أطاحت ثورة الشعب بالرئيس التونسي زين العابدين بن علي بعد أن تُوّجت الثورة التي انطلقت منذ نحو شهر بهروب الرئيس (بن علي) إلى مكان غير معلوم مساء أمس (الجمعة) في سابقة هي الأولى من نوعها في البلدان العربية. وتباينت الأنباء بشأن المكان الذي هرب إليه؛ فبينما نفت فرنسا؛ ذكرت تقارير أخرى هروبه إلى مالطة. وكان الرئيس بن علي قد أصدر قراراً في وقت سابق (الجمعة) بحل الحكومة، في محاولة لتهدئة حالة الغضب التي تسود الشارع التونسي، وسط استمرار المصادمات بين قوات الأمن وآلاف المتظاهرين، في مختلف المدن والولايات التونسية. كما أعلن الرئيس التونسي حالة الطوارئ في مختلف أنحاء البلاد، وقرر تكليف الوزير الأول (رئيس الوزراء)؛ محمد الغنوشي، بإعادة تشكيل الحكومة. وفي الأثناء خرج الوزير الأول على التلفزيون التونسي ليعلن للشعب توليه مهام رئيس الجمهورية بشكل مؤقت، وكان لافتاً أنه لم يذكر في بيانه على الإطلاق اسم زين العابدين بن علي رئيس الجمهورية ولم يذكر مصيره ولم يؤكد خبر مغادرته البلاد. وفي الأثناء أعلن التلفزيون التونسي عن فرض حالة الطوارئ في كافة أنحاء البلاد، وذلك بعد إعلان الرئيس التونسي زين العابدين بن علي حل الحكومة وإجراء انتخابات برلمانية خلال ستة أشهر، وسط أنباء عن تمركز الجيش بضاحية المرسى بالقرب من قصر الرئاسة بتونس.وأوردت وكالة الأنباء الفرنسية أن الجيش يسيطر على المطار ويغلق المجال الجوي التونسي، بعد أنباء عن محاولة شخصيات مهمة، يرجح أنها من عائلة الرئيس، الخروج من البلاد، مشيرةً إلى أن قرار الطوارئ مصدره الجيش وليس الرئيس، مما يعني أن الجيش يريد حماية البلاد والمنشآت الوطنية. وكانت اشتباكات قد اندلعت قبل ساعات، من إعلان هروب الرئيس التونسي، بين متظاهرين حاولوا اقتحام مبنى وزارة الداخلية وقوات الأمن التونسية التي استخدمت القنابل المدمعة لتفريقهم، وردد المتظاهرون شعارات مناهضة للرئيس (السابق) زين العابدين بن علي وجددوا مطالبتهم بإطلاق المعتقلين، وسط أنباء عن مسيرة ضخمة في صفاقس في ظل غياب قوات الأمن. وكان (16) شخصاً على الأقل قُتلوا في مواجهات خلال الليلة الماضية بين متظاهرين وقوات الأمن في العاصمة تونس ومدينة رأس الجبل، وفي صفاقس ثاني أكبر مدن تونس تظاهر أكثر من أربعين ألف تونسي في الشوارع مطالبين باستقالة الرئيس بن علي. وذكرت مصادر أن المشاركين كانوا يتوافدون من الأحياء المجاورة وسط غياب تام للقوى الأمنية. وفي سيدي بوزيدجنوب العاصمة التونسية تظاهر نحو (4000) شخص في مسيرة جابت شوارع المدينة. وفي منطقة الرقاب الواقعة بولاية سيدي بوزيد سيّرت مسيرة للمطالبة برحيل الرئيس بن علي نظمها التونسيون وترافق ذلك مع إضراب عام شل المنطقة. في حين شهدت سوسة الواقعة جنوب العاصمة مظاهرة ضخمة عبر المشاركون فيها عن عدم الثقة بالرئيس بن علي وطالبوا برحيله. كما شهدت ولاية القصرين الواقعة وسط غرب تونس مسيرة كبيرة تطالب برحيل بن علي وسط غياب للقوى الأمنية وسيطرة للجيش. يذكر أن أكثر من (60) شخصاً قتلوا خلال أسابيع من الاضطرابات الاجتماعية التي شهدها البلد، وكان نحو (7) آلاف شخص احتشدوا خارج مقر وزارة الداخلية ورددوا شعارات مطالبة برحيل بن علي، واعتبر المتظاهرون أن تونس لا يمكن أن تحصل على الديمقراطية الحقيقية طالما أن (بن علي) باقٍ في السلطة.