احتفلت مدينة القدار بدنقلا، مسقط رأس الشهيد المشير الزبير محمد صالح، مطلع الأسبوع، بالذكرى الثالثة عشرة لاستشهاده . وتشير أسرة الشهيد الزبير إلى أنه كان معلماً وإنساناً، ظل اسمه يتردد في قلوب أهله وكل السودان، رمزاً لمعاني الاستشهاد في سبيل الوطن.. وتقاطرت الدموع من عيني أرملة الشهيد وحرم مساعد رئيس الجمهورية د. نافع علي نافع وحرم الفريق بكري حسن صالح.. ومن شقيق رئيس الجمهورية مدير منظمة معارج للسلام والتنمية «محمد حسن أحمد البشير» وعدد من قيادات الولاية وأهله. وبمقر مستشفى الشهيد الزبير، الذي نفّذته مؤسسة معارج بتوصية من رئيس الجمهورية بمنطقة «القدار»، احتُفل بالذكرى في الثامنة مساءً، وتم عرض فيلم وثائقي عن حياة الراحل العملية والجهادية، وكانت لحظات حزينة وعطرة، سادها الصمت وانهمرت الدموع من أهله وعشيرته وأسرته، ولا يسمع حينها إلا ترديد الكلمات التي كانوا يسمعونها، لحظة المشاهدة، من الشهيد في أدغال الجنوب وولايات السودان المختلفة. وعبَّر محمد حسن احمد البشير، لحظة تكريمه في الأمسية التأبينية، عن بالغ سعادته بزيارة منطقة الشهيد الزبير لأول مرة في حياته، وأكد أن الشهيد كان جسوراً وشجاعاً، وأنه عندما استشهد، حزن الرئيس عمر البشير كما لم يحزن من قبل.. فقد مات والده وأخوه الأكبر وشقيقه الشهيد عثمان، ولم يحزن عليه كما حزن على الزبير، مؤكداً أن الرئيس كان يثق فيه ولم يرسله إلى مهمة إلا ونجح فيها. وأضاف: إن الزبير لم يكن يعرف الفشل أبداً. وأكد «محمد» أنه أبلغ الرئيس بأن عشيرة الشهيد الزبير تحتاج إلى مستشفى فلم يتأخر في توفير المبلغ. وأوضح أنه لأول مرة يزور منطقة دنقلا العجوز، مشيراً إلى أنها تضم كنوزاً أثرية ضخمة يجب أن يتم التركيز عليها مثل مسجد عبد الله بن أبي السرح وقباب الصالحين ال (99)، وقال رغم أنه درس الآثار والتاريخ بجامعة الخرطوم ولكنهم لم يدرسوا أن في هذه المنطقة التاريخية العريقة آثاراً ولم يُشار إليها في التاريخ. ودعا إلى أن تهتم الدولة ومختصو الآثار والسياحة بدنقلا العجوز، واقترح أن تسمى دنقلا العتيقة بدل العجوز، التي أتت تسميتها عن طريق الترجمة، وأكد أن مؤسسة معارج ستقدم الكثير من الأعمال لهذه المنطقة العريقة التي تحولت من المسيحية إلى الاسلام دون أي حروب منذ أمد بعيد. وكان السيد رئيس الجمهورية عمر البشير قد قام خلال زيارته الأخيرة إلى الولاية الشمالية بمناسبة الذكرى الثالثة عشرة لاستشهاد الزبير محمد صالح، بافتتاح مستشفى الشهيد الزبير بالقدّار، وبعدها مباشرة زار أسرة الشهيد الزبير بمنزلها وتناول طعام الإفطار، والتقى بشقيقه الأكبر العمدة محمد صالح وأهله وأسرته، برفقة وزير الدفاع الفريق عبد الرحيم محمد حسين، ومستشار الرئيس مصطفى عثمان اسماعيل، وعدد من القيادات، وذلك قبل أن يغادر إلى مدينة الدبة. من جهتها عبّرت أرملة الشهيد الزبير بأن الذكرى تعني لهم يوم عيد، لأن الناس كلها تتذكر معهم الزبير وتقلل حزنهم وألمهم في ذكراه. وأبانت ابنة الشهيد «سهير» أن هذه المرة هي الثانية التي تقام فيها ذكرى رحيل الشهيد في «القدار»، وقالت: (نحس كأنها الذكرى الأولى بين أهله وعشيرته، ونشعر بوجوده وحركته معنا). وأضافت: (ربنا يتقبل الشهيد والذين كانوا معه).. وأكدت أن زيارة الرئيس لهم في هذه الذكرى زادتهم تشريفاً، وأشادت بالأهل والمعارف بالقدار. وأشارت «سهير» إلى أن للشهيد ثلاثة أولاد: «مصعب» وهو رائد بسلاح المدرعات، بجانب عروة وعبد الله، وهما في المرحلة الجامعية.. وله ثلاث بنات.. «هنادي» و«زينب»، وهما متزوجتان، بجانبها - «سهير» - وهي الكبرى، ومتزوجة.