أكد الرئيس حسني مبارك بقاءه على سدة الرئاسة المصرية حتى شهر سبتمبر القادم فيما فوض سلطاته وفقاً للدستور لنائبه اللواء عمر سليمان وأعلن طلبه إلغاء المادة (179) من الدستور وتعديل (5) مواد أخرى. ويأتي هذا التطور في خطاب للرئيس مبارك أذاعه التلفزيون المصري في ساعة متأخرة من مساء أمس رغم التوقعات باستلام المجلس الأعلى للقوات المسلحة السلطة عقب بيان أول للمجلس أكد فيه التزام الجيش بحماية الشعب ورعاية مصالحه وأمنه. وقدم مبارك اعتذاره لأسر الضحايا الذين سقطوا خلال الانتفاضة الشعبية التي اندلعت في الخامس والعشرين من يناير الماضي، وعبر عن أنه على اقتناع بصدق نوايا الشباب الذين فجروا الثورة. وأكد أن دماء الضحايا لن تضيع هدراً، وشدد مبارك على أنه لن يقبل إملاءات من الخارج. وتعهد الرئيس المصري بتهيئة الظروف لإجراء انتخابات نزيهة. وقال انه يحز في نفسه أن يرى البعض من أبناء شعبه في هذا الموقف المناوئ له رغم ثقته بأن غالبية الشعب المصري تعرف من هو حسني مبارك؟. وتعهد مبارك بمحاسبة فورية وعاجلة بأقصى ما تقرره أحكام القانون من عقوبات لكل من يثبت تورطه في جريمة قتل وإصابة المتظاهرين، وقال إنه أصدر تعليماته للنائب العام لاتخاذ ما يلزم من إجراءات للبت فيها فوراً. وأضاف أنه تقدم بطلب لتعديل (6) من مواد الدستور: (76 - 77 - 88 - 93 - 189 - 179)، وأكد أنه مستعد لإلغاء أي مواد أخرى تراها اللجنة المختصة، وأشار إلى أن التعديلات تستهدف تيسير شروط الترشح لرئاسة الجمهورية ومدتها وتعزيز ضوابط الإشراف على الانتخابات وتعزيز التوازن بين حماية الوطن من مخاطر الإرهاب وضمان احترام الحقوق، واعتبر مبارك بداية الحوار مع الشباب والأحزاب وما أسفرت عنه من توافق، تضع أقدامهم في الطريق الصحيح للخروج من الأزمة والوصول إلى خارطة طريق واضحة ومحددة بجدول زمني حتى سبتمبر المقبل، وجدد عدم ترشحه للرئاسة مرة أخرى، وقطع حسني للمتظاهرين باستجابته لرسائلهم ومطالبهم، وقال إن ذلك التزام لا رجعة فيه، وأضاف أن الأولوية الآن لأمن واستقرار البلاد واستعادة الثقة في الاقتصاد والسمعة الدولية، ووصف الأوقات التي تمر بها مصر بالعصيبة، وقال إن استمرارها لا يصح وأنه يعني مزيداً من الأضرار والخسائر يومياً، وزاد أن الأمر يتعلق بحاضر ومستقبل مصر والمصريين، ودعا إلى مواصلة الحوار بروح الفريق الواحد بعيداً عن الخلاف لتجاوز الأزمة. وسرد مبارك ذكرياته في البيان، وقال للمتظاهرين: «لقد كنت شاباً مثل شباب مصر، شهدت هزائمها وانتصاراتها» وأردف أن الأغلبية الكاسحة في مصر تعرف من هو حسني مبارك، واستطرد: «ستظل مصر بلداً عزيزاً لا أفارقه ولا يفارقني حتى يواريني ترابه». وفور انتهاء الخطاب قابله المتظاهرون بهتافات مناوئة طالبوا فيها برحيله. من ناحيته ألقى نائب الرئيس اللواء عمر سليمان كلمة تلت خطاب الرئيس مبارك ناشد فيها جموع المتظاهرين بالعودة إلى ديارهم وقال: «يا شباب مصر عودوا إلى بيوتكم وأعمالكم« مؤكداً استمرار الحوار الوطني مع كافة القوى السياسية بعد تفويضه بصلاحيات الرئيس.