{ أهم ما قاله مدير جهاز الأمن والمخابرات الوطني الفريق مهندس «محمد عطا المولى» خلال لقائه رؤساء تحرير الصحف (أمس) إن (الحركة الشعبية حزب انتهت قضيته بانفصال جنوب السودان)، مطالباً «الحركة» برفع يدها عن جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان. { هذه هي الرسالة الأهم التي ينبغي أن يستوعبها آل (عرمان).. (سجمان).. (رمدان) وبقايا قطاع الشمال (المحلول) فور إعلان انفصال الجنوب. { لا شيء اسمه (قطاع الشمال).. ولا شيء اسمه «عرمان» بواجهة أخرى سيكون له وجود إن شاء الله بذهاب الجنوب إلى غياهب المجهول. { إن أي (تهاون) في حسم أيّة فوضى في منطقتي «جبال النوبة» وجنوب «النيل الأزرق» يعني السماح بتمرير مشروعات انفصالية.. عنصرية جديدة.. فالخطر في رأيي ليس في دارفور، لأن (العوازل) و(الكوابح) في هذا الإقليم متوفرة في عشرات القبائل المقاتلة الرافضة لعملية اختطاف دارفور، أو التلويح مجرد التلويح بحق تقرير المصير. { فالرزيقات.. والهبانية.. والبني هلبة.. والتعايشة.. والفلاتة والترجم.. والبرتي.. وغيرهم.. وغالبية «الفور».. و«الزغاوة» و«المساليت» لا يمكنهم الموافقة على أي أفكار (انفصالية)، وإلاَّ لقال بها قادة حركات دارفور، فهل يستحون و«عبد الواحد» يعلن إقامة العلاقة مع إسرائيل وفتح مكتب في «تل أبيب»؟! هل يمكن أن يطالب الرزيقات (الأبّالة) و(البقارة) مثلاً بتقرير مصير دارفور ذات يوم؟! مستحيل.. لأسباب عدِّة أقلها أنهم يعتبرون أنفسهم (أسياد بلد) وهذه حقيقة في السودان الكبير فلمن يتركونه؟! { الخطر ليس في دارفور.. فقد تسوء الحالة الأمنية ويموت الآلاف.. ولكن الدعوات (الانفصالية) لن تجد أرضاً (خصبة) في دارفور إطلاقاً. { الخطر يمكن أن يأتي إلى دولة الشمال من جنوب النيل الأزرق وجنوب كردفان.. ولهذا لا بُد من سد هاتين الثغرتين.. وبأعجل ما تيسر قبل أن تقع الفأس في الرأس. { لا بُد من إحكام القوة العسكرية والأمنية وتطويق المنطقتين سريعاً.. قبل أن (تتمهل) حكومة الجنوب وتتفرغ لإثارة الفتن فيهما. { «مالك عقار» هو والي النيل الأزرق (المنتخب) ولكنه ليس قائداً عاماً، ولا رئيساً لأركان القوات المسلحة السودانية، وليس من سلطاته بموجب الاتفاقية الاحتفاظ بقوات عسكرية ومعسكرات (مقفولة) على الحدود مع إثيوبيا قبل وبعد إعلان الانفصال. { والمشورة الشعبية لا علاقة لها بالجيوش والدبابات ومعسكرات التدريب خارج إطار المؤسسة العسكرية القومية. { (قطاع الشمال) إلى مزبلة التاريخ.. عرمان.. سجمان.. رمدان إلى المزبلة الأكبر لتاريخ السودان الأكبر. { آخر سطر: اليوم.. تبدأ أكبر (عملية تزوير) في تاريخ البشرية الحديث تحت عنوان (تقرير مصير جنوب السودان). { اللهم أرِنا فيهم عجائب قدرتك عاجلاً غير آجل.. اللهم خذهم أخذ عزيز مقتدر.