سدت مجموعات راكبي الجمال المساحة الشمالية لميدان نادي الأهلي الذي ضاق على اتساعه بالحضور النوعي والكمي لجماهير مدينة الأبيض حاضرة ولاية شمال كردفان الذين تقاطروا بالآلاف لسماع حديث رئيس الجمهورية المشير عمر حسن أحمد البشير فى أول زيارة له للولاية بعد الانتخابات العامة التي أجريت أبريل الماضي وإعلان النتائج النهائية لاستفتاء جنوب السودان التي إنحازت إلى خيار الانفصال بنسبة تجاوزت 98%. جاء مواطنو الولاية يمثلون محليتها الثلاث عشرة يتجاوب وقع أقدامهم مع دقات الطبول التى توسط نحاسها الميدان، وعلى رؤوس الحضور ارتفعت لافتات وإن تباينت فى مواد صناعتها إلا أنها ركزت على مفردات تحث رئيس الجمهورية على تطبيق الشريعة الإسلامية واستدامة السلام والاستقرار. حضور أعجز الجهات المكلفة بالمحافظة على النظام عن أداء مهمتها وأجبرنا نحن معشر الصحفيين الذين توافدوا من أكثر من ثلاث عشرة صحيفة على تغيير أماكن جلوسنا أكثر من مرة بعد أن ضيق علينا المتدافعون مساحة الجلوس على نحو صعّب من محاولاتنا في نقل فعاليات الاحتفالية. ديباجة الزيارة حملت 4 مضامين.. افتتاح الرئيس دخول الكهرباء القومية شبكة ولاية شمال كردفان وافتتاح الطريق الرابط بين الأبيض كوستي وأم روابة العباسية بالإضافة إلى افتتاح مباني مفوضية الاستثمار والتمويل الأصغر. أمن رئيس الجمهورية في خطابه من أعلى المنصة التي توسطت الميدان وتجاوز ارتفاعها الثلاثة أمتار على مطالب أهل الولاية التي دفع بها الشاعر الوسيلة عبد الرحمن في قصيدته التي وجدت تجاوباً واستحساناً من قبل الحضور، وحصر فيها مطالب أهله في استغلال الكهرباء لزيادة الإنتاج وتشييد طريق أم درمان جبرة وفتح منافذ الاستثمار ودعم نشاط الولاية الاقتصادي بالإضافة إلى توفير الخدمات والاهتمام بالشرائح الضعيفة والاهتمام بالشباب وتأهيل إستاد الأبيض فضلاً عن تشكيل حكومة ذات قاعدة عريضة. مطالب لم تجد حظها في أجندة خطاب والي الولاية / ميرغني حسين زاكى الدين الذي ركز على امتداح خطوة مد خطوط الشبكة القومية إلى ولايته وتوقعاته ببداية العمل في طريق النهود غبيش الضعين العام المقبل وحل مشكلة المياه بالنسبة ل(3) ملايين مواطن يمثلون جماهير الولاية و (18) مليون رأس من الثروة الحيوانية دون ما تحديد سقف زمني لإنفاذ الخطوة. رئيس الجمهورية استهل خطابه بتوجيه انتقادات لاذعة للغرب ومن أسماهم الأعداء الذين أشار إلى أنهم دفعوا بوعود كثيرة من خلفها شروط وقال : لكننا رفضناها وسنقف الموقف الذي يرفع رؤوسكم فوق وتعتزوا بأنه موقف السودان، وقلل فى الوقت ذاته من مساعي الأعداء في الإطاحة بالإنقاذ والتضييق على الشعب السوداني ونبه إلى أنهم حرضوا العالم ودول الجوار على ثورة الإنقاذ وضربوا الخرطوم بالصواريخ لتركيعها، وقال: ديل عملوا برامج لتغيير النظام عبر إيقاف الدعم من القروض والقمح. وأضاف: «لكننا لن نركع إلا لله لأننا نعلم أن الأمر بيده». ورأى البشير أن مطالب الجماهير وحقوقهم واجبة على الحكومة، واصفاً الشاعر عبد الرحمن الوسلية بالانتهازي لكنه قال إنها انتهازية واعية ومقبولة منه. وأضاف «لم نعودكم على الكذب والوعود البراقة، والبنقدر عليها بنسويها»، مؤكداً أن عهده مع الجماهير سير الحياة إلى الأمام فى مشروعات المياه، الصحة، التعليم، الطرق والكهرباء، منوها إلى أن دخول الكهرباء القومية لشمال كردفان يعد المرحلة الأولى لكهرباء كردفان الكبرى لتغطية كافة مناطقها ومدنها وقراها وقال سننتقل بعد ذلك إلى كهرباء دارفور، التى قطع بأن قضيتها فى نهايتها وأنها ستحل فى القريب القريب ومن ثم مواصلة التنمية فى كل أنحاء السودان. وتعهد رئيس الجمهورية بإيلاء مستشفى الأبيض اهتماما خاصاً، ووعد بهدمها وتشييدها على نحو حديث ومدها بأحدث الأجهزة والمعدات، وكشف عن وضعهم لبرنامج لحل مشكلة المياه بشمال كردفان وأوضح أن مشاريع حصاد المياه بالولاية كان دعمها من خارج الميزانية وقال «تبنينا مشروعا خاصا لحصاد المياه بشمال كردفان لتوفير مياه الشرب لكل مواطني الولاية والثروة الحيوانية وأمنا على ضرورة استغلال الكهرباء فى الصناعة وعدم تصدير الحبوب الزيتية بشكلها الخام وتحويلها إلى زيوت والاستفادة من قشر الفول والأمباز فى تسمين الثروة الحيوانية». وحول انفصال الجنوب قال رئيس الجمهورية : نقول لأهل الجنوب إن شاء الله ربنا يعينكم ويوفقكم على إقامة دولتكم ونحن إخوانكم تحت الإشارة لأي دعم أو سند. وأضاف : ولكننا سنبني وننطلق بالسودان في الشمال من جديد وبنهضة جديدة ووضعه فى مصاف الدول الكبرى والمكانة اللائقة، وزاد : نحن أفضل شعب موجود على الأرض وبالتالى يجب أن نكون من أفضل الدول ولدينا الإمكانيات البشرية والمادية وسنستغلها لمصلحة السودان وبنائه وإخراجه سوداناً قوياً ودولة عظمى.