{ لأسباب عدة لم أتمكن من متابعة المباراة الافتتتاحية لبطولة الشان من داخل الاستاد يوم الجمعة الماضي.. ولم يكن تأخر اللجنة الإعلامية في استخراج بطاقات الإعلاميين هو السبب الوحيد الذي حرمني من المتابعة.. وأول أمس تشرفت بمتابعة لقاء الصقور أمام أوغندا من داخل الاستاد.. { وحقيقة فقد لمست تضاريس الوطنية التي سيطرت على جميع المشجعين الذين حضروا بذات الكثافة التي جاءوا بها يوم الافتتاح.. وصار من الطبيعي أن تشاهد العشرات من الشباب وهم يرتدون قمصان منتخبنا وعليها علم السودان ويعصبون رؤوسهم ويتدثرون بالعلم.. { هز صوت الجماهير وهم يرددون السلام الوطني جنبات الاستاد وصدروا بتصرفهم التلقائي ذلك إحساساً بالفخر لكل من حضر في المدرجات.. جاءوا بالطبول والأعلام وصافرات الفوفوزيلا فجسدوا الوطنية ودفعوا اللاعبين داخل الملعب دفعاً نحو الانتصار الغالي والعبور إلى الدور ربع النهائي.. { إن الحقيقة التي أكدتها مباراة أول أمس تتمثل في أن أي فريق أو منتخب يمتلك سلاحاً فعالاً مثل الجمهور السوداني فإنه لا ولن يبتعد عن منصات التتويج على الأقل لأن اللاعبين وبمجرد نزولهم لأرض الملعب وسط التشجيع الخرافي الذي تابعناه لن يدخروا جهداً في سبيل تحقيق الفوز ولا شيء سواه.. { انتهت المباراة وكم كان المشهد رائعاً وكل من بالاستاد، حتى أولئك الذين هتفوا بالأمس (ما عايزين بهاء الدين)، يهتف باسم الحارس الأمين ويشد من أزره لحظة تسلمه جائزة نجومية المباراة وللمرة الثانية على التوالي.. بهاء الدين البعض ظلمه قبل الانطلاقة وإذا به يرد عليهم عملياً وبشهادة الجميع ويتسبب في عبور السودان إلى ربع النهائي.. { إهدار السوانح السهلة أصبح من الظواهر المزعجة التي تصاحب الأداء في كل المباريات بداية من دورة حوض النيل ومروراً ببطولة المحليين ونتمنى أن يلتفت مازدا وبقية نجوم المنتخب إلى هذه الجزئية على الأقل لأن قادم المباريات لا ولن تحتمل غياب التركيز الذي تابعناه خلال المباراتين أمام الجابون وأوغندا.. { منذ الدقائق الأولى لمباراة أول أمس ثبت أن كلاً من الباشا وقلق وهيثم مصطفى ليسوا في مستواهم المعهود.. ومع بداية الشوط الثاني قام مازدا بسحب الباشا وأعاد قلق إلى الطرف الأيمن فكان أن ظهرت سلبية قلق بصورة أكثر نسبة لحساسية المركز الذي أعاده إليه مازدا.. { ومع تراجع مردود لاعبي خط الوسط السوداني بدأ المنتخب الأوغندي يقترب رويداً رويدا من إدراك التعادل.. وظل قلق هو مصدر الخطورة على المرمى السوداني فما كان من جماهير الكرة السودانية إلاّ أن هتفت في وجه بدر الدين قلق قائلة: ارحل.. ارحل..!! { فاستجاب مازدا لنبض الجماهير وسحب قلق الذي كان هو مصدر القلق على مرمى السودان خاصة في الشوط الثاني.. وكم كانت الجماهير السودانية واعية ومعلمة ومدركة عندما صفقت لقلق لحظة مغادرته الملعب فكان أن بادلها اللاعب التحية.. { انتهت جولة وتبقت جولات أخرى ستكون أكثر صعوبة في قادم المراحل.. وكل الأمنايت لصقور الجديان بالمزيد من تجويد الأداء أملاً في الوصول إلى النهائي والفوز بالكأس على الأقل ليكون اللقب رداً منطقياً للجهود الكبيرة التي قامت بها الجماهير السودانية الأصيلة.