سلمى علي محمد الحسن شاعرة سودانية مقيمة بولاية كلورادو الأمريكية، ستحصل على ماجستير اللغة الإنجليزية قريباً وتقوم بتدريسها في بلاد العم سام!! كتبت الشعر الفصيح منذ نعومة أظافرها وقبل عام نصحها الشاعر الموسيقار يوسف الموصلي بأمريكا بأن تكتب بالعامية السودانية، فامتثلت وكتبت وأدهشت، وسيتغنى المطرب محمود عبد العزيز بأول أشعارها من ألحان الموصلى قريباً. «الأهرام اليوم» استنطقتها خلال زيارة كريمة للصحيفة، فكانت هذه الدردشة فإلى مضابطها: { إلى أي المدارس الشعرية تنتمين؟ - أنتمي إلى مدرسة الفرح والأمل.. أي إلى شعراء المهجر أمثال إيليا أبو ماضي، جبران خليل خبران، وميخائيل نعيمة، فأنا شاعرة متفائلة أكتب الفرح والبهجة وليست لديّ قصائد تُشيع الحزن ولا أحبه. لذلك يمكنك تسمية مدرستي بالفرح والأمل والرومانسية الحديثة. { متى بدأت مسيرتك الشعرية إذن؟ - منذ وقت مبكر منذ السابعة من عمري، وأول شاعر سوداني تأثرت به كان الراحل إدريس جماع ومن العرب أبو القاسم الشابي، وإيليا أبو ماضي. { هل كتبتِ بالدارجة؟ - نعم مؤخراً اتجهت للكتابة بالعامية السودانية منذ عام تقريباً. { إذن.. لديك شعر غنائي؟ - نعم.. كتبتُ الشعر الغنائي بنصيحة من الشاعر والملحن والمطرب الكبير يوسف الموصلي الذي وجّهني لكتابة الأغنية بعد أن أقنعته بما كتبته بالفصحى ولحّن لي ما كتبت. { هذا يقودنا إلى شاعرة منافسة غنائياً، والسؤال من نال شرف التغني بكلماتك؟ - هذا الأمر ما زال في بدايته ولكن الموصلي أعد الألحان فهو معي هناك بأمريكا وأنا لصيقة به وهو من أكبر المشجعين لتجربتي الشعرية. { منذ متى وأنتِ تُقيمين بالولايات المتحدةالأمريكية؟ - منذ ثلاث سنوات تقريباً. { مَن مِن (شواعر) السودان تستحق أن تجعلينها دليلاً لك؟ - لم أقرأ للشاعرات الحديثات، ولكني أقف إجلالاً لشاعرتنا روضة الحاج وكنتُ أقرأ لها منذ سنوات الجامعة، وأيضاً حكمات ياسين، وسمرقندية محمد المحتسب. { كيف تخرج القصيدة من ثنايا سلمى علي محمد؟ - هي حالة من التلبُّس والإغراق الحسي اللامنتهي ويظل هذا الشعور لفترة محرّكاً لدواخلي ثم ينداح الشعر دون أن أوقِّت له. { أين الحب من مفرداتك العامية والفصحى؟ - الحب هو معيني وأنا إنسانة متفائلة لذلك الحب والأمل والإلهام كلها من مكونات النص الذي أكتبه. { أقرئي لنا بعضاً منه؟ يقول: معاك الليلة ببدأ أعيش كأني زمان وما عشت معاك بفرح من الأعماق وأنا القبلك ولا فرحت معاك بضوي أيامي ويزورني العيد ويعيِّد عيدي لو غبت { هناك أغنيات يطلق عليها هابطة راجت في الساحة مؤخراً بماذا تحسين عند سماعها؟ - أحس بالغثيان، الوجع، الدوار وهذه كلها يجب أن تجمع وتُرمى في أقرب سلة مهملات، وأقول أن الشعر برئ من هذه الترهات وحتى الأغنية كأني بها وهي تتألّم في أن يُنسب إليها مثل الضرب من الكلام! فهناك أغنيات كبيرة منها «لو وشوش صوت الريح في الباب، وبتتعلم من الأيام» وغيرها عليه لا يمكن أن نسمع هابط الشعر ليُقال عليه ويظل الألم يعتصر القلب طالما هناك من يردد تلك الأشياء. { اختاري خمسة مطربين «رجالاً ونساء» ليتغنوا لك؟ - محمود عبد العزيز، فهو صوت جميل ومرهف وقادر على توصيل فكرة واحساس الشاعر، ثم شروق أبو الناس، ريماز ميرغني، ونانسي عجاج صاحبة الصوت «الحنين» خاصة في التغني بالفصحى وآخرين. { هل كانت لكِ مشاركات عبر المنتديات بأمريكا؟ - لا.. لم يحدث لأنني بعيدة عن تجمعات السودانيين، فأنا أقطن ب«كلورادو» وأقرب جالية موجودة بنيويورك. ولكنني أكتب بجريدة الجامعة بالإنجليزية. ولديّ كتاب بالإنجليزية والعربية والأخير بعنوان «القصة كانت» وهناك كتاب ثانٍ أعده الآن لم أختار اسمه بعد. { شاعر سوداني استوقفك شعراً؟ - محي الدين فارس، ومصطفى سند، فقد أحببتها شعراً وكانا نهراً من الحنان الدفّاق. { وشاعر غنائي؟ - أحترم تجربة أبو قطاطي، الحلنقي في ثنائياته مع محمد الأمين. { هل تكتبين بإحساس الأنثى، أم بشعور الإنسان المجرد من النوع؟ - عادة أحاول أن أكون إنساناً دون تمييز وأنا أكتب، وكثيراً ما أتعدى وأكتب بإحساس الرجل. { الشعراء «الرجال» يرون في كل النساء موضعاً للمخاض الشعري الشفيف، كيف ترين هذا الموقع في الرجال؟ - الرجل القوي الصلب «الحِمش» يستحق أن تكتب المرأة فيه، وليس الذي يماثلها في «اللين» أو الجمال لأن الجمال ليس من مكوّنات الرجل. وأكتب بوضوح وليس بجرأة. { أقرئي لنا ثانية؟ - أنا لست مثل جميع النساء وحبي ليس كباقي النساء أنا إن عشقتُ فبركان عشق ونار تلظّى وبون فضاء.. وإيراق صبح وليلات دفءٍ ونيران صيفٍ وبرد شتاء أنا إن عشقتُ فلستُ أُداري ولستُ أُبالي كما الضعفاء أنا إن عشقتُ فأبشِّر وهلِّل وكبِّر لربِّ السماء