{ وصلتني نسخة أنيقة وفخمة من كتاب «دليل سلامة ووقاية الأطفال بالمنزل» الصادر من الإدارة العامة للدفاع المدني ضمن سلسلة الوقاية والسلامة وبإعداد ضافٍ من المقدم شرطة مهندس «بدر الدين منصور خليل»، وكل هذا كان كافياً ليستحوذ الكتاب على جُل اهتمامي نسبةً لأهمية الموضوع بالنسبة لي شخصياً كأُم، باعتبار أن سلامة ووقاية الأطفال في المنزل من أهم وأبرز واجبات الأمهات في المقام الأول، بالإضافة إلى كون الكتاب يحمل بين طيَّاته معلومات دقيقة وثرَّة ومدهشة أشعرتني فعلاً بعدم معرفتي بالعديد من المخاطر التي - على بساطتها - تشكل واقعاً مخيفاً على أبنائي. { والحقيقة أنني حاولت أن ألخِّص أهم وأبرز ما جاء في الكتاب لأطرحه عليكم تعميماً للفائدة فأعجزني الأمر؛ لأن محتوياته عبارة عن سلسلة متصلة منفصلة من الوقائع والإرشادات التفصيلية لا يصلح معها الحذف أو الاختصار، وهذا يجعلني أدعو جميع الأسر، لا سيما الأمهات، إلى الاجتهاد في الاطلاع على هذا المخطوط النادر الذي أتمنى أن يكون متاحاً بالمكتبات العامة وإلا فإنني أناشد الإدارة العامة للدفاع المدني بتعميمه تحقيقاً لرسالتها الخالدة حماية الأرواح والممتلكات. { وقد ورد في الكتاب تناول موضوعي لكافة أنواع المخاطر التي يمكن أن يتعرض لها أبناؤنا على مختلف مراحلهم العمرية ابتداءً من الشهور الأولى أو ما دون سن الإدراك وحتى عمر الثانية عشرة حيث يمكن للطفل أن يكون على قدر من الوعي والاستعداد لتقبُّل الإرشاد، بالإضافة إلى اهتمام خاص بالأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة وكيفية تنمية وتطوير الوعي الوقائي لدى جميع الأطفال. { وأحسب أن معظمنا - كأُمهات - يعلم حجم الأخطار التي تحيط بالطفل في فترة الحبو أو تعلم المشي، وهي مرحلة لا تخلو من الشد العصبي وتستدعي ضرورة الوعي والمراقبة اللصيقة لا سيما في ظل التوسع الأفقي في استخدام الأجهزة الكهربائية والنهضة العمرانية بما فيها من (دَرَج) و(منهولات) وأسطح وغيرها. { ويستعرض المقدم «بدر الدين» كافة المخاطر في هذه المرحلة وما يليها وبتفصيل محبَّب، بدءاً بالسلالم والنوافذ والكهرباء والأثاث والنيران والسوائل والمنظفات الكيماوية، مروراً بالحلويات الصلبة والأدوات القاطعة والمدببة والأوعية الزجاجية القابلة للكسر وحتى عبوات الأدوية واحتمالات الغرق ودخول الأماكن ذاتية الإغلاق، ...إلخ. إلى جانب ذلك يتضمَّن الكتاب كيفية حماية وسلامة الأطفال من المخاطر، خارج المنزل وداخله، بما فيها مخاطر جميع الأجهزة الكهربائية كلٌ على حدة، ومخاطر المطبخ، والتلوث، وحتى مناشط اللعب السباحة. { ويوضِّح الكتاب أيضاً أسهل وأنجع وسائل الإسعافات الأولية عند حدوث أي طارئ - لا قدَّر الله - وكيفية التصرف الهادئ السليم في جميع الأحوال سواء الرضوض أم الكسور أم النزيف، ويوجِّه إلى تدابير الوقاية والحماية ويورد حتى أرقام هواتف الطوارئ لعدد من الجهات المهمَّة والحساسة. من ناحية أخرى، يوجِّه الكتاب أنظارنا إلى مخاطر عصرية جديدة، منها مخاطر استخدام الأطفال للإنترنت وكيفية التعامل السليم معه ومع مقدمي الخدمة، علماً بأن المؤلف وضع في الحسبان ضرورة توعية الأطفال بما يجب مع منحهم الفرصة كاملة للمواكبة والتطور. { الكتاب من تقديم مدير الإدارة العامة للدفاع المدني؛ الفريق شرطة/ حمدنا الله آدم علي، في تأكيد واضح على حرص الإدارة التام على تأمين سلامة المواطنين بكافة الوسائل، علماً بأن من أبرز أدوار الدفاع المدني هو ذلك الدور التوعوي الذي يجنِّب الوطن والمواطن الكارثة قبل وقوعها، ومن ثَمَّ التحرك السريع لمعالجة الطوارئ وتدارك المخاطر حمايةً للأنفس والمال. وأخيراً، أحسب أن الكتاب جدير بالمطالعة وبه قفزة نوعية في تحقيق العمل الرسالي للشرطة عامةً والدفاع المدني خاصةً مما يستحق الإشادة والاحترام. { تلويح: «أطفالنا.. أكبادنا..» مع أمنياتنا لهم بدوام السلامة والصحة والأمان.