د.ابراهيم الصديق على يكتب:اللقاء: انتقالات جديدة..    إبراهيم شقلاوي يكتب: يرفعون المصاحف على أسنّة الرماح    الهلال لم يحقق فوزًا على الأندية الجزائرية على أرضه منذ عام 1982….    لجنة المسابقات بارقو توقف 5 لاعبين من التضامن وتحسم مباراة الدوم والأمل    المريخ (B) يواجه الإخلاص في أولي مبارياته بالدوري المحلي بمدينة بربر    شاهد بالفيديو.. لدى لقاء جمعهما بالجنود.. "مناوي" يلقب ياسر العطا بزعيم "البلابسة" والأخير يرد على اللقب بهتاف: (بل بس)    شاهد بالصورة والفيديو.. ضابطة الدعم السريع "شيراز" تعبر عن إنبهارها بمقابلة المذيعة تسابيح خاطر بالفاشر وتخاطبها (منورة بلدنا) والأخيرة ترد عليها: (بلدنا نحنا ذاتنا معاكم)    لماذا نزحوا إلى شمال السودان    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    شاهد بالصور.. المذيعة المغضوب عليها داخل مواقع التواصل السودانية "تسابيح خاطر" تصل الفاشر    جمهور مواقع التواصل بالسودان يسخر من المذيعة تسابيح خاطر بعد زيارتها للفاشر ويلقبها بأنجلينا جولي المليشيا.. تعرف على أشهر التعليقات الساخرة    المالية توقع عقد خدمة إيصالي مع مصرف التنمية الصناعية    أردوغان: لا يمكننا الاكتفاء بمتابعة ما يجري في السودان    مناوي .. سلام على الفاشر وأهلها وعلى شهدائها الذين كتبوا بالدم معنى البطولة    وزير الطاقة يتفقد المستودعات الاستراتيجية الجديدة بشركة النيل للبترول    أردوغان يفجرّها داوية بشأن السودان    اللواء الركن"م" أسامة محمد أحمد عبد السلام يكتب: الإنسانية كلمة يخلو منها قاموس المليشيا    وزير سوداني يكشف عن مؤشر خطير    شاهد بالصورة والفيديو.. "البرهان" يظهر متأثراً ويحبس دموعه لحظة مواساته سيدة بأحد معسكرات النازحين بالشمالية والجمهور: (لقطة تجسّد هيبة القائد وحنوّ الأب، وصلابة الجندي ودمعة الوطن التي تأبى السقوط)    بالصورة.. رجل الأعمال المصري نجيب ساويرس: (قلبي مكسور على أهل السودان والعند هو السبب وأتمنى السلام والإستقرار لأنه بلد قريب إلى قلبي)    إحباط محاولة تهريب عدد 200 قطعة سلاح في مدينة عطبرة    السعودية : ضبط أكثر من 21 ألف مخالف خلال أسبوع.. و26 متهماً في جرائم التستر والإيواء    الترتيب الجديد لأفضل 10 هدافين للدوري السعودي    «حافظ القرآن كله وعايشين ببركته».. كيف تحدث محمد رمضان عن والده قبل رحيله؟    محمد رمضان يودع والده لمثواه الأخير وسط أجواء من الحزن والانكسار    وفي بدايات توافد المتظاهرين، هتف ثلاثة قحاتة ضد المظاهرة وتبنوا خطابات "لا للحرب"    أول جائزة سلام من الفيفا.. من المرشح الأوفر حظا؟    مركزي السودان يصدر ورقة نقدية جديدة    برشلونة ينجو من فخ كلوب بروج.. والسيتي يقسو على دورتموند    شاهد بالفيديو.. "بقال" يواصل كشف الأسرار: (عندما كنت مع الدعامة لم ننسحب من أم درمان بل عردنا وأطلقنا ساقنا للريح مخلفين خلفنا الغبار وأكثر ما يرعب المليشيا هذه القوة المساندة للجيش "….")    "واتساب" يطلق تطبيقه المنتظر لساعات "أبل"    بنك السودان .. فك حظر تصدير الذهب    بقرار من رئيس الوزراء: السودان يؤسس ثلاث هيئات وطنية للتحول الرقمي والأمن السيبراني وحوكمة البيانات    ما الحكم الشرعى فى زوجة قالت لزوجها: "من اليوم أنا حرام عليك"؟    غبَاء (الذكاء الاصطناعي)    مخبأة في باطن الأرض..حادثة غريبة في الخرطوم    رونالدو يفاجئ جمهوره: سأعتزل كرة القدم "قريبا"    صفعة البرهان    حرب الأكاذيب في الفاشر: حين فضح التحقيق أكاذيب الكيزان    دائرة مرور ولاية الخرطوم تدشن برنامج الدفع الإلكتروني للمعاملات المرورية بمركز ترخيص شهداء معركة الكرامة    عقد ملياري لرصف طرق داخلية بولاية سودانية    السودان.. افتتاح غرفة النجدة بشرطة ولاية الخرطوم    5 مليارات دولار.. فساد في صادر الذهب    حسين خوجلي: (إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار فأنظر لعبد الرحيم دقلو)    حسين خوجلي يكتب: عبد الرجيم دقلو.. إن أردت أن تنظر لرجل من أهل النار!!    الحُزن الذي يَشبه (أعِد) في الإملاء    السجن 15 عام لمستنفر مع التمرد بالكلاكلة    عملية دقيقة تقود السلطات في السودان للقبض على متّهمة خطيرة    وزير الصحة يوجه بتفعيل غرفة طوارئ دارفور بصورة عاجلة    الجنيه السوداني يتعثر مع تضرر صادرات الذهب بفعل حظر طيران الإمارات    تركيا.. اكتشاف خبز عمره 1300 عام منقوش عليه صورة يسوع وهو يزرع الحبوب    (مبروك النجاح لرونق كريمة الاعلامي الراحل دأود)    المباحث الجنائية المركزية بولاية نهر النيل تنهي مغامرات شبكة إجرامية متخصصة في تزوير الأختام والمستندات الرسمية    حسين خوجلي يكتب: التنقيب عن المدهشات في أزمنة الرتابة    دراسة تربط مياه العبوات البلاستيكية بزيادة خطر السرطان    والي البحر الأحمر ووزير الصحة يتفقدان مستشفى إيلا لعلاج أمراض القلب والقسطرة    شكوك حول استخدام مواد كيميائية في هجوم بمسيّرات على مناطق مدنية بالفاشر    السجائر الإلكترونية قد تزيد خطر الإصابة بالسكري    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



وزير الإعلام الأسبق د. الزهاوي إبراهيم مالك في جلسة مراجعات مع «الأهرام اليوم» (1)
نشر في الأهرام اليوم يوم 17 - 01 - 2011

جلست «الأهرام اليوم» إلى الأستاذ الزهاوي إبراهيم مالك وزير الإعلام الأسبق ورئيس حزب الأمة الإصلاح والتنمية، بجانب إنه كان مقرر المكتب القيادي لحزب الأمة القومي قبل خروجه. على ضوء كل هذا الميزات طرحنا عليه العديد من القضايا في حزب الأمة القومي قبل خروجه وماذا حدث فيه من أزمات أدت إلى انشقاقهم وكيف كان يدير مبارك الفاضل الحزب الجديد والأسباب التي دفعته إلى الخروج من الحكومة، هذا بجانب الهم الإعلامي وكيف كان يدير الزهاوي الوزارة في ظل ربكة الخطاب الإعلامي بجانب موقفه من قضايا الإعلاميين، هذا وغيره من الموضوعات التي طرحناها عليه فلنطالع إفاداته حولها:
{ برأيك، ما الدافع لحزب الأمة أن يوقّع اتفاق جيبوتي وهو غير مقتنع بإنفاذه؟
هناك حقيقة يجب أن يعلمها الجميع هي أن السيد الصادق وقّع اتفاق جيبوتي دون الرجوع إلى قيادات الحزب في الداخل التي كان غالبيتها في السجون والمخابئ، وفوق هذا لم يكن هناك أي تحديد لماذا قام بهذه الخطوة ولا كيف يتم العمل بموجبها عندما يعود إلى الداخل، ليكرر بذلك ذات سيناريو بورتسودان الذي تم على أيام مايو. نعم صحيح هناك عزلة بين جماهير الحزب وقياداته بسبب المضايقات الأمنية التي يتعرضون لها وأثّرت في العلاقة بينهما.
{ لكن أنتم أيضاً قُدتم مفاوضات مع الحكومة في الداخل، هل كانت بتكليف من الحزب أم هي ردة فعل لما تمَّ في جيبوتي؟
أنا شاركت في هذه المفاوضات بتكليف مباشر من السيد الصادق عندما اتصل بي من مصر بعد عودة الأخ مبارك الفاضل والراحل د. عمر نور الدائم لأن نُكوّن مجموعة لتتلمس كيف نعمل مع الإخوة في المؤتمر الوطني وفق ما تم الاتفاق عليه في جيبوتي رغم أنه لم يكن هناك أمر واضح اتُفق عليه وإنما هي مجرد نوايا حسنة لذلك رفضت أن أكون ضمن هذه المجموعة، لكن السيد الصادق أصر أن أشارك معها لوجود علاقة وطيدة تربطني بعدد كبير من أعضاء الحركة الإسلامية منذ دراستي الجامعية، فشاركت في هذا التفاوض رغم أنني كنت على قناعة ويقين أن السيد الصادق لم يكن جاداً في أن تُتبع هذه الخطوة أو تُستكمل باتفاق أياً كان نوعه.
{ إذن، ماذا كان يريد منها؟
فقط كان يريد كسب مزيد من الزمن لكن كم مقداره وماذا يريد أن يحقق فيه لا تسألني، لا أدري.
{ طيب، ما هو تصوّركم، أنتم كمفاوضين، الذي دخلتم به في حوار مع المؤتمر الوطني؟
ذات السؤال كان يسألنا له السيد الصادق عندما وجهنا بالدخول في التفاوض مع المؤتمر الوطني وقلنا له لا بُد أن نضع برنامجاً وطنياً يضمن المعايشة بيننا وهؤلاء الإخوة ومن ثم نتوجّه إلى جماهيرنا نتلمس مواضع أقدامنا فلا يمكن نظل نراهن على أن جماهير الأنصار وحدة متماسكة؛ لأن هناك تغيُّرات كثيرة قد حدثت في قناعات الجماهير ولم تعد كما يقول د. عمر رحمة الله عليه: «إن الأنصار بطارية «ايڤر ريدي» مشحونة جاهزة تولّعها متى ما شئت».
{ على ماذا تم الاتفاق في هذا التفاوض؟
أبرز ما كان فيه، اتفقنا على أسس للمعايشة بعيداً عن أي شيء اسمه مشاركة في السلطة وهي وضع خريطة طريق لحل مشكلة الجنوب وكيف يكون هناك تحوّل ديمقراطي في السودان وشكل العمل الحزبي وكيف نعالج أخطاء الديمقراطية ووضع حلول للمشاكل الاقتصادية وما هي العلاقة التي تربطنا بجماهيرنا حتى تكون لنا وللأحزاب الأخرى حرية الحركة. هذه هي الخطوط العامة في الاتفاق الذي تم على ضوء ما يسمّى اتفاق جيبوتي. لكن للأسف عندما أردنا أن نعرض ما توصلنا إليه داخل أجهزة الحزب لتقول فيه رأيها ووجهنا بمسائل غاية في الغرابة؛ فأعداد كبيرة من قيادات حزب الأمة التي كانت في حالة بيات شتوي في فترة المضايقات والاعتقالات، صحت من نومها الآن ورفضت كل ما قمنا به، رغم أننا كنا موجهين لهذا العمل من رئاسة الحزب. المهم تمّت إجازة ما توصلنا إليه من المكتب السياسي للحزب وكانت الست النقاط التي أشرتُ إليها ورفعناها إلى الإخوة في المؤتمر الوطني وعقد اجتماع بيننا بشأنها ضم السيد الرئيس عمر البشير والسيد الصادق والبروفيسور إبراهيم أحمد وشخصي.
{ ماذا تمَّ فيه؟
الرئيس قال بصورة واضحة إنهم يقبلون وجهة نظرنا التي تمَّ الاتفاق عليها وطلب من السيد الصادق أن يكتب رأية بوضوح في النقاط الست التي توصلنا إليها في التفاوض حتى تتم إضافتها إلى اتفاق جيبوتي ويصبح اتفاقا فيما بيننا، ويصبح السؤال كيف ننفذه؟ هكذا سأل الرئيس وأضاف لأن هؤلاء الإخوة طوال فترة تفاوضهم مع المؤتمر الوطني طيلة الثمانية أشهر التي مرت لم يتحدثوا عن شراكة بأية صورة من الصور، ثم قطع الأخ الرئيس عهداً لنا بأن تكون الشراكة في الحكومة مناصفةً بيننا «لكم كذ ولنا كذا» وهناك آخرون شركاء لنا أيضاً لهم نصيب. وبعد خروجنا من هذا الاجتماع مباشرةً ونحن في العربة في طريق عودتنا سألتُ السيد الصادق: «ما رأيك في الكلام الذي قاله الرئيس ده»؟ رد على بسؤال استنكاري قائلاً: «ياتو كلام»؟! قلت له: «الكلام الكنا نسمع فيهو في الاجتماع القبل شويه». فقال: يا أخي الزهاوي أنت صدقت هذا الحديث». قلت له: «نعم كيف لا أصدقه وقد سمعنا الرئيس ذات نفسه يلتزم بذلك». وهنا جاء رده غريباً قائلاً: «الحكاية هذه دعها الآن لأنها في حاجة لشورى». قلت: «كويس شورى لمن بعد كل هذه المفاوضات الطويلة وأُجيز ما توصلنا إليه من كل أجهزة الحزب»؟ لكنه أصر على أن هناك شورى أخرى لا بُد منها وكان واضحاً أنه لا يريد لهذا الأمر أن يتم ولم يرد على طلب الرئيس وأغلق الباب على ذلك.
{ من حديثك كأنك تقول لم نكن نسعى إلى المشاركة في الحكومة؟
هذه حقيقة، المشاركة لم تكن غايةً لنا بقدر ما كان همنا أن نجد منفذاً لنصل عبره إلى جماهيرنا وهذا ما قلته للسيد الصادق إن عملية الوصول إلى الجماهير التي استقبلتك عند عودتك استقبال الفاتحين لا يساويها أي شيء مهما عملت لأجل الوصول إليها.
{ ماذا كانت تحوي المذكرة التي تقدمتم بها إلى السيد الصادق، وهل حقيقةً كانت أشبه بمذكرة العشرة؟
هي مذكرة إصلاح تنظيمي متكامل ولو قُدّر أن يؤخذ بها لاستمر الحزب متماسكاً وموحّداً حتى اليوم وكانت موقّعة من اثنين وأربعين من أعضاء المكتب السياسي، لكن قوبلت برفض واحتجاج شديد جداً وغير مبرر من قبل السيد الصادق الذي قال أنا لست الترابي ولن تُكتب لي مذكرات ولن أقبل أسلوب المذكرات. وبعدها شنّ عليّ هجوماً وكان ذلك في أحد اجتماعات المكتب القيادي عندما قال لو كان هناك شخص مسؤول عن هذه المذكرة من الحاضرين الآن هو الأخ الزهاوي وعليه أن يعتذر ويسحبها. وهنا تصديت له وقلت إنني غير مسؤول لوحدي عن هذه المذكرة ولن أعتذر وأسحبها وعليك أن تقرأ هذه المذكرة على الحضور وهم قيادات الحزب ليطلعوا على ما فيها؛ فإن كانت تحتوي على إساءة أو تقريع لشخصك أو لأي أحد أو الحزب أنا سأعتذر وأسحبها، ثم إنني لا أدري لماذا ترفضها هل خوفاً من أن تصل إلى الصحافة، فأنا أطمئنك أنها لن تصل إلا إذا أجبرت الموقّعين على نشرها، ثم لا يمكن لرئيس حزب يقول لا أقبل مذكرة داخلية، والسيد الصادق نفسه قد كتب مذكرة لمحمد أحمد محجوب والسيد الإمام ولم تكن داخلية بل مفتوحة في جريدة الصحافة واطلع عليها القاصي والداني تحت عنوان «بلاغ واحتجاج لمن» وهذا مثبت بالوثائق. المهم في النُهاية قال السيد الصادق أنا سأسويّ معك هذا الموضوع، وحفظت المذكرة ولم يعمل بها ولم يتحدث إليّ.
{ ماذا عن توصيات لجنة الحاج نقد الله؟
أنا في البداية رفضت المشاركة في هذه اللجنة التي كُونّت برئاسة أخينا الحاج نقد الله شفاه الله وعافاه لإجراء تقييم للأداء التنظيمي للحزب وقلت إن مصير توصياتها سيكون ذات مصير مذكرتنا. وتحت ضغط الحاج وافقت على المشاركة ورفعنا توصياتنا إلى السيد الصادق الذي اختصرها في ثلاثة أو أربعة سطور وأدخلها إلى اجتماع المكتب القيادي وهي تمثل رأيه وتصوره ليجيزها بنفسه.
{ هل ما ذكرت كان دافعاً لخروجكم من الحزب بهذا الكم؟
نعم هذه الأسباب الأساسية، والسيد الصادق لم يكن يقتنع بأي رأي ووصلنا إلى قناعة بأن هذا الأمر لا علاج له ولا بُد من هزة قوية حتى ينصلح حال الحزب، وعلى ذلك خرجنا وعقدنا مؤتمراً استثنائياً متكاملاً بمشاركة واسعة من قيادات أصيلة في حزب الأمة وقدمنا فيه أوراق عمل مختلفة أُجيزت بالإجماع وكوّنّا حزب الأمة الإصلاح والتجديد وجاءت مشاركتنا في الحكومة بعددية معتبرة ومحترمة على المستوى الاتحادي والولائي.
{ على ضوء حديثك يمكن القول إن السيد الصادق لا يقبل الرأي الآخر وقناعات الآخرين؟
من واقعة حوارنا مع المؤتمر الوطني وتقرير الأمير نقد الله والطريقة التي تعامل بها السيد الصادق المهدي معهما؛ يبدو لي أنه يأخذ الأمور وفق قناعاته وليس بإجماع من حوله، وهو إن عاد ليشاور لا يشاور بالصورة التي يجب أن تكون عليها الشورى، وأذكر عندما كنا معه في المكتب القيادي للحزب كان هو يضع الأجندة ويناقشها ويصدر التوصيات. صحيح نحن كنا نعترض على بعض الأشياء لكن في الاجتماعات ما عندنا عملية الرئيس يطرح وجهة نظره والآخرون يبدون رأيهم اعتراضاً أو موافقةً، مافي شيء من هذا القبيل، كل شيء حسب مزاجية الرئيس وقناعاته وليس الأغلبية.
{ ما رأيك في الرهانات التي طرحها وحدد لها موعداً 26 يناير؟
واضح أن السيد الصادق لم يطرح هذه الخطوة للحزب ليبدي فيها رأيه قبل أن يقدم عليها؛ بدليل أن قيادات الحزب قبل أيام مجتمعة معه ليطالبوه بالتراجع عن الرهان على الاستقالة. لكن هذه قرارات يتخذها وحده وينقضها وحده، وأنت لا تعرف كيف يفكر ولا يقبل أن يناقشه أحد. ثم أن السيد الصادق في حديثه عن إسقاط الحكومة يناقض نفسه عندما قال في إحدى المرات إن العمل على إسقاط المؤتمر الوطني يعني فتح أبواب الجحيم. والآن يعود ليدخل في رهان على إسقاطه أو يجلس على (فَرْوَتِه) ويعتزل السياسة.
{ إذن، كيف ترى حديث المعارضة عن التحضير لإسقاط الحكومة بانتفاضة شعبية؟
(ضحك ثم قال): والله يا أخي المُلك بيد الله وحديث المعارضة هذا أنا ما شايف أي تحضيرات تمكِّن من إسقاط هذه الحكومة وبذلك يصبح حديث خرافة.
{ برأيك ماذا يعني الصادق بأبواب الجحيم؟
والله تسأله هو.. (ثم ضحك حتى مال عن جلسته) وزاد: ما تسألني أنا.
{ كيف ترى موقف الصادق من مجموعة التيّار العام الآن مقابل موقفه من مبارك إبان أزمته؟
ما يحدث من مجموعة الخط العام لا يمثل ربع ما كان يبدر من مبارك الفاضل وكان السيد الصادق وقف مع مبارك موقفاً صعباً جداً؛ رغم أنه كان كلما طلب من مبارك تنازلاً كان يوافق لكنه كان دائم التراجع عن اتفاقاته معه رغم الوساطات ولا أدري ما السبب في هذا الموقف المتشدد.
{ ما الأسباب التي دفعت مبارك إلى الخروج من الحكومة وتبعتها استقالاتكم الجماعية؟
السبب الرئيسي أن الأخ مبارك كانت له مطالبات بإبعاد قيادات معيَّنة في المؤتمر الوطني من السلطة وحجّته في ذلك أنها تؤمِّن سنداً خارجياً قوياً جداً للحكومة وطبعاً هذه أمور لا دخل لنا بها. أما المشكلة التي أزّمت الموقف هي عملية إصرار مبارك على السفر إلى أمريكا بحجّة أن هناك دعوة موجهة له من الأمريكان، وحاولنا إثناءه ليعدل عن فكرة السفر ويؤجلها إلى وقت آخر واستعنا بأخينا أحمد عبد الرحمن لعلاقته معنا لإقناعه وقال له تقدم باستقالتك وسافر وخلِّي حزبك في موقّعه حتى لا تخلق أزمة. واقتنع بتأجيل سفره لكن فوجئنا بقرار إعفائه دون إخطارنا، وأذكر أنا كنت في زيارة إلى الشمالية وبمجرد عودتي اتصل بي رئيس الجمهورية وشرح الأسباب وطلب ألاّ نعتبر هذا بمثابة فض لاتفاقنا معكم. فقلت له لا يا سيد الرئيس أنتم عزلتم رئيسنا دون إخطارنا ونعتبره قراراً مجحفاً ويؤثر على الشراكة ونحن سنتقدم باستقالاتنا ونذهب وإن أراد الله تغيير الوضع وجاء اتفاق السلام ونظمنا صفوفنا نحن على استعداد لنعود إلى التعاون والعمل معكم.
{ لكن بعضاً منكم رفض الاستقالة، ما السبب في ذلك؟
صحيح قرار الاستقالات الجماعية أحدث ربكة في صفوف الحزب وهناك مجموعة رفضت تقديم استقالتها وأصرت على البقاء في المنصب.
{ على ماذا عدتم أنتم؟
افترقنا مع مبارك وعقدنا مؤتمراً عاماً وأسسنا حزباً وعقدنا اتفاقاً مع المؤتمر الوطني وقّعه معنا أخونا البروفيسور إبراهيم أحمد عمر ود. نافع في دارنا ومن ثم واصلنا في شراكتنا.
{ ما سبب خلافكم مع مبارك؟
مبارك أصبح يدير الحزب بذات عقلية السيد الصادق، مافي شورى مافي مؤسسية في النهاية «مشى قعد» في مصر وأرسل لنا أن نحضر إليه هناك. يا أخي إنت السيد محمد عثمان عاوز تديرنا بالرموت كنترول؟! وقلنا له عد إلى السودان وزاول نشاطك من هنا ولن يتعرض لك أحد. وبعدها تأزم الموقف وافترقنا.
{ د. مادبو تحدث عن مشاورات يجريها التيّار العام لتوحيد أحزاب الأمة؟
لم يتم أي اتصال رسمي بحزبنا من هذا القبيل سوى طرح قدمه بصورة غير رسمية أخونا مولانا حامد محمد حامد في لقاء عابر له مع بعض الإخوة من حزبنا، لكن إن كانوا حقيقةً يريدون هذا الأمر لقدموا طرحهم وتصورهم بصورة رسمية ليتم فيه أخذ ورد. لكن الظاهر هذه المجموعة تريد «تكبِّر كومها» في مواجهة الصادق ليقولوا له إن أحزاب أمة تساند موقفنا.
{ ما مدى إمكانية توحُّد أحزاب الأمة؟
نحن قبل شهرين من الآن أطلقنا في اجتماع رئاسة حزبنا مناشدة لأحزاب الأمة أن تتحد حتى إن لم يكن هناك توحيد لحزب الأمة الإصلاح والتجديد والذي خرجنا به أن يكون هناك تنسيق وتصور مستقبلي بين هذه الأحزاب، وفي آخر اجتماع لمكتبنا القيادي كوّنا لجنة لهذا الغرض.
{ واضح أنكم تعزلون حزب الأمة القومي، لماذا؟
لأنه عزل نفسه، يريد عودة الناس بذات الطريقة التي عاد بها مبارك عبر شرط ظل يتمسك به منذ خروجنا في عام 2005م وهو أن نتخلى عن أحزابنا ونأتي كأفراد والطريق مفتوح وما في زول فصلنا. وطبعاً السيد الصادق يريد بهذا ألاّ يأتي أحد ويقول إنه يمثل الحزب الفلاني يعمل معه اتفاق يؤمّن المسائل التنظيمية.
{ لماذا ترفضون مادام ستعودون أفراداً وجماعةً، أم تريدون مناصب قيادية؟
نحن لا نريد مناصب ولم نخرج من أجلها، نحن كنا قيادات أساسية في هذا الحزب وليس درجة ثانية ونحن لدينا جماهير تريدنا أن نضع أسساً تجعل هذا الحزب فعلاً محترماً ومقبولاً بطريقة تعالج القضايا التي أدت لتخلفه حتى اليوم. وكثير من جماهير حزب الأمة القومي لا تعرف بيعمل في شنو، مثلاً دعاهم إلى المشاركة في الانتخابات والناس تفاعلت وأصبحت تقوم وتقع في النهاية جاء ليقول لن نخوض الانتخابات. هذا شيء يجعل ثقة الجماهير تهتز ولا تثق في قيادة ورئاسة الحزب؛ لأن احترام الجماهير ضرورة لالتزامها بخطك.
{ هل هناك مجموعة داخل الحزب ترفض عودتكم؟
ما أظن ذلك حاصل، لكن قبل خروجنا كانت هناك مجموعة معادية لمبارك وترى أنه يسعى لوراثة الحزب وظلت تردد هذا وعندما خرج أخذت تعارض عودته وتنسف كل المحاولات لذلك متخذة اتفاقنا مع المؤتمر الوطني ذريعةً لذلك، وطبعاً هذا خطأ.
{ هل يمكن لك أن تسمِّى لنا هذه المجموعة؟
بكل أسف أقول هي ذات المجموعة التي تقود تيّار الخط العام الآن التي كان السيد الصادق احتضنها في وقت من الأوقات ليملأ بها الفراغ الذي أحدثه خروجنا؛ رغم أنهم كانوا معنا في ما يتعلق بالاتفاق مع المؤتمر الوطني وكانت لهم معادلات أن يبعدوا الناس ويقفوا ضد عودتهم وكل كلامهم ينصب في أنهم لا يريدون مبارك لأنه لديه طموحات لوراثة الحزب وهذه واحدة أيضاً من أسباب انشقاقنا.
{ هل يمكن أن نفهم أن خروج مجموعة التيّار العام هي التي فتحت المجال لعودة مبارك الآن؟
لا ليس كذلك، وقد ذكرت لك أن مبارك خضع للشروط التي وضعها السيد الصادق وحل حزبه وطبّق كل الشروط ورفع الراية البيضاء ودخل الحزب.
{ لكن مبارك وضع مبررات لعودته في مؤتمره الصحفي، منها وضع البلاد الذي أملى عليه الخطوة؟
هذا موضوع آخر ممكن نأخذ فيه وندِّي، لكن مبارك عاد بذات المعادلة التي فرضها السيد الصادق ولم يشاور أحداً من الذين كانوا معه؛ بدليل أن مؤيديه تفاجأوا ببيان العودة الذي أصدره ويؤكدون أنه لم يستشرهم.
{ ممكن نقول إن مبارك عاد نتيجةً للعزلة التي دخل فيها بعد أن فقد حزبه؟
قد تكون هذه واحدة من الأسباب، لكن الظاهر أن مبارك كان يراهن على الحركة والحركة الآن توجهت نحو الانفصال ولا أدري ما طبيعة العلاقة التي كانت بينهما.
{ نفهم من حديثك أن هناك استحالة لعودتكم؟
ليس في السياسة استحالة ولا نقول بذلك وإنما المسألة مسألة اتفاق لتقويم وتوجيه حزب بصورة ترضي جماهيره، لكن الاستحالة في أن يقبل السيد الصادق التنازل عن شرط العودة وليس كما عاد مبارك بعد أن أضاع كم سنة وممكن الناس يدرسوا لماذا عاد؟
نواصل...


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.