{ وتحولنا، كسودانيين، من أمة تتحدى الصعاب، الى أمة تتحدى الملل.. وهذه الحقيقة أثبتها تعاملنا الطبيعي مع الملل الذي يحاصرنا في كل شيء.. والرياضة واحد من الأشياء التي تجد الاهتمام الأكبر من جانب السواد الأعظم للسودانيين.. { والملل الذي نتحدث عنه يتمثل في الأحداث الرتيبة التي تحدث في مثل هذه الأيام من كل عام، خاصة الاستعداد للموسم التنافسي الجديد.. والاستحقاقات المقبلة لمنتخبنا الوطني الأول سواء في بطولة الأندية أو نهائيات الأمم للمحليين.. { وما يتناوله الإعلام المريخي، هذه الأيام، بأسلوب التريقة على خسارة الهلال في مباراته الودية أمام الشرقية للدخان لم ولن يخرج عن ذلك الأسلوب الذي تعامل به، ذات الإعلام، عندما خسر الهلال قبل سنوات أمام لخوية القطري.. نفس العبط، والاستظراف، والاستخفاف، والتريقة العرجاء..!! { القائمون على الأمر في نادي المريخ يعيدون هذه الأيام، بالذات، ذات سيناريو التردد الذي صاحب فترة إعداد الفريق قبل شهور في الموسم التنافسي الماضي، عندما كان المعسكر في الإسماعيلية.. ولعب المريخ يومها مع فريق أكاديمية الفتى العربي..!! { عبارات التألق الجماعي للنجوم هي ذات العبارات التي تنشرها الإصدارات الحمراء عن معسكر الفريق الخارجي.. وتأتي على ذات القالب على صدر الصفحات الرياضية الزرقاء.. الانضباط هو السمة المشتركة في المتابعات الصحافية فقط.. والنجاح لا يتعدى دائرة الرسائل اليومية.. { البطولة الأفريقية وكأسها كالعادة هي الهدف المشترك.. والتسجيلات مائة بالمائة.. والزي الجديد تم الاتفاق على تصنيعه مع أكبر الشركات، أي أن كل فريق سيكون مظهره أنيقاً في الموسم الجديد.. اللاعبون في قمة الجاهزية، والمعسكر في الجانبين حقق أكثر من الأهداف التي من أجلها أقيم.. { السلبيات لا مكان لها في معسكر الفريقين، وكل شيء في تمام الاكتمال.. وبعد قصائد الغزل والكلام المعسول، يبدأ الموسم التنافسي، ومعه يبدأ السقوط في المنافسات الخارجية لتنطلق بعدها سيمفونية التبريرات والمسببات.. { ويتحول الجميع للسباق الداخلي الموغل في المحلية، دوري وكأس، ويفوز أحدهما بالدوري والآخر بالكأس.. وتأتي التسجيلات، وتدور حربها، كالعادة، في غير معترك ويعلن إعلام كل فريق اكتساحهم للتسجيلات.. { ثم تبدأ هوجة المعسكرات الخارجية تأهباً للوهم القادم في الموسم الجديد وتبعث كل الإصدارات بمناديبها إلى المعسكرات.. إما بالخليج أو شمال الوادي، لنتابع الكذب اليومي عبر الرسائل.. وهكذا دواليك.. { أما بخصوص المنتخب فإن تعارض إعداده مع مصالح الأندية يقود الجميع بلا استثناء لمحاربته وشن الهجوم على الاتحاد العام ولا بأس من تشغيل نغمة أن الموسم التنافسي مقلوب لذلك فإن المنتخب مغلوب مغلوب.. { التحية لعشاق الرياضة عموماً وكرة القدم على وجه الخصوص على النموذج العملي الذي يقدمونه في كل عام ويؤكدون به أنهم الأمة التي تتحدى الملل..!!