامة لقوات الشعب المسلحة. المطرب سيف الجامعة تحدث قبل أن يتغنى وقال تعالوا جميعاً لنبلغ رسالة أرث عثمان حسين لشباب المطربين والموسيقيين لنأسس للفن الراقي الملتزم.