مصر لم تتراجع عن الدعوى ضد إسرائيل في العدل الدولية    حملة لحذف منشورات "تمجيد المال" في الصين    أمجد فريد الطيب يكتب: سيناريوهات إنهاء الحرب في السودان    زلزال في إثيوبيا.. انهيار سد النهضة سيكون بمثابة طوفان علي السودان    ماذا بعد انتخاب رئيس تشاد؟    يس علي يس يكتب: الاستقالات.. خدمة ونس..!!    500 عربة قتالية بجنودها علي مشارف الفاشر لدحر عصابات التمرد.. أكثر من 100 من المكونات القبلية والعشائرية تواثقت    مبعوث أمريكا إلى السودان: سنستخدم العقوبات بنظام " أسلوب في صندوق كبير"    قيادي بالمؤتمر الشعبي يعلّق على"اتّفاق جوبا" ويحذّر    (ابناء باب سويقة في أختبار أهلي القرن)    عصار الكمر تبدع في تكريم عصام الدحيش    عبد الفضيل الماظ (1924) ومحمد أحمد الريح في يوليو 1971: دايراك يوم لقا بدميك اتوشح    قصة أغرب من الخيال لجزائرية أخفت حملها عن زوجها عند الطلاق!    الهلال يتعادل مع النصر بضربة جزاء في الوقت بدل الضائع    كيف دشن الطوفان نظاماً عالمياً بديلاً؟    محمد الشناوي: علي معلول لم يعد تونسياً .. والأهلي لا يخشى جمهور الترجي    مطالبة بتشديد الرقابة على المكملات الغذائية    السودان..الكشف عن أسباب انقلاب عربة قائد كتيبة البراء    شاهد بالصورة والفيديو.. حسناء سودانية تخطف قلوب المتابعين وهي تستعرض جمالها ب(الكاكي) الخاص بالجيش وتعلن دعمها للقوات المسلحة ومتابعون: (التحية لأخوات نسيبة)    شاهد بالصورة والفيديو.. "المعاناة تولد الإبداع" بعد انقطاع الماء والكهرباء.. سوداني ينجح في استخراج مياه الشرب مستخدماً "العجلة" كموتور كهرباء    بالفيديو.. شاهد رد سوداني يعمل "راعي" في السعودية على أهل قريته عندما أرسلوا له يطلبون منه شراء حافلة "روزا" لهم    برشلونة يسابق الزمن لحسم خليفة تشافي    البرازيل تستضيف مونديال السيدات 2027    مدير الإدارة العامة للمرور يشيد بنافذتي المتمة والقضارف لضبطهما إجراءات ترخيص عدد (2) مركبة مسروقة    منتخبنا فاقد للصلاحية؟؟    قيادي سابق ببنك السودان يطالب بصندوق تعويضي لمنهوبات المصارف    شاهد بالصورة.. (سالي عثمان) قصة إعلامية ومذيعة سودانية حسناء أهلها من (مروي الباسا) وولدت في الجزيرة ودرست بمصر    آفاق الهجوم الروسي الجديد    كيف يتم تهريب محاصيل الجزيرة من تمبول إلي أسواق محلية حلفا الجديدة ؟!    شبكة إجرامية متخصصة في تزوير المستندات والمكاتبات الرسمية الخاصة بوزارة التجارة الخارجية    إنشاء "مصفاة جديدة للذهب"... هل يغير من الوضع السياسي والاقتصادي في السودان؟    سعر الريال السعودي مقابل الجنيه السوداني في الموازي ليوم الأربعاء    وسط توترات بشأن رفح.. مسؤول أميركي يعتزم إجراء محادثات بالسعودية وإسرائيل    "تسونامي" الذكاء الاصطناعي يضرب الوظائف حول العالم.. ما وضع المنطقة العربية؟    شاهد بالصورة.. حسناء السوشيال ميديا "لوشي" تنعي جوان الخطيب بعبارات مؤثرة: (حمودي دا حته من قلبي وياريت لو بتعرفوه زي ما أنا بعرفه ولا بتشوفوه بعيوني.. البعملو في السر مازي الظاهر ليكم)    حتي لا يصبح جوان الخطيبي قدوة    5 طرق للتخلص من "إدمان" الخلوي في السرير    انعقاد ورشة عمل لتأهيل القطاع الصناعي في السودان بالقاهرة    أسامه عبدالماجد: هدية الى جبريل و(القحاتة)    "المايونيز" وراء التسمم الجماعي بأحد مطاعم الرياض    محمد وداعة يكتب: ميثاق السودان ..الاقتصاد و معاش الناس    تأهب في السعودية بسبب مرض خطير    باحث مصري: قصة موسى والبحر خاطئة والنبي إدريس هو أوزوريس    الفيلم السوداني وداعا جوليا يفتتح مهرجان مالمو للسينما في السويد    بنقرة واحدة صار بإمكانك تحويل أي نص إلى فيديو.. تعرف إلى Vidu    أصحاب هواتف آيفون يواجهون مشاكل مع حساب آبل    كيف يُسهم الشخير في فقدان الأسنان؟    هنيدي ومحمد رمضان ويوسف الشريف في عزاء والدة كريم عبد العزيز    أسترازينيكا تبدأ سحب لقاح كوفيد-19 عالمياً    تنكُر يوقع هارباً في قبضة الشرطة بفلوريدا – صورة    معتصم اقرع: حرمة الموت وحقوق الجسد الحي    يس علي يس يكتب: السودان في قلب الإمارات..!!    يسرقان مجوهرات امرأة في وضح النهار بالتنويم المغناطيسي    بعد عام من تهجير السكان.. كيف تبدو الخرطوم؟!    العقاد والمسيح والحب    أمس حبيت راسك!    جريمة مروّعة تهزّ السودانيين والمصريين    بالصور.. مباحث عطبرة تداهم منزل أحد أخطر معتادي الإجرام وتلقي عليه القبض بعد مقاومة وتضبط بحوزته مسروقات وكمية كبيرة من مخدر الآيس    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



من وحي (الثورات) العربيَّة .. مفارقات .. قصص وحكايات
نشر في الأهرام اليوم يوم 05 - 03 - 2011

(ميدان التحرير).. هيستريا المظاهرات في مصر.. (فسحة) و(ميك أب)!! @@ «القذَّافي» يذبح شعبه.. ويطلق (النكات)!! أين أنت يا عادل إمام؟ @@ لماذا لا يغادر «المتعافي» الوزارة ليتفرَّغ لمزارعه وشركاته؟! @@ «الترابي» قال لي: جماعتك ديل بخافوا من «القذافي»!!
{ أتعجَّب أشدَّ العجب لما يحدث في (ميدان التحرير) بالقاهرة، فالإخوة الثوار المصريُّون لم يكفُّوا بعد عن التجمهُر والاحتشاد (كل جمعة) بالميدان، وصار الأمر وكأنَّه (موضة) أو (تقليعة) مصريَّة جديدة!!
فقد طالب المتظاهرون برحيل الرئيس «مبارك»، فرحل، وطالبوا برحيل «عمر سليمان» فلحق برئيسه، وطالبوا بتعديل الدستور فكان لهم، وطالبوا بقيام الانتخابات الرئاسيَّة والبرلمانيَّة، والمجلس العسكري أكد أنَّها ستقوم خلال أشهر، ثم طالبوا الجمعة الفائتة برحيل رئيس الوزراء «أحمد شفيق»، مع أن الكثير من الصفوة في مصر كانوا يظنُّون به خيراً، فرحل «شفيق» بعد أن قدَّم استقالته.
المجلس الأعلى للقوَّات المسلحة، كلَّف وزير النقل الأسبق في حكومة «أحمد نظيف»، التابعة لسلطة الرئيس «مبارك»، المهندس «عصام شرف»، بتشكيل حكومة جديدة (مؤقَّتة).
{ المتظاهرون في (التحرير) حملوا «عصام شرف» على الأعناق، بعد أن أدَّى القسم في الميدان أمام (الثُوَّار)، وقال إن شرعيَّته يستمدَّها من (الشعب)!!
{ أفادني زملاء صحفيُّون مصريُّون أنَّ الخروج إلى (ميدان التحرير) أصبح برنامجاً للعائلات.. و(الشباب) و(الشابات) بكامل «الميك أب» طبعاً..!!
{ هيستريا المظاهرات في مصر.. امتدَّت إلى الحدود (الليبيَّة - التونسيَّة)، حيث بثَّت إحدى الفضائيَّات تقريراً رصد مظاهرة نظَّمها آلاف «المصريين» الفارِّين من ليبيا. في التقرير صرخ أحدهم متوعِّداً: (الحكومة المصريَّة فاشلة.. مش عارفة ترحِّلنا لحدِّي دي الوقت.. احنا ح نروح من هنا على طول.. على ميدان التحرير وح نغيَّر الحكومة)!!
{ مراسلتنا في «مصر»، الأستاذة «صباح موسى»، حكت لي أنَّ حرَّاساً تابعين لشركة أمنيَّة يحرسون «بنكاً» في القاهرة.. تظاهروا أمام البنك مطالبين بتثبيتهم في وظائف بالبنك!!
{ موظَّفون بشركة «إمبي» للبترول، الكائنة بمدينة نصر بالقاهرة، تظاهروا أيضاً أمام الشركة مطالبين بزيادة أجورهم، مع أنَّهم يتلقُّون أعلى رواتب في مصر. إحدى السيدات سألت أحدهم: (هو أنت بتاخد كم في الشهر)؟ أجابها: (خمسة آلاف جنيه.. بس عايز سبعة)!! ردَّت عليه «الست»: (يا شيخ.. إتنيِّل.. ده في ناس بتاخد ميتين جنيه ومش لاقية تاكل)!!
{ إذا استمرَّ المجلس الأعلى للقوات المسلَّحة في مصر، بقيادة وزير الدفاع السابق في حكومة «مبارك» المشير «طنطاوي»، رقيقاً إلى هذا الحد.. فستصبح «مصر» مسرحاً عبثيَّاً للفوضى.. لا نهاية لفصول مسرحيَّاته.
{ الاقتصاد المصري يتعرَّض لانهيار مستمر.. يوماً بعد يوم، في ظل توالي (جُمْعات التحرير).. فقد ارتفع سعر الدولار، وهبطت أسعار إيجارات الشقق من ثلاثمائة جنيه في اليوم إلى «سبعين جنيهاً».. بعد أن هرب السيَّاح (العرب) و(الأجانب) ولن يعودوا قريباً..
{ أخشى أن يطالب المتظاهرون الجمعة القادمة برحيل «أبو الهول».. (لأنَّه طوَّل)..!! فيستجيب لهم المجلس العسكري.. واتفرَّج يا عادل إمام..!! هو انت رحت فين يا راجل؟!
{ أنا سعيد جداً برحيل السيِّد «أحمد أبو الغيط»، وزير الخارجيَّة المصري، ضمن حكومة «شفيق». في تقديري أنَّ «أبو الغيط» - مع احترامي الشديد للسفير المصري بالخرطوم الدبلوماسي المهذَّب عبد الغفار الديب والقنصل العام النشط معتز مصطفى كامل - «أبو الغيط» كان أفشل وزير خارجيَّة في تاريخ مصر الحديث!! وفي الذاكرة قصَّته مع وزيرة خارجيَّة إسرائيل السابقة «تسيبي ليڤني» التي توعَّدت الفلسطينيين في «غزة» في مؤتمر صحفي شهير مشترك مع «أبو الغيط»، قالت فيه عبارتها الشهيرة: (enough is enough).. أبو الغيط قال في ذات المؤتمر بشرم الشيخ إن الوزيرة أكَّدت لهم أنَّ اسرائيل (لن تضرب غزة). وبعد أسبوع واحد فقط قصفت إسرائيل غزة بالطائرات وقتلت المئات، في العدوان الإجرامي الشهير عام 2008، وعندما سأله الصحفيون أيَّام حرب غزة: (ألم تقل إن الوزيرة «ليڤني» أكدت أنهم لن يعتدوا على غزة)؟! قال: (هي الست دي قالت كده.. إحنا ح نعملَّها إيه يعني؟!!).
أبو الغيط (قزم) أمام عمالقة الخارجيَّة المصريَّة، من عهد «عبد الناصر» إلى زمن «مبارك».. أمثال «محمود فوزي».. و«محمود رياض».. والعظيميْن «محمد إبراهيم كامل» وإسماعيل فهمي»، اللذين قدَّما استقالتيهما للسادت اعتراضاً على بنود في اتفاقيَّة «كامب ديڤيد» في عقد السبعينيَّات من القرن المنصرم.. مروراً بالسيِّد «بطرس غالي» وانتهاءً ب «عمرو موسى».
{ بمناسبة «عمرو موسى»، فهو مرشَّح لانتخابات رئاسة الجمهوريَّة القادمة في مواجهة آخرين، ربما يكون من بينهم «البرادعي»، رغم أن التعديلات الدستوريَّة ليست في صالحه، لأنَّه متزوج من (أجنبيَّة)، وكذلك العالم «أحمد زويل» متزوج من سوريَّة، بالإضافة إلى رئيس حزب (الغد) «أيمن نور»، ورئيس حزب (الكرامة) «حمدين الصباحي».
ولا شك في أنَّ الفنان الشعبي العجيب «شعبان عبد الرحيم» سيساند حملة «عمرو موسى» ويردِّد خلالها أغنيته الشهيرة: (أنا بحب عمرو موسى.. وبكره اسرائيل.. وبكره اسرائيل (آييييييه)!!
{ العقيد «معمَّر القذافي» يقدِّم هذه الأيام فاصلاً من (النكات) تفوَّق به على «عادل إمام»، وذلك على هامش (المذابح) التي ارتكبها ضد الشعب الليبي. «القذافي» قال لقناة «أيه. بي. سي» وهو يضحك: (لماذا أغادر ليبيا..؟! الشعب يحبُّني.. سيقاتل من أجلي.. they love me all).
{ ولأنَّ الشعب الليبي يحبُّ «القذافي» جداً، فقد بادله الحب بقتل أكثر من (5) آلاف مواطن ليبي وجرح الآلاف!!
{ سألت الشيخ «حسن الترابي» عند تقديمه واجب العزاء في وفاة (أستاذ الأجيال) محمود أبو العزائم، رحمه الله، بالثورة الحارة الأولى - وهو أستاذ الأجيال حقاً رغم أنف الأستاذ محمد خير البدوي - سألت الترابي، وكان ذلك على أيام غزوة أم درمان بواسطة قوات العدل والمساواة في مايو 2008م عن الدور التشادي في العملية.. فابتسم ابتسامته الثعلبية وقال لي: (تشاد وللاَّ.. ليبيا؟! جماعتك ديل يخافوا من «القذافي»)!!
كتبتُ حواري مع الترابي في زاويتي ب (آخر لحظة) لكن الرقابة (الأمنية) القبْلية اعتدت عليه ومنعته من النشر! صدق «الترابي».. الغريبة أن (جماعتي) ديل مش بخافوا من «القذافي» وبس.. يا أخي ديل بخافوا من «مالك عقار»!! حاجة غريبة!!
{ سيدي أحمد إبراهيم الطاهر رئيس البرلمان: ما هذا الذي فعلته بإعلانك إنهاء خدمة نواب الجنوب في البرلمان (مكسِّراً) قرار مؤسسة الرئاسة؟! بصراحة.. قصدك تحرج منو؟ سلفاكير.. وللاَّ الرئيس.. وللاَّ علي عثمان..؟! وللاَّ يمكن أتيم قرنق؟!
{ أكثر ما يحيِّرني في ثورات «تونس» و«مصر» و«ليبيا»، هو اختطاف بعض قيادات الأنظمة الساقطة، بانتهازيَّة، للثورة، وركوبهم موجتها بانتهازيَّة مدهشة!!
أبرز نموذج يمثِّله وزير الخارجيَّة الأسبق في نظام «القذافي» ومندوبه الدائم لدى الأمم المتحدة «عبد الرحمن شلقم». السيد «شلقم» ذرف دموع التماسيح وهو يلقي خطاب ليبيا في جلسة العقوبات بمجلس الأمن، ووصف القذافي ب (السفَّاح)!!
«شلقم» سفاح صغير في نظام السفاح الأعظم.. ولا يحقُّ له الحديث عن الثورات، ولا يشبهه مشهد ذرف الدموع، فقد شارك بفاعليَّة في نظام العقيد لنحو (42) عاماً، بل كان صديق طفولته المقرَّب!!
{ بالتأكيد.. القوى الدوليَّة، وعلى رأسها «الولايات المتحدة»، تستغل أمثال «شلقم» في ليبيا، و«فؤاد المبنزع» و«الغنوشي» في تونس، وبعض أعضاء المجلس العسكري.. و«البرادعي» و«أيمن نور» في مصر.. (لتوجيه) الثورات في تلك البلدان، فلا تنال الشعوب سوى شرف الخروج.. ونزف الدماء.. والنتيجة النهائيَّة: ثورات لأغراض (محليَّة جداً).. أمَّا السياسة الخارجيَّة، فلا (انقلاب) عليها.. سياسة أمريكيَّة (ميَّة الميَّة)!! والدليل على ذلك أن مدير معبر «رفح» الفلسطيني، على حدود مصر مع قطاع «غزة»، قال «أمس الأول» للوكالات إن المعبر مازال مغلقاً في وجه الفلسطينيين بحالاتهم الإنسانيَّة الحرجة!! بل إن السلطات المصريَّة شدَّدت في إجراءاتها - حسب المدير - أكثر ممَّا كان في عهد الرئيس «مبارك»!! وبرضو تقول لي (إصلاح) من (جامع الجريف) يا «مكي المغربي»؟! بالمناسبة «مكي المغربي» كان (أنصار سنة) ثم قَلَب (مؤتمر وطني).. ومرَّة (صحفي) ومرَّة (إمام جامع).. أثبت ليك على حاجة يا مغربي!!
{ إنَّ الشعب السوداني يعرف (نوع) و(كم) الإصلاح الذي يريده.. والأمر لا يحتاج إلى استدعاء نماذج (غير ناضجة) من الدول المجاورة.. فهذا الشعب هو المعلِّم.. هو مفجِّر الثورات.
{ وللمضي قُدماً في (الإصلاح السوداني) لا يحتاج الرئيس البشير إلى إنشاء (مفوضيَّة لمحاربة الفساد)، فما هذا إلى (ترهُّل) إضافي لمؤسَّسات الدولة، وصرف زائد على واجهة لا داعي لها، ما دامت هناك وزارة عدل.. وقضاء.. ونيابة للثراء الحرام والمشبوه.. وللمال العام.. وديوان للمراجع العام.. (يعني إنتو حاكمتوا الحدَّدهم ليكم المراجع العام بالأسماء والأرقام والجهات.. عشان تعملوا مفوضيَّة للفساد)؟!
{ وبعدين دكتور «أبو قناية» ده ما «عمر بن عبد العزيز»، ولكنه كان موظفاً في وزارة الماليَّة.. يتلقَّى التعليمات من الوزراء.. ومن رئاسة الجمهوريَّة.. يعني ح يعمل شنو أكثر من العملو المراجع العام (السابق) و(الحالي)؟!
كفاية قصص.. ومفوضيات.. و(جرجرة).
{ واحدة من مؤشرات إثبات الجديَّة في (الإصلاح).. أنَّ الكثير من الناس - خاصَّة المزارعين - لا يتوقَّعون تعيين د. «عبد الحليم المتعافي» في الحكومة القادمة.. لا وزيراً للزراعة.. ولا السياحة.. ولا مسؤولاً حكوميَّاً على الإطلاق.
«المتعافي» يتجرَّأ على الشعب.. ويظن أن (الجُرأة) وحدها كافية لإثبات النزاهة، عندما يقول: (يعني عشان عيَّنوني وزير أخلِّي مزرعتي؟)!!
{ وقبلها قال أيَّام حكمه والياً على «الخرطوم» كلاماً مشابهاً: (يعني عشان أنا والي أخلِّي تجارتي؟!!).
{ يجب أن يغادر «المتعافي» و(أمثاله) من الوزراء والولاة والمعتمدين والمديرين والأمناء العامِّين مقاعد المسؤوليَّة - عاجلاً غير أجل - حتَّى يتفرَّغوا لمزارعهم وتجارتهم و(حوَّاء السودان) ولاَّدة.
{ أرجو أن نستفيد من (الثورات) العربيَّة - على بدائيِّتها وعدم نضوجها - وندرس أسباب انفجارها.
{ وأرجو أن ننتبه جيداً إلى أن نموذج (الوزير إمبراطور صناعة الحديد) في مصر «أحمد عز» ومجموعته.. هم الذين (سقَّطوا حجر) الرئيس «مبارك» وابنه «جمال»!!
{ نريد وزراء في الحكومة القادمة من الذين لا يملكون شركات ولا مزارع.. وزراء كادحين يشبهون «السموأل خلف الله القريش»، ولأنَّ السلطة فتنة، فما أن يبلغ «السموأل» مرحلة امتلاك الشركات والمزارع، حتى تتم إقالته فوراً، ليأتي محله آخر يبدأ معنا من «الصفر»، ويكتفي بما آتاه الله من رزق قبل دخوله الوزارة بدقيقة واحدة.
{ هذا هو (الإصلاح الحكومي) الذي نريده.
{ أما الإصلاح (السياسي)، ففي حزب (المؤتمر الوطني) يجب الانفتاح على المزيد من الشورى والاستماع والعمل بآراء الناقدين المصلحين - لا تسفيههم - وهو الطريق الصحيح، ثمَّ الأهم أن يستقيل الرئيس «البشير» من رئاسة الحزب.. ليصبح (رئيساً قومياً)، على أن تجرى انتخابات عامة بعد (عاميْن) من الآن، وهي فترة كافية للأحزاب للاستعداد وترتيب بيوتها (الخرِبة) من الداخل.
{ أن يعلم الجميع أن هناك انتخابات بعد (عاميْن) فقط - أجل البرلمان ينتهي أصلاً بعد (3) سنوات - فإنَّ في هذا المقترح (منحة) و(تنازلاً) و(جديَّة) من (المؤتمر الوطني) والرئيس البشير، في مواجهة طرح الأحزاب (المتعنِّتة)، مثل (المؤتمر الشعبي)، المطالبة بإقالة النظام فوراً.
{ أن نعلم أن الانتخابات (بعد عامين) أفضل من ألاَّ نعلم - جميعاً - ماذا.. ومتى ستحمل لنا (رياح الفوضى) من مصر وتونس وليبيا؟ تنازلوا.. ولا داعي للمكابرة.. والعاقل من اتَّعظ بغيره.
{ الشاعر السوداني (الهرم) «هاشم صديق» أشاد بكاتبات «الأهرام اليوم»: «مشاعر عبد الكريم»، «داليا الياس» و«أم وضاح»، وأثنى على الأخيرة وقال (إنها سيِّدة محترمة). أرجو أن تنتبه «أم وضاح» لهذا التوصيف وهذه الشهادة العظيمة.. وتخلِّينا شويَّة من حكاية «طه سليمان».. «طه» لا يستحق كل هذا الثناء إذا لم يتوقَّف عن ترديد «سنتر الخرطوم» وشقيقاتها.
«هاشم صديق» أشاد كثيراً أيضاً ب «داليا الياس»، وهو لا يعلم أنَّها شاعرة مجيدة، اكتشفتها ذات يوم باهر عند زيارتها لي بمكاتب (آخر لحظة). (يا مصطفى البطل سجِّل الاكتشاف ده برضو).
{ سمعتُ «داليا» وقد كتبت شعراً في زوجها الشاب الرقيق «زهير عبد الفضيل».. سمعتها عبر أثير الإذاعة الطبية تقول له:
يا زول من مافي
زول من فوق
يا زول تلغيني
تعيد تكويني
في قالب معنى
وقالب فرحة
زول.. زي نفحة
بسمة عريضة
وروح منشرحة..
{ يا سلام يا داليا.. يا سلام.. أرجو أن أوجِّه عناية المطربين الشباب «طه» أحمد، حسين الصادق، وغيرهم، بأن ينهلوا من معين «داليا الياس» ويخلُّونا من (المسدسات.. ومهند ونور)!!
{ أمَّا عن «مشاعر عبد الكريم»، فقال «هاشم صديق» إنَّه قرأ لها قبل سنوات، ولكنَّه يرى أن (الأهرام اليوم) قدَّمتها (بشكل مختلف).. مشاعر ممثِّلة.. وأديبة وفيلسوفة.. شكراً هاشم صديق.. شكراً سيِّدات (الأهرام اليوم)، ولا ننسى «رقية أبو شوك» و«إنعام عامر» و«إخلاص النو» وزميلاتهن.
{ وفي مقام السيِّدات نتوقَّف في محراب الأديبة العربيَّة العالميَّة السامقة.. الجزائريَّة «أحلام مستغانمي»، التي أكرمتني بموافقتها - عبر اتصال هاتفي قُبيْل صدور (الأهرام اليوم) - على نشر مقالاتها من كتابها (قلوبهم معانا.. وقنابلهم علينا).. ثم نشرنا (نسيان com). السيدة «أحلام» هاتفتني أمس الأول وأبلغتها بنفاد مقالاتها طرفنا، وأنَّنا سنتوقَّف عن نشر (المكرَّرة) منها.. «أحلام» لم تتقاضَ قرشاً من «الأهرام اليوم»، وقالت (إن ما نشرناه هو عربون محبة وإكرام للشعب السوداني المثقف). لها التحيَّة والتجلًّة.. ومليار شكر.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.