تونس - دعا راشد الغنوشي زعيم حركة النهضة الاسلامية التي فازت في الانتخابات التونسية الى الهدوء في بلدة سيدي بوزيد التي شهدت اشتباكات على خلفية تصريحات الامين العام لحركة النهضة حمادي الجبالي، واتهم قوى على صلة بالرئيس السابق زين العابدين بن علي بإثارة العنف. وفي اول مؤتمر صحفي له بعد فوز النهضة في الانتخابات قال الغنوشي ايضا ان حركته ملتزمة باحترام كل المعاهدات الدولية. وقال مصدر بوزارة الداخلية التونسية ان الحكومة فرضت حظر التجول خلال ساعات الليل في بلدة سيدي بوزيد التي انطلقت منها شرارة انتفاضات الربيع العربي بعد ان اندلعت هناك احتجاجات اتسمت بالعنف. وأبلغ المصدر وكالة "رويترز" ان الحظر سيفرض من الساعة السابعة مساء (1800 بتوقيت جرينتش) حتى الساعة الخامسة صباحا وسيبدأ مساء اليوم الجمعة. وتجددت ليلة الخميس- الجمعة الإضطرابات الأمنية في مدينة سيدي بوزيدالتونسية، على خلفية الإعلان عن إسقاط 6 قوائم إنتخابية ل(العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية) التي يرأسها ابن المدينة الهاشمي الحامدي المقيم العاصمة البريطانية. وقال النقابي حافظ الغربي المقيم في مدينة سيدي بوزيد في إتصال هاتفي مع وكالة "يونايتد برس إنترناشونال"، إن المئات من آهالي مدينة سيدي بوزيد، التي تعتبر مهد ثورة 14 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق زين العابدين بن علي، خرجوا إلى الشوارع مباشرة بعد إعلان رئيس الهيئة العليا للإنتخابات الحقوقي كمال الجندوبي عن إسقاط قوائم (العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية)، ومنها قائمة سيدي بوزيد. وأوضح أن المحتجين إقتحموا مقر حركة النهضة الإسلامية وسط المدينة، وأضرموا النار فيه، كما أضرموا النار في مقر بلدية المدينة، وحاولوا مهاجمة مقر المحافظة وبعض المؤسسات الحكومية الأخرى. وأكد النقابي الغربي أن حالة من التوتر الشديد تسود المدينة، حيث عمد الآهالي إلى غلق الطرقات بالإطارات المطاطية المشتعلة وكتل الحجارة وبعض السواتر الخشبية الأخرى وهم يرددون شعارات منددة بحركة النهضة الإسلامية وبالهيئة العليا المستقلة للإنتخابات. وأشار إلى أن قوات الأمن المدعومة بوحدات من الجيش حاولت التصدي للمتظاهرين بإطلاق القنابل المسيلة للدموع بشكل كثيف، فيما رد المتظاهرون برشق العناصر الأمنية بالحجارة. وكان كمال الجندوبي رئيس الهيئة العليا المستقلة للإنتخابات في تونس، أعلن خلال مؤتمر صحفي عقده ليلة الخميس في تونس العاصمة، عن إسقاط ست قوائم ل"العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" بالإستناد إلى أحكام المراسيم الإنتخابية ذات الصلة بإنتخابات المجلس الوطني التأسيسي. وأوضح الجندوبي أن القوائم التي تم إسقاطها تخص الدوائر الإنتخابية في فرنسا2، وتطاوين، وصفاقس1، وجندوبة، والقصرين، وكذلك دائرة سيدي بوزيد التي ينتمي إليها الهاشمي الحامدي رئيس "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية". وأشار إلى أن قرار إسقاط القوائم الإنتخابية المذكورة يأتي عملاً بالمرسوم عدد 35 لسنة 2011 المتعلق بانتخاب المجلس التأسيسي، والمرسوم عدد 72 لسنة 2011 المنقح له خاصة الفصول 15 و52 و53 و 70، والأمر عدد 1089 لسنة 2011 المتعلق بتحديد المسؤوليات صلب هياكل التجمع الدستوري الديمقراطي "الحزب الحاكم سابقاً" طبقاً للفصل 15 من المرسوم عدد 35 لسنة 2011 المتعلق بانتخاب المجلس الوطني التأسيسي. وينص الفصل 70 من القانون الإنتخابي على إلغاء نتائج إي قائمة إنتخابية في حالة "وجود تجاوزات في مستوى التمويل". ورد الهاشمي الحامدي رئيس "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" على هذا الإجراء بإعلان إنسحاب العريضة الشعبية من المجلس التأسيسي، وذلك في خطوة إحتجاجية تعبر عن رفضه لهذا الإسقاط الذي وصفه ب"الإقصائي وغير المبرر". يشار إلى أن "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" أحدثت مفاجأة كبيرة خلال إنتخابات المجلس الوطني التأسيسي التي جرت يوم الأحد الماضي، حيث حصدت العديد من المقاعد في هذا المجلس الذي فازت بغالبية مقاعده حركة النهضة الإسلامية برئاسة الشيخ راشد الغنوشي. يشار الى أن "العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية" ليست حزباً أو إئتلافاً حزبياً، وإنما هي عبارة عن تيار مستقل بدأه رجل الأعمال التونسي المقيم في العاصمة البريطانية الهاشمي الحامدي الذي يملك قناة تلفزيونية. وكان قد تظاهر المئات من أبناء محافظة سيدي بوزيدالتونسية، الخميس، ضد حركة النهضة الإسلامية التي يرأسها الشيخ راشد الغنوشي، إحتجاجاً على تصريحات لأمينها العام حمادي الجبالي. وقال حافظ الغربي الناشط النقابي المقيم في مدينة سيدي بوزيد، التي تعتبر مهد ثورة 14 يناير/كانون الثاني التي أطاحت بالرئيس التونسي السابق، في اتصال هاتفي مع وكالة "يونايتد برس إنترناشونال"، إن "أبناء مدينة سيدي بوزيد تجمعوا اليوم في وقفة إحتجاجية أمام مقر المحافظة، في حالة غضب شديد على تصريحات سابقة للأمين العام لحركة النهضة الإسلامية حمادي الجبالي رفض فيها التحالف مع قائمة إنتخابية يرأسها أحد أبناء المحافظة يقيم في المهجر". وأوضح أن "هذه الوقفة سرعان ما تحولت إلى مسيرة إحتجاجية شارك فيها أكثر من ألف و300 شخص جابوا شوارع مدينة سيدي بوزيد قبل أن يتوقفوا أمام مقر حركة النهضة الإسلامية في المدينة". وأشار الغربي إلى أن "المشاركين في هذه المظاهرة رفعوا شعارات منددة بحركة النهضة وبأمينها العام حمادي الجبالي، منها (يا جبالي يا جبان البوزيدي لا يهان، والنهضة والإخوان عملاء الأميركان)". وأضاف أن المتظاهرين "رفعوا يافطات نددوا فيها بالمال القطري الذي حسم الإنتخابات في تونس"، وذلك في إتهام ضمني بأن حركة النهضة الإسلامية التونسية تلقت أموالاً من قطر، وسط وعيد وتهديد بالعودة إلى الإضرابات والإعتصامات في حال تجدد الإنتقادات لقائمة (العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية) التي يرأسها الهاشمي الحامدي الذي ينتمي إلى محافظة سيدي بوزيد. وقال حافظ الغربي، إن "المشاركين في هذه المظاهرة الغاضبة حاولوا إقتحام مقر حركة النهضة في مدينة سيدي بوزيد، كما أكدوا في هتفاتهم بأن حركة النهضة سوف تحكم 23 محافظة فقط، أي أنها لن تحكم محافظة سيدي بوزيد". وأكد أنه "لم يتم تسجيل أي مواجهات مع قوات الأمن التي رافقت هذه المظاهرة من دون التدخل، حيث استمر المتظاهرون لمدة تزيد عن الساعة ثم تفرقوا بهدوء، مع وعيد بالعودة إلى الشارع إن لزم الأمر". وكان حمادي الجبالي الأمين العام لحركة النهضة الإسلامية الذي فازت بأكثر من 40% من أصوات الناخبين في أول إنتخابات تونسية بعد ثورة 14 يناير/كانون الثاني، إنتقد في تصريحات أدلى بها الأربعاء حصول قائمة (العريضة الشعبية للحرية والعدالة والتنمية) التي برئاسة الهاشمي الحامدي، على عدد كبير من الأصوات، وأكد أن حركته لن تتحالف معها. ودفعت هذه الإنتقادات الهاشمي الحامدي المقيم في العاصمة البريطانية إلى الإعلان عن أنه لن يعود إلى تونس "في ظل حكومة برئاسة حركة النهضة الإسلامية"، لأنه يخشى على حياته "خصوصاً إذا ما أصبح حمادي الجبالي رئيساً للحكومة".