صبيحة الثلاثاء الماضي شهدت مدينة (انجمينا) العاصمة التشادية احتفالا ضخما لم تشهده تشاد طوال تاريخها الطويل، وجاء ذلك بمناسبة العيد الخمسين لاستقلال جمهورية تشاد، وقد حضر الاحتفالات (13) رئيس دولة أفريقية وأكثر من (45) وفدا ممثلين للدول المختلفة من داخل القارة الأفريقية وخارجها، وكان في مقدمة الرؤساء الأفارقة الذين حضروا الاحتفال القائد الأممي الرئيس الليبي معمر القذافي ، ورئيس جمهورية بنين يحي بوني ، والرئيس الأريتري أسياسي أفورقي ، ورئيس جمهورية السنغال عبدالله واد ، ورئيس جمهورية أفريقيا الوسطى فرنسوا بوزيزي، ورئيس جمهورية جيبوتي إسماعيل عمر قيلي ، ورئيس جمهورية الغابون علي بونغو، ورئيس جمهورية التوغو فورنيا سينغيبي إياديما، ورئيس جمهورية غينيا الاستوائية تيودور أوبيانغ نغويما، ورئيس جمهورية الكونغو ديتس ساسو أنغيسو، ورئيس جمهورية مالي أحمد توماني توري ، ورئيس جمهورية بوركينا فاسو بليز كمباوري ، ورئيس جمهورية موريتانيا محمد ولد عبدالعزيز ، ورئيس جمهورية الكاميرون بول بيا. { مشاركة السودان تعد هي الأكبر في الاحتفالات بعد أن دفع بستة وفود أحدها سياسي بقيادة رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر وبعض الوزراء من بينهم الوزير برئاسة الجمهورية د.أمين حسن عمر، ووفد القوات المسلحة التي شاركت بفرقة من قوات الحرس الجمهوري، ووفد أعيان دارفور بقيادة وزير العدل مولانا محمد بشارة دوسة، إضافة إلى الوفد الإعلامي الكبير الذي لم تشهده مدينة (إنجمينا) من قبل، علاوة علي وفد الفنانين الذي ضم عددا كبيرا من أهل الفن من بينهم حمد الريح، عبدالقادر سالم ، عمر إحساس، حرم النور ، حياة محجوب، عاطف السماني وغيرهم من الفنانين السودانيين، إضافة إلى الوفد الاقتصادي المشارك في المعرض المقام على شرف الاحتفالات حيث مثلت السودان (52) شركة في المعرض، وقد شهد ميدان الاستقلال في العاصمة التشادية إنجمينا عرضا عسكريا كبيرا وضخما لم تشهده تشاد طوال تاريخها الطويل. { استقبال القذافي في ساحة الاحتفالات كان استقبالا مميزا وبالذات في نفوس الشعب التشادي لاعتبار أنه ظل دائما يشاركهم في مثل هذه المناسبات ويقدم لهم الدعم في مختلف المجالات، وقد وجد العقيد ترحيبا حارا من الحضور عند وصوله إلى ميدان الاحتفالات صحبه التصفيق المتواصل والذي هتفت خلاله حشود الجماهير التشادية وبعض الوفود الأخرى المشاركة في الاحتفالات. { وبعد وصول الرؤساء الأفارقة والوفود المشاركة إلى ساحة الاحتفالات أدت مجموعة من الأطفال التشاديين النشيد الوطني لبلادهم باللغتين العربية والفرنسية حيث عبر الأداء عن اعتزاز تشاد باللغة العربية التي أصبحت لغة رسمية في المؤسسات التعليمية التشادية وبعدها استمرت فرق طلاب المدارس بمصاحبة فرق الموسيقى وسط تحليق عدد من طائرات سلاح الجو التشادي ، ومن ثم بدأ العرض العسكري الضخم للقوات البرية وبقية الفرق المختلفة للقوات التشادية بمشاركة وحدات رمزية للقوات المسلحة السودانية مثلتها فيه وحدة من قوات الحرس الجمهوري نالت عليه حار التصفيق، كما شاركت وحدات من قوات جميع الدول المشاركة في الاحتفال بعرض عسكري رمزي. { رئيس وفد الحكومة السودانية المشارك في احتفالات جمهورية تشاد بعيدها الخمسين للاستقلال رئيس المجلس الوطني أحمد إبراهيم الطاهر قال في تصريحات صحفية عقب انتهاء الاحتفال إنهم جاءوا لمشاركة الشقيقة تشاد احتفالاتها، مشيداً بالاستقرار الكبير الذي شهدته الجارة الشقيقة خلال فترة العشرين عاما التي قضاها الرئيس إدريس دبي في الحكم، مضيفاً أنها استطاعت بناء جيش مقتدر يستطيع أن يحمي أراضيها، وهذا قطعا سيكون في مصلحة تشاد وفي مصلحة السودان، مؤكدا على أن الخطوات التي اتخذت بين الرئيسين دبي والبشير لاستقرار الأوضاع في الإقليم كان لها أثر كبير في الاستقرار الحقيقي. { من جانبه دعا الوزير برئاسة الجمهورية وعضو وفد السودان المشارك في الاحتفالات د.أمين حسن عمر البلدين للعمل سويا لمواجهة التحديات، مشيرا إلى أن حضور الرؤساء الأفارقة بعدد كبير في احتفالات تشاد بعيد استقلالها الخمسين له رمزية مهمة جدا للتضامن الإقليمي الذي اعتبره أحد شروط النهضة وأحد عوامل التحرك السريع في مجال التنمية والسلام الإقليمي والسلام الداخلي. أمين أكد على أن الاتصال والتفاعل بين السودان وتشاد مستمران في كل المنابر ولن ينقطعا في أي وقت من الأوقات، مبينا أن الصلات بين الدولتين يترتب عليها عمل مستمر بين البلدين. { الأمين العام للجنة التوأمة بين الخرطوم وانجمينا حسن محمد عبدالله برقو أكد أن القوة العسكرية التي تم عرضها في الاحتفال هي قوة للشعبين وليس للقتال، مؤكدا انه لا يوجد تراجع في علاقات البلدين، وأضاف قائلا إن جميع المرجفين الذين يحاولون تأزيم العلاقات بين الدولتين يجب عليهم أن يفهموا أن العلاقات بين الدولتين وصلت إلى ذروتها وستسخر لمصلحة الشعبين، موضحاً أن الرئيس التشادي وجه بنقلها إلى مرحلة التكامل بين البلدين، قبل أن يؤكد على أن دعم المعارضة بين الدولتين تم إيقافه نهائياً، بتجفيف المعارضة التشادية في السودان وتجفيف الحركات المسلحة الدارفورية في تشاد تماماًً، مضيفاً أنه لا توجد جهة تستطيع أن تعبث بالأمن في وجود قوات مشتركة بين الدولتين على الحدود وهي التي حسمت كل الأمور السابقة. { المستعمر السابق ممثلاً في وزير الدفاع الفرنسي كان حاضراً في الاحتفال شاهداً على المكانة التي يمكن أن ترتقيها الشعوب عبر الإرادة الوطنية الحرة مما عده الكثير من المراقبين رسالة للغرب من جنوب الصحراء. { في فيلا الرئيس التشادي الخاصة تمت استضافة وفد السودان، وذلك على الرغم من كثرة الوفود وزحمة الاحتفال، كما احتفى (دبي) باستضافة أخرى للوفد في القصر الرئاسي في مقابلة امتدت لما يقارب الساعة تم التفاكر فيها حول الهموم المشتركة، يجيء ذلك اللقاء في وجود (13) رئيس دولة أفريقية وأكثر من (45) وفداً يمثلون مختلف الدول المشاركة الا أن الوضعية الخاصة للسودان في قلوب التشاديين وقائد مسيرتهم جعلت كل عسير ممكناً.