تحتضن العاصمة السعودية الرياض عدداً كبيراً من أفراد الجالية السودانية، يشمل فئات متنوعة ومتميزة من كافة القطاعات والكوادر المتخصصة والعمال والرعاة. وجالية بهذا العدد والتنوُّع من الطبيعي أن تنشأ بين أفرادها علاقات اجتماعية ذات طابع خاص بحكم وجودهم في بلاد المهجر. ولهذا السبب قامت جمعيات متنوعة منها الاجتماعي والمهني والثقافي والجهوي استوعبت قدراً من نشاط السودانيين ولكن كثير منها لم يسلم من داء الفرقة والتناحر مما أضعف أداءها وحال دون تحقيق أهدافها المنشودة. وإزاء هذا الوضع من الضروري أن توجد منظمة مجتمع مدني فاعلة لتولي معالجة مشاكل الجالية التي لا يمكن أن تضطلع بحلها الجهات الرسمية وحدها. من هنا جاءت فكرة تكوين الجالية وتشكّلت لتحقيق ذلك الغرض لجنة تمهيدية برعاية السفارة السودانية ضمت عضويتها نخبة من أبناء وبنات السودان في عهد السفير عثمان الدرديري. وعلى الرغم من اختلاف وتوجهات وأفكار أولئك النفر، إلا أنهم مع مرور الأيام وتبادل الأفكار والصبر والحرص على نجاح المهمة تحوّلت المجموعة إلى فريق عمل متجانس استطاع أن ينجز النظام الأساسي حتى وصل مرحلة التوقيع النهائي وأُعلن عنه في احتفال مشهود رسمياً وشعبياً. للأسف الشديد ظلّ ذلك الإنجاز حبيس الأدراج ولم تر الجالية النور حتى الآن. ولا نعلم سبباً واضحاً لذلك إلا حالة الشد والجذب التي غالباً ما تصاحب العمل الجماعي السوداني نظراً لبعض المماحكة الناتجة عن أسباب تتعلق بالمجتمع السوداني في المهجر وبعضها تعود جذوره إلى الوضع العام في الوطن. الآن صارت الجالية ضرورة لابد من تكوينها بأسرع وقت ممكن لعدة أسباب. أولاً تلعب الجالية دوراً بالغ الأهمية في حل مشاكل أفرادها التي تفاقمت بسبب تزايد أعداد المغتربين وتغيُّر ظروف العمل والوضع الاقتصادي في المهجر وبالتالي صارت كثير من الأسر والأفراد بحاجة لجهة تساعدهم على تجاوز هذه المرحلة الحرجة. بالإضافة إلى أن الجالية يمكنها أن تُسهم بقدر كبير في عكس الثقافة السودانية بين الشعوب في المهجر عبر المناشط الهادفة. في ذات الوقت تقوم الجالية بدور كبير في تقارب أبناء الوطن وضمهم في جسم عريض بدلاً عن هذه الجمعيات التي يمكن أن تكون روافد تتقيد بنظام الجالية وترفدها بالكوادر النشطة والفاعلة. والجالية يمكن أن تكون جسراً شعبياً يربط بين الجهات الاقتصادية في السودان والسعودية وتساعد المؤسسات الرسمية لجذب الاستثمار. نقول هذا لعلمنا أن السيد الأمين لجهاز المغتربين حريص على قيام الجالية السودانية في الرياض خاصة، ذلك لأنه من الذين أسهموا بشكل مباشر وكبير في وضع نظامها الأساسي. كما أن الوضع الراهن يحتّم التعجيل بقيام الجالية نظراً لوجود فراغ كبير مرده ضعف أداء منظمات المجتمع المدني القائمة. نتمنى أن يكون هذا المقال نداءً من أجل تحقيق هذا الحلم. محمد التجاني عمر قش الرياض { مسطول ساكن أم درمان مشى لعيادة.. بعد الكشف قال ليهو الدكتور أمشي كل يوم 5 كيلومتر لمدة شهر. اتصل المسطول بالدكتور بعد شهر وسأله: أنا هسع في الكاملين.. بعد دا أعمل شنو؟!