أصدر الرئيس المصري حسني مبارك مساء أمس (الجمعة) قراراً بفرض حظر التجول في جميع أنحاء البلاد اعتباراً من الساعة السادسة مساء وحتى السابعة صباحاً، وجاء هذا القرار وفقاً لصفة الرئيس كحاكم عسكري للبلاد، وصدر القرار على خلفية مظاهرات (جمعة الغضب) التي شارك فيها مئات الآلاف من المصريين في مختلف أرجاء البلاد عقب صلاة الجمعة أمس، وانتشرت العديد من سيارات الجيش حول مبنى الإذاعة والتلفزيون واتجهت سيارات أخرى لتأمين قصر الرئاسة بمصر الجديدة، وخلفت مظاهرات أمس (5) قتلى وأكثر من (800) جريح. وفي موازاة ذلك ذكر موقع «دبكافايل» - القريب من دوائر الاستخبارات الإسرائيلية - عن مصادر في واشنطن أن مبارك بعث وزير دفاعه محمد حسين طنطاوي إلى واشنطن طلباً للدعم الأمريكي العاجل ضد حركة الاحتجاجات التي تشهدها البلاد بشكل متنام، وأطلع طنطاوي الرئيس أوباما ومسؤولين سياسيين وعسكريين ومخابراتيين كباراً على ما يجري في مصر، وحذر طنطاوي المسؤولين الأمريكيين من أن تأييدهم لاستخدام اليد الناعمة ضد المتظاهرين والاستجابة لمطالبهم، يضر أكثر مما ينفع، وقال طنطاوي إن النظام سينهار إذا لم يتم اتخاذ إجراءات صارمة بحق المتظاهرين، وطلب طنطاوي من إدارة أوباما مساعدة عاجلة من معدات عسكرية حديثة لمكافحة الشغب. أما الرد الأمريكي فما زال غير معروف - يقول موقع دبكافايل - مشيراً إلى أن التقارير بشأن الموقف الأمريكي متناقضة. وشهدت مظاهرات أمس إحراق مقار الحزب الوطني الديمقراطي الحاكم في كل من القاهرة والمنصورة والإسماعيلية ودمياط، في حين احتجزت الأجهزة الأمنية المدير العام السابق للوكالة الدولية للطاقة الذرية الدكتور محمد البرادعي – الحائز على جائزة نوبل للسلام - وعدداً من مناصريه في مسيرة سلمية عقب أدائهم صلاة الجمعة، كما احتجز أسامة الغزالي حرب أحد مؤسسي حزب الكرامة المعارض، فضلاً عن اعتقال ثمانية من قادة جماعة الإخوان المسلمين المحظورة وعدد كبير من كوادرها، فضلاً عن ذلك أصيب المعارض «أيمن نور» بجروح في رأسه ونقل إلى المستشفى. وفي قلب الأحداث دعا رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس الشعب المصري د. مصطفى الفقي الرئيس مبارك إلى إحداث تغيير جذري وكبير لتلبية مطالب الشباب، وطالب الفقي في حوار مع التلفزيون المصري الرسمي الحكومة بالاستقالة، مبدياً دهشته من إعلان رئيس الحكومة أن بيان وزارة الداخلية يعبر عن حكومته، متسائلاً هل أصبحت الحكومة بمثابة مديرية أمن؟ وقال الفقي إنه شاهد شباباً يخرجون لأول مرة في المظاهرات، ما يعني أنه ليست هناك أياد خارجية وراءهم. وفي الأثناء اقترب متظاهرون من «قصر العروبة» القصر الرئاسي الذي تقيم فيه أسرة الرئيس مبارك ويتخذه مبارك مقراً له منذ أن كان نائباَ للرئيس. وتم قطع بث الصور التلفزيونية عبر الأقمار الاصطناعية، واتصالات الهاتف الجوال والإنترنت وبعض الخطوط الأرضية في كثير من المناطق، وذكرت شركة «فودافون» للاتصالات أن السلطات المصرية أمرت بقطع خدمات الهاتف الجوال في بعض المناطق، مضيفة أن ذلك حق يخوله القانون المصري للسلطات وأن الشركة مضطرة للخضوع. وذكرت تقارير صحفية سماع طلقات نار في شوارع وسط القاهرة مساء (الجمعة) بعدما فرضت الحكومة حظر التجول في أعقاب يوم من الاحتجاجات العنيفة شارك خلالها المحتجون في اشتباكات في شارع القصر العيني قرب البرلمان ومكتب رئيس الوزراء في وسط المدينة ومبان حكومية أخرى. وشوهدت سيارات الجيش وهي تدخل ميدان التحرير وسط القاهرة أمس وسط هتافات المحتجين، وردد المحتجون في وقت سابق هتافات تطالب الجيش بدعمهم وشكوا من عنف الشرطة أثناء اشتباكات أطلقت خلالها قوات الأمن قنابل الغاز والرصاص المطاطي. وفي السياق أجبر مسلحون أطلقوا رصاصاً كثيفاً على قسم شرطة الشيخ زويد في محافظة شمال سيناء، أجبروا من بداخله من الضباط والجنود والعاملين على الاستسلام، كما أشعل المحتجون النار في سيارة للشرطة.