{ لأن قدر الأستاذ حسن فضل المولى أن يكون دائماً في موقع الإعلامي المبدع، فإن قرار استقالته كان له صدى ودويٌّ.. خصوصاً بعد أن تناول المسألة بالرأي الحاسم الأستاذ الهندي عز الدين.. وتمّ تناولها في آخر لحظة، وفي أكثر من مكان، خصوصاً في عمود محجوب فضل بدري، صهر أستاذي الراحل شريف القاضي.. ولكنّه دعا حسن إلى الاستقالة.. لأن حسن مثل السحابة، أينما أمطرت.. روت وأشبعت.. وسقت. { وأنا ضد استقالة حسن.. فهو رجل يجيد صناعة المستحيل.. وهي حرفة قليلٌ من يجيدها.. وكانت قناة النيل الأزرق صناعة للمستحيل!! بعد القناة القومية، التي أعطاها صحته. { وصناعة المستحيل في الإبداع، في الصحافة مثلاً، تجدها عند فضل الله محمد، والراحل العزيز محمد طه، والفتى البارع الهندي عز الدين، فيما تراها في الشعر عند مصطفى سند وعبدالقادر الكتيابي، وفي الفعل الإبداعي عند السموأل خلف الله ود. هاشم الجاز، وفي الغناء عند محمد وردي وصلاح ابن البادية، وفي الشمول الفني كانت عند خليل فرح بدوي وإبراهيم الكاشف، وفي الكتَّاب عند اسحاق فضل المولى ونبيل غالي.. وفي تنفُّس الحروف.. عند حسين خوجلي ومشاعر عبد الكريم.. أمثلةٌ لحصر مستحيل الإبداع . بمثلما ينحصر الإبداع البرامجي.. في الشفيع. { الأمثلة أعلاه راجع وجودها الفعلي في ساحات الإبداع .. وقد تجد بعض المقاربات هناك وهناك.. ولكنّها تبقى لوحات تستطيع الإمساك بها من أول مرة. { وعندي أمثلة في الطريق الآن.. وبعضها ما يزال يتخلَّق.. ولعلَّ أبرز أمثلة التخلُّق عندي.. معجونة الطرب.. نانسي عجاج.. وأمثلة طريق الميلاد.. روضة الحاج.. والتخلُّق النابغي، ما بعد الأربعين، يقف عند شيخ الشعر.. محمد حامد آدم. { صحيح أنك تستطيع الإمساك في الشعر المبدع بالأستاذ صديق المجتبى، ولكن انشغال صديق بمجد (الكينونة) جعل إبداعه يتقاصر عن إتيان المستحيل.. ويشكل تعدُّد مواهب الإبداع عند بعض الناس حاجزاً.. برغم القدرة على تخطي المستحيل. ودمتم