الملايين من شعب جنوب السودان ذهبوا في 9 يناير 2011م إلى صناديق التصويت يختارون بين الوحدة أو الانفصال في استفتاء حق تقرير مصير الجنوب، الملايين من الذين ذهبوا إلى تلك الصناديق صوتوا للانفصال أي إقامة دولة مستقلة في جنوب السودان، والعديد منهم توقع أن ساعة الخلاص قد حانت، وأن الفرصة لن تتكرر كما يقول رئيس حكومة الجنوب رئيس الحركة الشعبية الفريق سلفاكير ميارديت عندما عاد من نيويورك عقب مشاركته في اجتماعات مجلس الأمن حملت مقرراتها اعترافا ضمنيا بانفصال الجنوب، وقال لشعبه الذي خرج لاستقباله إن الاستفتاء فرصة لا تتكرر وأن عليهم أن لا يضيعوها، وكان كير يريد أن يوجه شعبه نحو حلم ظلوا ينتظرونه طويلاً وهدف قدم الجنوب من أجله تضحيات جساماً، فذهبوا لصناديق التصويت وقالوا نعم ليتحقق الحلم. ووفق النتائج الدولية فإن الانفصاليين حققوا أكثر من (99%) لترجيح كفة الانفصال ليبقى ما يفصلهم بين الحقيقة والوهم الاعتراف النهائي بدولة الجنوب في 9 يوليو المقبل وهو إعلان قال عنه أستاذ المسرح الأفريقي ورئيس حزب (يوساب) ببحر الغزال تبنقو بيتر إن الحلم قد تحقق ولكن يجب علينا أن نعلم أفضلية الحياد والأمل أحياناً تفترض بعض المخاطر والتحديات وهو ما يتطلب إرادة وطنية قوية لذلك أقول في مثل هذا الظروف على قادة جنوب السودان أن يحترموا الدماء التي مهرت الطريق لتحقيق الحلم وأن شعب الجنوب قد عاش فترة طويلة من تاريخه تحت الظلم، لذا على الجنوبيين أن يعملوا من أجل بناء دولة قوية واحترام بعدها الثقافي وهويتها الأفريقية الجديدة. وأضاف (تنقو) إذا كانت إرادتنا في تكوين دولة قوية تلبي طموحات هذا الشعب فعلينا أن نرتضي بالديمقراطية منهجاً وطريقاً نحو رفع الظلم والتهميش، مشيراً إلى أن غاندي الزعيم الهندي العظيم عندما أعلن ثورته فقد قال إن مشكلة شعبه الملح، فإذا استطعنا إيجاد ما أوجده غاندي شعبه، فحتماً سنبني وطناً قويا، بل هو الطريق الوحيد لتحقيق حلم هذا الشعب. ويمضي (تنقو) قائلاً «في مثل هذه اللحظات التاريخية علينا أن نتذكر الآباء الأوائل الذين وضعوا لنا معالم الطريق التي قادتنا نحو الاستقلال وهو ما يطلب منا أن نعمل من أجل حفظ تاريخهم وجميلهم ولكن أعتقد أنها مشكلة ستواجه جيل الاستقلال، ففي كل إقليم أو قرية يكون هناك شخص، سلطان أو رجل دين، يناهض الظلم ومنهم من قدم روحه فداء لشعبه». من جهته أعلن الجنرال جوزيف لاقو إن شعب الجنوب قد حقق رسمياً حلما ظل ينتظره طوال هذه السنوات. وقال إن الشعب وجد حقوقه الآن، فلم يكن أمامي إلا أن اهنئ الطرفين البشير وسلفاكير بالتزامهما باتفاقية السلام وتحقق أماني شعب جنوب السودان. لاقو هو قائد حركة الأنانيا التي وقعت اتفاق سلام مع حكومة جعفر نميري 1972 عرفت باتفاقية أديس أبابا وهي أولى حركة تمرد في جنوب السودان طالبت برفع الظلم والتهميش عن أهل الإقليم وضمت في صفوفها أغلب قادة الحركة الشعبية لتحرير السودان ومن بينهم د. جون قرنق.