وقال ألور الذي تخرج في كلية دراسات المجتمع جامعة جوبا إن مبادرة الشباب تهدف إلى إقامة ندوات سياسية في مناطق الميرم وهجليج وأبيي لتعزيز التعايش السلمي ونشر ثقافة السلام بين الدينكا والمسيرية، كما يهدفون للترويج إلى أفكار اجتماعية بعقد مؤتمر مشترك لكل السلاطين وأمراء القبيلتين.» وناشد رئيس منبر شباب جنوب السودان مؤسسة رئاسة الجمهورية التى تتبع لها منطقة أبيي والمنظمات الوطنية والأجنبية وشركات البترول والاتصالات بتقديم الدعم اللازم لها، وكشف عن معاناة صحية ونقص في الكوادر الطبية بالمنطقة وقال:» نسعى لجمع المواد الغذائية والإمدادات الدوائية في هذه القافلة التى تتحرك لمناطق القبيلتين ونريد دعماً لكل الناس.» وفي الوقت الذي تتصاعد فيه أصوات الشباب بالتحذير من تفاقم مشكلة أبيي التي خرجت تبحث عن حل لها في المحاكم الدولية؛ كانت وزارة الداخلية في حكومة الجنوب تسارع إلى اتهام مسلحين من قبيلة المسيرية بمهاجمة موكب يضم (30) حافلة وسبع شاحنات. ومنذ يوم الجمعة الماضي كانت تدور اشتباكات مسلحة بين أفراد من قبيلة المسيرية وقبيلة الدينكا في مناطق ماكير ودوكره شمال مدينة أبيي، وقد أسفرت هذه المعارك عن مقتل (33) شخصاً على الأقل. وزادت التوترات في منطقة أبيي بعد المخاوف من إعلان قبيلة دينكا نقوك في اليوم الأول من إجراء الاستفتاء ضم المنطقة إلى جنوب السودان في خطوة استباقية بعد أن فشل المؤتمر الوطني والحركة الشعبية، عبر مفاوضات عديدة، في الاتفاق حول من هو الناخب الذي يحق له التصويت في الاستفتاء على أحد الخيارين وهما تبعية أبيي إلى الشمال أو الجنوب، بخلاف الاتهامات المتبادلة مابين الحكومتين في الخرطوموجوبا بتسليح كل طرف للقبيلة التي تواليه. يقول مقرر وفد التفاوض لقبيلة المسيرية في الجولات السابقة؛ محمد عبد الله أدم الشهير « بود أبوك « رئيس كتلة سلام دارفور في البرلمان السابق إن هنالك حلقة مفقودة في حل مشكلة أبيي بعد أن تُركت القضية للسياسة وفتنها، ويضيف ل(الأهرام اليوم) :» نحن كشباب لقبيلة المسيرية حياتنا لن تكون طيبة إلا بوجود دينكا نقوك معنا وأبيي لن تكون حلوة إلا بوجودهم معنا، ليس هنالك خيار سوى أن نتعايش معاً. « وفي الصفحات الاجتماعية على موقع (فيس بوك) تنشط مجموعات شبابية في إدارة صفحة لقبيلة المسيرية حيث يقول حمدين التجاني عيسى (31 عاماً) في مداخلة له :»نحن أبناء المسيرية ندين ونستنكر ممارسات الحكومة ضد القبيلة وزجِّها في الخلافات مع جيرانها من القبائل الأخرى، ونؤكد أننا قادرون على نيل حقوقنا كاملة من أي كائن على وجه الأرض ونوصي أهلنا داخل النظام بالرجوع إلى صوت العقل وترجيح مصلحة القبيلة.. معاً من أجل التعايش السلمي بين القبائل ورتق النسيج الاجتماعي.» ويشاركه ذات الرأي الطالب بكلية القانون جامعة الخرطوم بدر الدين موسى (25 عاماً) وهو من المنتمين إلى الحركة الشعبية ويقول في مداخلته :»عيال قريكا النقرة والفولة وكمان الدبكر ومناك بابنوسة والتبون والميرم كلكم مسيرية زرق إن حمر إن كان فلاتية أو عجارية هوي اخواني اصحو كفاية الدواس، كلكم مهمّشين مسيرية ونقوك ودينكا ملوال وكمان رزيقات شدو حيلكم العدو ما يفرقكم فيكم أولاد أم وأولاد خالات»، ووجّه انتقادات لاذعة لقيادات المؤتمر الوطني الذين يمسكون بملف أبيي. ونشرت وكالة رويترز تحليلاً سياسياً أمس (الثلاثاء) بخصوص احتمال نشوب حرب بين الشمال والجنوب جاء فيه: «لا يوجد اتفاق بعد بشأن السيطرة على أبيي، المنطقة التي يطالب بها الجانبان، لكن من الممكن أن يتم حلها في إطار اتفاق أوسع نطاقاً بشأن مسائل ما بعد الاستفتاء». ويقول بعض المحللين الغربيين إن الشمال قد يستغل الحرب ليغطي على أزمته الاقتصادية وأنها قد تحقق عائداً للخرطوم من خلال الصناعات العسكرية المملوكة للدولة. لكن أغلب المحللين السودانيين يقولون إن الشمال سيجد صعوبة في توفير جيش وتمويله لخوض مثل هذه الحرب وهي حرب لن يفوز فيها أيٌّ من الجانبين بسهولة.» وقال المجتمع الدولي على لسان الأمين العام السابق للأمم المتحدة؛ كوفي عنان، إن التحدي الأكبر الذي يواجه الجنوب بعد الاستفتاء هو بناء الدولة الجديدة وذلك لا يتأتى إلا عبر التعاون مع الشمال. ودعا عنان في مقابلة خاصة مع راديو مرايا المواطنين إلى التحلي بالصبر والتصويت بسلام، مشيراً إلى ضرورة توصل الشريكين إلى حل لمشكلة أبيي خلال ثلاثة أشهر. «مشكلة أبيي لن تُحل سياسياً وإنما عن طريق مؤتمر مشرك لدينكا نقوك وقبيلة المسيرية تحدد توصياته تاريخنا القادم في التعايش السلمي كما كان أجدادنا، ونحن كشباب لن ننتظر أن تتحول منطقتنا إلى خراب.» تلك عبارات رئيس منبر شباب جنوب السودان لدعم استفتاء أبيي ألور كوال (25 عاماً) ابن أخ وزير التعاون الإقليمي بحكومة الجنوب؛ دينق ألور، قالها ل(الأهرام اليوم) وهو يطلق مبادرة مشتركة مع شباب من قبيلة المسيرية لتعزيز الاستقرار والتعايش السلمي بين سكان منطقة أبيي، ويواصل قائلا:» لا بُد من نزع الثوب السياسي عن مشكلة أبيي، الأمير كوال دينق سلطان دينكا نقوك والأمير مختار بابو نمر ناظر عموم قبيلة المسيرية عليهما أن يتذكرا أن بابو نمر ودينق مجوك كانا يحلان المشاكل من دون تأثيرات خارجية.»