{ تابعت، عبر التلفزيون، اللقاء الذي جمع الرياضيين بمنزل سفير السودان بالقاهرة الفريق عبد الرحمن سر الختم، والذي (هطلت) خلاله مشاعر الناس جداول، ونافست الأمطار التي تسببت في تأجيل مباراة منتخبنا امام تنزانيا في بطولة حوض النيل..!! { ولأن الشعب السوداني مشهور بالطيبة، التي تصل بنا للقول ان فلان الطيبة (كاتلاه)، لم نتعجب من المشاعر الجياشة، والتعبيرات التي تحدث بها كل من أتيحت له فرصة الحديث.. ولم يتبق سوى الاعلان عن (التوأمة) بين المريخ والهلال.. خاصة وان السفير طالب لاعبي المريخ والهلال، بضرورة التعاون، والأكل، والتنقل سوياً في المعسكر الاعدادي المقام بفندق واحد..!! { في جلسة السفير، انتهى كل شيء، حتى الحساسيات والتنافس.. وعلى الطريقة السودانية، عفا الله عن ما سلف، وعشان القادم يكون مثالياً، نسي الجميع ان الطيبة، التي تمثل الصفة الاساسية لكل فرد من افراد الشعب السوداني، كانت هي صاحبة الصوت الأعلى ولا شيء سواها..!! { اننا نؤكد على ضرورة وأهمية وجود الروح الرياضية، وان تكون هي الاساس في التعامل، لكن وقبل اي شيء هل لنا أن نسأل: من منا يعرف الروح الرياضية..؟! ومن منا يستطيع، في ظل الوضع الحالي، ان يتعامل بالمعاني الاساسية للروح الرياضية..؟!! { وقبل هذا وذاك اين هي الروح الوطنية التي غابت تاركة المجال للتعصب ولا شيء سواه ليتمدد في كل المعاملات التي تحكم الرياضة عندنا..؟! اين التسامح، والتسامي فوق الجراحات من أجل الوطن.. وهل هنالك بيننا من يعرف قيمة الوطن..؟!! { عفواً سادتي فان ما سيطر على النفوس لهو أكبر وأعمق من ان يزول بمثل ذلك اللقاء الذي تم في بيت السفير السوداني بالعاصمة المصرية القاهرة، لأنه لا ولن يتمكن من فرض سيطرته على مجتمعنا الرياضي عموماً، والكروي على وجه الخصوص بذات الطريقة السهلة التي تناوب عليها المتحدثون.. { الوطنية لا تحتاج لمن يذكرنا بها، او يحثنا على تعاطيها، او التعامل بها.. الوطن يعلو ولا يُعلى عليه.. وفي كل تعاملاتنا خاصة تلك المتعلقة بالاندية.. والغريب ان الكلمات العاطفية تلك سادت في وقت يطالب فيه المريخ بضرورة انضمام لاعبيه في المنتخب الي تمارين اعداد الفريق.. ويلح المجلس وابوجريشة في ذلك الطلب.. { أثبت لقاء السفير الاخير حقيقة أن الشعب السوداني فعلاً شعب طيب، موغل في العاطفة، لا يدخر جهداً في سبيل التفاعل مع كل ما يدغدغ مشاعره، التي هي في الاصل جياشة، سريعة التفاعل والاستجابة.. { كلمات الكابتن (الصديق العزيز) عمر النور كانت هي الأعمق، لأنها تناولت الاشكال الحقيقي الذي يعيق تطور الكرة السودانية.. ولنا عودة لكلمات راقص الروك..!!