مع اقتراب الموعد المحدد لانطلاق عمليات الاقتراع على استفتاء جنوب السودان لمواطني الجنوب الذي يبدأ رسمياً غداً (الأحد)؛ أعلنت قيادات نافذة بقبيلة المسيرية، التي تقطن في منطقة أبيي، رفضها القاطع لأية محاولة من دينكا نقوك بإعلان ضم المنطقة بقرار أحادي إلى جنوب السودان. وحذر المسيرية في هذا الصدد من نُذُر مواجهة عنيفة في المنطقة حال صدور هذا القرار غداً (الأحد). وقال الأمير داؤود مرقامي إن أبيي منطقة شمالية وضمَّها إلى الجنوب (خط أحمر). وفي ذات الصدد حمَّل الأمير إسماعيل حمدين، دينكا نقوك وحكومة الجنوب نتائج ما سيحدث على الأرض حال صدور قرار بضم المنطقة إلى الجنوب، واعتبر ذلك سلباً واضحاً لحق المسيرية في المنطقة. إلى ذلك، أعلنت المسيرية عن تجمع ضخم للقبيلة بكافة فروعها يُعقد في مدينة المجلد العاصمة التاريخية للمسيرية يوم (الاثنين) المقبل. ووفقاً لتصريحات خصَّت بها مصادر المسيرية (الأهرام اليوم)؛ فإن الآلاف من أبناء المسيرية توجهوا إلى المنطقة ودخلوا مناطق المسيرية قبيل إجراء استفتاء تقرير مصير الجنوب. وتشير (الأهرام اليوم) إلى أن التصعيد العنيف من المسيرية جاء في أعقاب الوثيقة الصادرة عن دينكا نقوك خلال الأيام الماضية التي قالت إن منطقة أبيي ومنطقة مشيخات دينكا نقوك التسع، نُقلت من منطقة بحر الغزال إلى كردفان في العام 1905م. وأكدت الوثيقة التي حصلت (الأهرام اليوم) على نسخة منها، أن المجتمع المستهدف بإجراء الاستفتاء في تلك المنطقة الذي كان من المقرر عقده في يناير عام 2011م هو دينكا نقوك. كما أشارت الوثيقة التي رفضها المسيرية إلى أن تقرير المصير لدينكا نقوك ورد في اتفاقية أديس أبابا عام 1972م وفي اتفاقية السلام الشامل عام 2005م. وتقول الوثيقة إن مشيخات دينكا نقوك أجمعت على أن تكون تحت إدارة حكومة جنوب السودان، وقالت إن حكومة الجنوب قدمت حماية أفضل لدينكا نقوك، وذهبت إلى أن دينكا نقوك لديهم الرغبة القاطعة في التخلص من حكم الشمال وأن الحكومة في الشمال ظلت تتنصل باستمرار عن التزاماتها تجاههم خاصة تلك التي التزمت بها في محكمة لاهاي، وعززت ذلك بأن الحكومة في الخرطوم دائماً ما تعمل وبانتظام على ظلم ومصادرة حق دينكا نقوك. وخلصت الوثيقة التي أثارت غضب المسيرية إلى أن دينكا نقوك يريدون أن يتبعوا إلى الجنوب بدءاً من الساعة الواحدة من فجر غدٍ التاسع من يناير 2011م. من جانبه نفى وزير الإعلام بحكومة الجنوب؛ برنابا بنجامين، علم حكومته بالوثيقة المشار إليها، وقال ل«الأهرام اليوم»: «لم يعلن شيء رسمي بهذا الخصوص»، واستطرد لا نستطيع الإجابة على الشائعات التي تصدر عن الصحف.