أخيراً وبعد مخاض عسير استمر (18) يوماً أعلن الرئيس المصري محمد حسني مبارك تنحيه عن الحكم بعد ثلاثين عاماً من السيادة ذاق فيها الشعب المصري الأمرَّين، حتى طفح الكيل وخرج الشارع المصري برمته مطالباً برحيله. ستظل ثورة 25 يناير يوماً تاريخياً وفاصلاً في حياة المصريين، ثورة تستحق الإجلال والتعظيم، ثورة التغيير التي قال مشعلوها: «كفى يا حسني مبارك»، ثورة بدأت بجمعة الغضب وانتهت بجمعة الطوفان وبالفعل كان طوفاناً أزال مبارك وحكومته. سيكون الحادي عشر من فبراير يوماً جديداً تسطع فيه شمس الحرية على أرض مصر وعلى المصريين. ما أن ذيع خبر تنحي الرئيس عن منصبه حتى خرجت كل الجاليات المصرية في كل دول العالم تحتفل بهذا الرحيل وهنا في السودان خرجت الجالية المصرية تحتفل بهذا التنحي وبهذا النصر فرحة عارمة عمَّت شوارع الخرطوم بأكملها، هتفت ورقصت ودقت على الطبول، حتى الشارع السوداني خرج محتفلاً مع أشقائه المصريين، فكانت الهتافات تقول: «مصر والسودان حبايب من زمان». «الأهرام اليوم» كانت هناك ترصد هذه الاحتفالات. { علاء أحمد رائد من مدينة الفيوم، عبَّر عن فرحته وسعادته الغامرة بتنحي الرئيس حسني مبارك قائلاً: «كان نفسنا من زمان يتنحى بدل دم الشهداء اللي راح دا، والحمد لله نحن لا نخشى من سوف يأتي بعده لأن الشعب هو الذي سوف يختار الرئيس الآتي. وفرحتنا لا توصف بأن القضاء المصري عادت له سيادته بعد أن كان يتحكم فيه الرئيس مبارك». { «نموت نموت وتحيا مصر» هكذا عبَّر إبراهيم المصري من البحيرة عن فرحته بتحرر مصر، واكتفى في حديثه بقوله: «نفديك يا مصر وعشتي حرة مستقلة». { ويقول محمد عادل: إننا لا نخشى من سيأتي بعد مبارك وإن كان الآتي أسوأ منه فإننا سوف نقوم بعمل ثورة أخرى، وعلى الجميع أن يعرف أن الشعب المصري إرادته أقوى من أية إرادة ويجب أن يتقوا شر الحليم إذا غضب. { ويكتفي سالم السيد، من البحيرة، وسط هذه الفرحة بأن يقول: «نموت نموت وتحيا مصر»، «ومصر والسودان ضد الأمريكان». { ويؤكد محمد المصري أن كل العالم فرحان بتنحي مبارك، ما عدا أمريكا وإسرائيل لهذه النكسة الكبيرة التي حلت بمبارك، وأنا أقول لكل الشعب المصري ألف مبروك وأتمنى أن أضع «بوسة» على جبين كل مصري كان في ميدان التحرير وأنا حزين لأنني لم أستطع أن أكون معهم بجسدي ولكني معهم بقلبي وأقول للذين يقولون إن هؤلاء أولاد، فهؤلاء ليسوا أولاد، هؤلاء أسياد العالم ورجالته. وأخيراً «يا مبارك يا طيار جبت منين (70) مليار»؟ { أحمد حامد من الفيوم، يقول: «عشنا ثلاثين عاماً في ظلم والحمد لله انتهى عهد الفساد وعهد الأشرار ونحن شعب أصيل ولا نخاف على مستقبل وطننا». { ويرى مدحت حامد من بني سويف أنه على المصريين أن يعلموا أنهم مقبلون على فترة جديدة في حياتهم وعليهم ألاّ ينسوا ذلك وسط هذه الهتافات، فكلنا يعيش في ترقب وخوف وأمل. ويقول: «إنني في غاية السعادة لأن البلاد تخلصت من هذا الفساد وأننا في مرحلة تأسيس جديدة». { الطفل أحمد تامر عمره ثماني سنوات الفرحة لا تسعه ويقول: أنا فرحان برحيل مبارك وتخلص البلاد من الفساد وهذا الطاغية. { «يا مبارك رايح فين، دم الشهداء في رقبة مين»؟ هكذا قال حسام المصري معبِّراً عن سعادته بتنحي الرئيس مبارك ومشيداً بثورة 25 يناير وبأبطالها ويقول: أنا أترحم على دم كل الشهداء الذين وقعوا في ميدان التحرير والحمد لله أن دماءهم لم تذهب سُدًى وبالفعل ميدان التحرير قد حرر المصريين من هذا الطاغية ويكفي عليه ربع قرن من الزمان وأكثر».