بيان من وزارة الثقافة والإعلام والسياحة حول إيقاف "لينا يعقوب" مديرة مكتب قناتي "العربية" و"الحدث" في السودان    يرافقه وزير الصحة.. إبراهيم جابر يشهد احتفالات جامعة العلوم الصحية بعودة الدراسة واستقبال الطلاب الجدد    المريخ يكسب تجربة البوليس بثلاثية و يتعاقد مع الملغاشي نيكولاس    حسين خوجلي يكتب: السفاح حميدتي يدشن رسالة الدكتوراة بمذبحة مسجد الفاشر    وزير الزراعة والري في ختام زيارته للجزيرة: تعافي الجزيرة دحض لدعاوى المجاعة بالسودان    البرهان يصدر قراراً بتعيين مساعد أول للنائب العام لجمهورية السودان    راشفورد يهدي الفوز لبرشلونة    ((سانت لوبوبو وذكريات التمهيدي يامريخاب))    بدء حملة إعادة تهيئة قصر الشباب والأطفال بأم درمان    نوارة أبو محمد تقف على الأوضاع الأمنية بولاية سنار وتزور جامعة سنار    قبائل وأحزاب سياسية خسرت بإتباع مشروع آل دقلو    لجنة أمن ولاية الخرطوم: ضبطيات تتعلق بالسرقات وتوقيف أعداد كبيرة من المتعاونين    ما حقيقة وصول الميليشيا محيط القيادة العامة بالفاشر؟..مصدر عسكري يوضّح    "المصباح" يكشف عن تطوّر مثير بشأن قيادات الميليشيا    هجوم الدوحة والعقيدة الإسرائيلية الجديدة.. «رب ضارة نافعة»    هل سيؤدي إغلاق المدارس إلى التخفيف من حدة الوباء؟!    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وحي (الثورات) العربيَّة .. مفارقات .. قصص وحكايات
نشر في الأهرام اليوم يوم 05 - 03 - 2011

(ميدان التحرير).. هيستريا المظاهرات في مصر.. (فسحة) و(ميك أب)!! @@ «القذَّافي» يذبح شعبه.. ويطلق (النكات)!! أين أنت يا عادل إمام؟ @@ لماذا لا يغادر «المتعافي» الوزارة ليتفرَّغ لمزارعه وشركاته؟! @@ «الترابي» قال لي: جماعتك ديل بخافوا من «القذافي»!!
{ أتعجَّب أشدَّ العجب لما يحدث في (ميدان التحرير) بالقاهرة، فالإخوة الثوار المصريُّون لم يكفُّوا بعد عن التجمهُر والاحتشاد (كل جمعة) بالميدان، وصار الأمر وكأنَّه (موضة) أو (تقليعة) مصريَّة جديدة!!
فقد طالب المتظاهرون برحيل الرئيس «مبارك»، فرحل، وطالبوا برحيل «عمر سليمان» فلحق برئيسه، وطالبوا بتعديل الدستور فكان لهم، وطالبوا بقيام الانتخابات الرئاسيَّة والبرلمانيَّة، والمجلس العسكري أكد أنَّها ستقوم خلال أشهر، ثم طالبوا الجمعة الفائتة برحيل رئيس الوزراء «أحمد شفيق»، مع أن الكثير من الصفوة في مصر كانوا يظنُّون به خيراً، فرحل «شفيق» بعد أن قدَّم استقالته.
المجلس الأعلى للقوَّات المسلحة، كلَّف وزير النقل الأسبق في حكومة «أحمد نظيف»، التابعة لسلطة الرئيس «مبارك»، المهندس «عصام شرف»، بتشكيل حكومة جديدة (مؤقَّتة).
{ المتظاهرون في (التحرير) حملوا «عصام شرف» على الأعناق، بعد أن أدَّى القسم في الميدان أمام (الثُوَّار)، وقال إن شرعيَّته يستمدَّها من (الشعب)!!
{ أفادني زملاء صحفيُّون مصريُّون أنَّ الخروج إلى (ميدان التحرير) أصبح برنامجاً للعائلات.. و(الشباب) و(الشابات) بكامل «الميك أب» طبعاً..!!
{ هيستريا المظاهرات في مصر.. امتدَّت إلى الحدود (الليبيَّة - التونسيَّة)، حيث بثَّت إحدى الفضائيَّات تقريراً رصد مظاهرة نظَّمها آلاف «المصريين» الفارِّين من ليبيا. في التقرير صرخ أحدهم متوعِّداً: (الحكومة المصريَّة فاشلة.. مش عارفة ترحِّلنا لحدِّي دي الوقت.. احنا ح نروح من هنا على طول.. على ميدان التحرير وح نغيَّر الحكومة)!!
{ مراسلتنا في «مصر»، الأستاذة «صباح موسى»، حكت لي أنَّ حرَّاساً تابعين لشركة أمنيَّة يحرسون «بنكاً» في القاهرة.. تظاهروا أمام البنك مطالبين بتثبيتهم في وظائف بالبنك!!
{ موظَّفون بشركة «إمبي» للبترول، الكائنة بمدينة نصر بالقاهرة، تظاهروا أيضاً أمام الشركة مطالبين بزيادة أجورهم، مع أنَّهم يتلقُّون أعلى رواتب في مصر. إحدى السيدات سألت أحدهم: (هو أنت بتاخد كم في الشهر)؟ أجابها: (خمسة آلاف جنيه.. بس عايز سبعة)!! ردَّت عليه «الست»: (يا شيخ.. إتنيِّل.. ده في ناس بتاخد ميتين جنيه ومش لاقية تاكل)!!
{ إذا استمرَّ المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة في مصر، بقيادة وزير الدفاع السابق في حكومة «مبارك» المشير «طنطاوي»، رقيقاً إلى هذا الحد.. فستصبح «مصر» مسرحاً عبثيَّاً للفوضى.. لا نهاية لفصول مسرحيَّاته.
{ الاقتصاد المصري يتعرَّض لانهيار مستمر.. يوماً بعد يوم، في ظل توالي (جُمْعات التحرير).. فقد ارتفع سعر الدولار، وهبطت أسعار إيجارات الشقق من ثلاثمائة جنيه في اليوم إلى «سبعين جنيهاً».. بعد أن هرب السيَّاح (العرب) و(الأجانب) ولن يعودوا قريباً..
{ أخشى أن يطالب المتظاهرون الجمعة القادمة برحيل «أبو الهول».. (لأنَّه طوَّل)..!! فيستجيب لهم المجلس العسكري.. واتفرَّج يا عادل إمام..!! هو انت رحت فين يا راجل؟!
{ أنا سعيد جداً برحيل السيِّد «أحمد أبو الغيط»، وزير الخارجيَّة المصري، ضمن حكومة «شفيق». في تقديري أنَّ «أبو الغيط» - مع احترامي الشديد للسفير المصري بالخرطوم الدبلوماسي المهذَّب عبد الغفار الديب والقنصل العام النشط معتز مصطفى كامل - «أبو الغيط» كان أفشل وزير خارجيَّة في تاريخ مصر الحديث!! وفي الذاكرة قصَّته مع وزيرة خارجيَّة إسرائيل السابقة «تسيبي ليڤني» التي توعَّدت الفلسطينيين في «غزة» في مؤتمر صحفي شهير مشترك مع «أبو الغيط»، قالت فيه عبارتها الشهيرة: (enough is enough).. أبو الغيط قال في ذات المؤتمر بشرم الشيخ إن الوزيرة أكَّدت لهم أنَّ اسرائيل (لن تضرب غزة). وبعد أسبوع واحد فقط قصفت إسرائيل غزة بالطائرات وقتلت المئات، في العدوان الإجرامي الشهير عام 2008، وعندما سأله الصحفيون أيَّام حرب غزة: (ألم تقل إن الوزيرة «ليڤني» أكدت أنهم لن يعتدوا على غزة)؟! قال: (هي الست دي قالت كده.. إحنا ح نعملَّها إيه يعني؟!!).
أبو الغيط (قزم) أمام عمالقة الخارجيَّة المصريَّة، من عهد «عبد الناصر» إلى زمن «مبارك».. أمثال «محمود فوزي».. و«محمود رياض».. والعظيميْن «محمد إبراهيم كامل» وإسماعيل فهمي»، اللذين قدَّما استقالتيهما للسادت اعتراضاً على بنود في اتفاقيَّة «كامب ديڤيد» في عقد السبعينيَّات من القرن المنصرم.. مروراً بالسيِّد «بطرس غالي» وانتهاءً ب «عمرو موسى».
{ بمناسبة «عمرو موسى»، فهو مرشَّح لانتخابات رئاسة الجمهوريَّة القادمة في مواجهة آخرين، ربما يكون من بينهم «البرادعي»، رغم أن التعديلات الدستوريَّة ليست في صالحه، لأنَّه متزوج من (أجنبيَّة)، وكذلك العالم «أحمد زويل» متزوج من سوريَّة، بالإضافة إلى رئيس حزب (الغد) «أيمن نور»، ورئيس حزب (الكرامة) «حمدين الصباحي».
ولا شك في أنَّ الفنان الشعبي العجيب «شعبان عبد الرحيم» سيساند حملة «عمرو موسى» ويردِّد خلالها أغنيته الشهيرة: (أنا بحب عمرو موسى.. وبكره اسرائيل.. وبكره اسرائيل (آييييييه)!!
{ العقيد «معمَّر القذافي» يقدِّم هذه الأيام فاصلاً من (النكات) تفوَّق به على «عادل إمام»، وذلك على هامش (المذابح) التي ارتكبها ضد الشعب الليبي. «القذافي» قال لقناة «أيه. بي. سي» وهو يضحك: (لماذا أغادر ليبيا..؟! الشعب يحبُّني.. سيقاتل من أجلي.. they love me all).
{ ولأنَّ الشعب الليبي يحبُّ «القذافي» جداً، فقد بادله الحب بقتل أكثر من (5) آلاف مواطن ليبي وجرح الآلاف!!
{ سألت الشيخ «حسن الترابي» عند تقديمه واجب العزاء في وفاة (أستاذ الأجيال) محمود أبو العزائم، رحمه الله، بالثورة الحارة الأولى - وهو أستاذ الأجيال حقاً رغم أنف الأستاذ محمد خير البدوي - سألت الترابي، وكان ذلك على أيام غزوة أم درمان بواسطة قوات العدل والمساواة في مايو 2008م عن الدور التشادي في العملية.. فابتسم ابتسامته الثعلبية وقال لي: (تشاد وللاَّ.. ليبيا؟! جماعتك ديل يخافوا من «القذافي»)!!
كتبتُ حواري مع الترابي في زاويتي ب (آخر لحظة) لكن الرقابة (الأمنية) القبْلية اعتدت عليه ومنعته من النشر! صدق «الترابي».. الغريبة أن (جماعتي) ديل مش بخافوا من «القذافي» وبس.. يا أخي ديل بخافوا من «مالك عقار»!! حاجة غريبة!!
{ سيدي أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان: ما هذا الذي فعلته بإعلانك إنهاء خدمة نواب الجنوب في البرلمان (مكسِّراً) قرار مؤسسة الرئاسة؟! بصراحة.. قصدك تحرج منو؟ سلفاكير.. وللاَّ الرئيس.. وللاَّ علي عثمان..؟! وللاَّ يمكن أتيم قرنق؟!
{ أكثر ما يحيِّرني في ثورات «تونس» و«مصر» و«ليبيا»، هو اختطاف بعض قيادات الأنظمة الساقطة، بانتهازيَّة، للثورة، وركوبهم موجتها بانتهازيَّة مدهشة!!
أبرز نموذج يمثِّله وزير الخارجيَّة الأسبق في نظام «القذافي» ومندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة «عبد الرحمن شلقم». السيد «شلقم» ذرف دموع التماسيح وهو يلقي خطاب ليبيا في جلسة العقوبات بمجلس الأمن، ووصف القذافي ب (السفَّاح)!!
«شلقم» سفاح صغير في نظام السفاح الأعظم.. ولا يحقُّ له الحديث عن الثورات، ولا يشبهه مشهد ذرف الدموع، فقد شارك بفاعليَّة في نظام العقيد لنحو (42) عاماً، بل كان صديق طفولته المقرَّب!!
{ بالتأكيد.. القوى الدوليَّة، وعلى رأسها «الولايات المتحدة»، تستغل أمثال «شلقم» في ليبيا، و«فؤاد المبنزع» و«الغنوشي» في تونس، وبعض أعضاء المجلس العسكري.. و«البرادعي» و«أيمن نور» في مصر.. (لتوجيه) الثورات في تلك البلدان، فلا تنال الشعوب سوى شرف الخروج.. ونزف الدماء.. والنتيجة النهائيَّة: ثورات لأغراض (محليَّة جداً).. أمَّا السياسة الخارجيَّة، فلا (انقلاب) عليها.. سياسة أمريكيَّة (ميَّة الميَّة)!! والدليل على ذلك أن مدير معبر «رفح» الفلسطيني، على حدود مصر مع قطاع «غزة»، قال «أمس الأول» للوكالات إن المعبر مازال مغلقاً في وجه الفلسطينيين بحالاتهم الإنسانيَّة الحرجة!! بل إن السلطات المصريَّة شدَّدت في إجراءاتها - حسب المدير - أكثر ممَّا كان في عهد الرئيس «مبارك»!! وبرضو تقول لي (إصلاح) من (جامع الجريف) يا «مكي المغربي»؟! بالمناسبة «مكي المغربي» كان (أنصار سنة) ثم قَلَب (مؤتمر وطني).. ومرَّة (صحفي) ومرَّة (إمام جامع).. أثبت ليك على حاجة يا مغربي!!
{ إنَّ الشعب السوداني يعرف (نوع) و(كم) الإصلاح الذي يريده.. والأمر لا يحتاج إلى استدعاء نماذج (غير ناضجة) من الدول المجاورة.. فهذا الشعب هو المعلِّم.. هو مفجِّر الثورات.
{ وللمضي قُدماً في (الإصلاح السوداني) لا يحتاج الرئيس البشير إلى إنشاء (مفوضيَّة لمحاربة الفساد)، فما هذا إلى (ترهُّل) إضافي لمؤسَّسات الدولة، وصرف زائد على واجهة لا داعي لها، ما دامت هناك وزارة عدل.. وقضاء.. ونيابة للثراء الحرام والمشبوه.. وللمال العام.. وديوان للمراجع العام.. (يعني إنتو حاكمتوا الحدَّدهم ليكم المراجع العام بالأسماء والأرقام والجهات.. عشان تعملوا مفوضيَّة للفساد)؟!
{ وبعدين دكتور «أبو قناية» ده ما «عمر بن عبد العزيز»، ولكنه كان موظفاً في وزارة الماليَّة.. يتلقَّى التعليمات من الوزراء.. ومن رئاسة الجمهوريَّة.. يعني ح يعمل شنو أكثر من العملو المراجع العام (السابق) و(الحالي)؟!
كفاية قصص.. ومفوضيات.. و(جرجرة).
{ واحدة من مؤشرات إثبات الجديَّة في (الإصلاح).. أنَّ الكثير من الناس - خاصَّة المزارعين - لا يتوقَّعون تعيين د. «عبد الحليم المتعافي» في الحكومة القادمة.. لا وزيراً للزراعة.. ولا السياحة.. ولا مسؤولاً حكوميَّاً على الإطلاق.
«المتعافي» يتجرَّأ على الشعب.. ويظن أن (الجُرأة) وحدها كافية لإثبات النزاهة، عندما يقول: (يعني عشان عيَّنوني وزير أخلِّي مزرعتي؟)!!
{ وقبلها قال أيَّام حكمه والياً على «الخرطوم» كلاماً مشابهاً: (يعني عشان أنا والي أخلِّي تجارتي؟!!).
{ يجب أن يغادر «المتعافي» و(أمثاله) من الوزراء والولاة والمعتمدين والمديرين والأمناء العامِّين مقاعد المسؤوليَّة - عاجلاً غير أجل - حتَّى يتفرَّغوا لمزارعهم وتجارتهم و(حوَّاء السودان) ولاَّدة.
{ أرجو أن نستفيد من (الثورات) العربيَّة - على بدائيِّتها وعدم نضوجها - وندرس أسباب انفجارها.
{ وأرجو أن ننتبه جيداً إلى أن نموذج (الوزير إمبراطور صناعة الحديد) في مصر «أحمد عز» ومجموعته.. هم الذين (سقَّطوا حجر) الرئيس «مبارك» وابنه «جمال»!!
{ نريد وزراء في الحكومة القادمة من الذين لا يملكون شركات ولا مزارع.. وزراء كادحين يشبهون «السموأل خلف الله القريش»، ولأنَّ السلطة فتنة، فما أن يبلغ «السموأل» مرحلة امتلاك الشركات والمزارع، حتى تتم إقالته فوراً، ليأتي محله آخر يبدأ معنا من «الصفر»، ويكتفي بما آتاه الله من رزق قبل دخوله الوزارة بدقيقة واحدة.
{ هذا هو (الإصلاح الحكومي) الذي نريده.
{ أما الإصلاح (السياسي)، ففي حزب (المؤتمر الوطني) يجب الانفتاح على المزيد من الشورى والاستماع والعمل بآراء الناقدين المصلحين - لا تسفيههم - وهو الطريق الصحيح، ثمَّ الأهم أن يستقيل الرئيس «البشير» من رئاسة الحزب.. ليصبح (رئيساً قومياً)، على أن تجرى انتخابات عامة بعد (عاميْن) من الآن، وهي فترة كافية للأحزاب للاستعداد وترتيب بيوتها (الخرِبة) من الداخل.
{ أن يعلم الجميع أن هناك انتخابات بعد (عاميْن) فقط - أجل البرلمان ينتهي أصلاً بعد (3) سنوات - فإنَّ في هذا المقترح (منحة) و(تنازلاً) و(جديَّة) من (المؤتمر الوطني) والرئيس البشير، في مواجهة طرح الأحزاب (المتعنِّتة)، مثل (المؤتمر الشعبي)، المطالبة بإقالة النظام فوراً.
{ أن نعلم أن الانتخابات (بعد عامين) أفضل من ألاَّ نعلم - جميعاً - ماذا.. ومتى ستحمل لنا (رياح الفوضى) من مصر وتونس وليبيا؟ تنازلوا.. ولا داعي للمكابرة.. والعاقل من اتَّعظ بغيره.
{ الشاعر السوداني (الهرم) «هاشم صديق» أشاد بكاتبات «الأهرام اليوم»: «مشاعر عبد الكريم»، «داليا الياس» و«أم وضاح»، وأثنى على الأخيرة وقال (إنها سيِّدة محترمة). أرجو أن تنتبه «أم وضاح» لهذا التوصيف وهذه الشهادة العظيمة.. وتخلِّينا شويَّة من حكاية «طه سليمان».. «طه» لا يستحق كل هذا الثناء إذا لم يتوقَّف عن ترديد «سنتر الخرطوم» وشقيقاتها.
«هاشم صديق» أشاد كثيراً أيضاً ب «داليا الياس»، وهو لا يعلم أنَّها شاعرة مجيدة، اكتشفتها ذات يوم باهر عند زيارتها لي بمكاتب (آخر لحظة). (يا مصطفى البطل سجِّل الاكتشاف ده برضو).
{ سمعتُ «داليا» وقد كتبت شعراً في زوجها الشاب الرقيق «زهير عبد الفضيل».. سمعتها عبر أثير الإذاعة الطبية تقول له:
يا زول من مافي
زول من فوق
يا زول تلغيني
تعيد تكويني
في قالب معنى
وقالب فرحة
زول.. زي نفحة
بسمة عريضة
وروح منشرحة..
{ يا سلام يا داليا.. يا سلام.. أرجو أن أوجِّه عناية المطربين الشباب «طه» أحمد، حسين الصادق، وغيرهم، بأن ينهلوا من معين «داليا الياس» ويخلُّونا من (المسدسات.. ومهند ونور)!!
{ أمَّا عن «مشاعر عبد الكريم»، فقال «هاشم صديق» إنَّه قرأ لها قبل سنوات، ولكنَّه يرى أن (الأهرام اليوم) قدَّمتها (بشكل مختلف).. مشاعر ممثِّلة.. وأديبة وفيلسوفة.. شكراً هاشم صديق.. شكراً سيِّدات (الأهرام اليوم)، ولا ننسى «رقية أبو شوك» و«إنعام عامر» و«إخلاص النو» وزميلاتهن.
{ وفي مقام السيِّدات نتوقَّف في محراب الأديبة العربيَّة العالميَّة السامقة.. الجزائريَّة «أحلام مستغانمي»، التي أكرمتني بموافقتها - عبر اتصال هاتفي قُبيْل صدور (الأهرام اليوم) - على نشر مقالاتها من كتابها (قلوبهم معانا.. وقنابلهم علينا).. ثم نشرنا (نسيان com). السيدة «أحلام» هاتفتني أمس الأول وأبلغتها بنفاد مقالاتها طرفنا، وأنَّنا سنتوقَّف عن نشر (المكرَّرة) منها.. «أحلام» لم تتقاضَ قرشاً من «الأهرام اليوم»، وقالت (إن ما نشرناه هو عربون محبة وإكرام للشعب السوداني المثقف). لها التحيَّة والتجلًّة.. ومليار شكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.