ضمن ليالي «فلنوقر كبارنا الذين أثروا وجدان الشعب السوداني» التي يقيمها الاتحاد العام للمهن الموسيقية بأم درمان، احتفل لفيف من أهل الفن والطرب والموسيقى والدراما والآداب مساء الجمعة الماضية بالعندليب الأسمر زيدان ابراهيم وسط حضور رسمي وشعبي رفيع. وزير الثقافة والشباب والرياضة، محمد يوسف عبد الله، قال إن زيدان ابراهيم مبدع حقيقي له العديد من الروائع والاسهامات الفنية الوطنية المقدرة، وأبان أن أهل السودان لا يكرمون الأفذاذ وهم أحياء ولكن اتحاد المهن الموسيقية أقام هذه الليالي ذات المعاني الكبيرة متقدماً الجميع، وأكد أن البلاد ستشهد نهضة ثقافية كبرى بعد قيام وزارة مستقلة للثقافة، وطالب رئيس الجمهورية بتأهيل وتشييد بنياتها الأساسية والدعم المالي الكبير قبل إعلانها. فيما أثنى رئيس الاتحاد الدكتور عبد القادر سالم على أخلاق العضو زيدان ابراهيم وقال إن الاحتفال به يأتي باعتباره العضو المثالي بالاتحاد الذي يحرص على ماله، وأضاف بأن زيدان لا يتعاقد خارج الاتحاد أبداً حتى إذا إلتقى به أهل الحفل بمنزله فإنه يطلب منهم أن يذهبوا لمكتب العقودات بالاتحاد. وأعلن في الاحتفال ليلة لتكريم الموسيقار وردي يوم 14 مايو الجاري تعقبها ليال لشرحبيل، الموصلي، البلابل وغيرهم، حتى قيام الجمعية العمومية في يونيو القادم. ودافع سالم عن الاتحاد وقال إنه ليس بعاجز عن منع المطربات اللائي يقصدهن شريف نيجيريا ويتعاقد معهن للغناء أمامه في بلاده ولكن قانون المهن الموسيقية لم يجاز بعد ولم يفَعّل وبدونه ليس ليس لديه كاتحاد سلطة منع أي مطرب من أي شيء، وأردف اذا تم تفعيل القانون حينها يمكننا ضبط الساحة الفنية. وتحدث الشاعر التجاني الحاج موسى عن رحلته مع المحتفى به منذ أن كانوا يفعاً بالعباسية بأم درمان طوال زمن الحفل، اذ عمل التجاني الحاج موسى مذيعاً للربط وقسم فقرات الحديث عن زيدان المطرب، الانسان، الموسيقار، ابن البلد، على مراحل مما جعل الحديث حلواً كما التجاني شاعر حلو العبارة. كلمات قصيرة: مجموعة من المطربين وأهل الفن قالوا كلمات في حق المحتفى به جاءت صادقة.. المذيع والمخرج طارق كبلو قال إن زيدان واحد من الذين صنعوا وجدان هذه الأمة وأنهم إن أصبحوا كباراً فإن بريق زيدان انعكس فيهم وهم يتابعون مسيرته الفنية الرائعة ومنحهم هذه القيمة. التجاني الحاج موسى قال إن سر نجاح أعمال زيدان في أنه شديد التروي في اختيار نصوصه وكثيراً ما رفض بعض الأغنيات التي قدمها له. المطرب سيف الجامعة روى قصته عندما رافق زيدان لإحياء حفل في احدى ولايات غرب السودان وقام بغناء أغنية لزيدان غير أن الجمهور حمل زيدان على الأعناق ورفعه في المسرح ليغني لهم هو.. وأضاف: مغامر من يتغنى أمام أو خلف زيدان في أي حفل. الكوميديان محمد شيلا نجم الهيلاهوب حيا زيدان ووصفه بالقامة الفنية السامقة وقدم (نكتتين) أبهجتا الحضور. الشاعر تاج السر عباس انتقد مطرباً صغيراً كان قد تعالى على زيدان ابراهيم وقرأ نصاً. { زيدان: الشكر لأهل السودان المحتفى به قدم شكره لكل الذين حضروا ليلته والذين تابعوها عبر اذاعة البيت السوداني، وأكد أن الاتحاد صرح عظيم يجب المحافظة على ممتلكاته وأن الشعب السوداني هو الذي يستحق التكريم لأنه بماله يتغنى زيدان ويدفع ما عليه للاتحاد والضرائب، وردد مازحاً (أنا ما كبير) لكنني زاملت الكاشف والفلاتية في بداياتي الأولى، وطلب إعادة العضوية للعازف الموقوف عادل عوض. أغنيات الزمن الجميل تخللت الليلة مجموعة من الأغنيات، شارك في تقديمها عدد من المطربين الذين احتفوا بزيدان وجميعها من أغنياته. حيث افتتح المطرب الشاب محمد حسن الحفل بأغنية (في الليلة ديك) كلمات التجاني الحاج موسى ألحان عمر الشاعر، تلاه المطرب محمود تاور بأغنية (أخونك) كلمات الراحل محمد جعفر عثمان ألحان عمر الشاعر، ثم المطرب سيف الجامعة بأغنية (معاك قضيت عمر السنين) كلمات الفريق جعفر فضل المولى ألحان عمر الشاعر، أعقبه المطرب حيدر بورتسودان بأغنية (داوي ناري وإلتياعي) لإبراهيم ناجي ألحان زيدان، أما الموهبة محمد فضل فقد أدهش كل الحضور وهو يتغنى ب(صحي إتغيرت إنت خلاص) فقد تطابق صوته مع صوت المحتفى به الى درجة انتزع بها التصفيق من كل الحضور والأغنية من كلمات الراحل مصطفى عبد الرحيم. المطرب عمار هاشم قدم (في بعدك يا غالي) كلمات اللواء عوض أحمد خليفة ألحان الرائد كسلاوي والرائع نجم الدين الفاضل تغنى ب(لو تعرف اللهفة) كلمات عبد الوهاب هلاوي ألحان زيدان، وختم الليلة المحتفى به بأغنتيه (كنوز محبة) و(قصر الشوق) ولكن الجمهور حاصره بالمسرح وتغنى معه.