عالم الطفولة الملون بالبالونات والشرائط والأشياء الصغيرة الحلوة، لم يعد مغرياً لفتيات لم تتعد سنوات أعمارهن عدد أصابع اليدين، إذ أن «كوفيرات» التجميل بألوانها وصبغاتها الكيميائية وروائحها الحادة وأصوات الأجهزة التي تصرخ ساحبة خُصل الشعر العنيدة، أصبحت عالماً جديداً للفتيات الصغيرات ليخرجن بتسريحات ومكياجات وفساتين لا تنسجم مع أعمارهن الغضة ولا تليق ببراءة الوجوه التي غطتها المساحيق! «الأهرام اليوم» سألت بعض الصغيرات حول الأنوثة المبكّرة فماذا قُلن؟ ترى مودة صبري «15 سنة» أن الذهاب إلى الكوافير ليس ضرورياً إلا في المناسبات الكبيرة. مشيرة إلى أنها في المناسبات تذهب مع صديقاتها إلى الكوافير حيث تقوم بعمل تسريحة مناسبة مع الفستان لكي تكون أنيقة ومميّزة في ملابسها وشكلها. وتُشير سلسبيل إسماعيل «14 سنة» إلى أن الغيرة بين الفتيات تكون السبب الأول في الذهاب إلى الكوافير، وأردفت نحن الفتيات نهتم بالملابس والاكسسوارات أكثر من الميك أب لعمل استشوار، فقط ليصبح شعرنا جميل. وزادت أنا لا أقوم بعمل تسريحة لا تُناسب عمري. نورا محمد «15 سنة» قالت كل فتاة تتمنى أن تكون جميلة، ولكن الذهاب إلى الكوافير ووضع الميك أب وصبغ الشعر لا يناسب أعمارنا. وفي المناسبات تساعدني أمي في اختيار ملابسي لكي أكون جميلة وأنيقة وهذا يكفي! وتحدثت هيام أحمد التي عمرها لم يتجاوز ال«13» سنة قائلة كل فتاة تحب أن تكون جميلة. وفي المناسبات تحب أن تُزيِّن شعرها فتذهب إلى الكوافير لعمل تسريحة، لكنها لا تضع «المكياج» وإنما الكحل فقط. مضيفة أن بعض شركات المكياج وضعت مساحيق تناسب أذواق الصغيرات ويمكن وضعها فهي خفيفة وغير لافتة للنظر ومناسبة. وتقول أم مروة بأنها أحياناً تشعر أن ابنتها تنافسها في كل مناسبة أو حفلة تختار فستاناً من أرقى المحلات كما تذهب معها إلى الكوافير لتقوم بعمل تسريحة خاصة واختيار مكياج يناسب ألوان فستانها رغم صغر سنها. وأردفت أنها في إحدى المرات ألغت ذهابها إلى الحفل بسبب أن مكياجها لا يعجبها وتريد أن تضع مكياجاً مثل أمها التي عارضتها ولم تذهب إلى الحفل وظلت تبكي بحُرقة. وأبانت أم هبة أنها ضد هذه الظاهرة وترى أن ابنتها يجب أن تعيش براءتها بكاملها لتكون بعيدة عن ما يشوِّهها وكل شيء بأوانه. وأردفت لا بد أن نُربي بناتنا بشكل صحيح منذ وقت مبكر ولا نسمح لهن بالتقليد الأعمى لعارضات الشاشة وكأننا لا نمتلك أيّة قيم اجتماعية أو دينية حميدة.