بمناسبة عيد الأم أستدعي من الذاكرة صورة (أمي) الحبيبة التي رحلت عن دنيانا وتركت جرحاً لا يندمل وحسرة في القلب وفراغاً لم ولن يملأه أحد سواها، ولم أجد أكثر تعبيراً عن حالة الخواء الذي أعانيه الآن بغيابها سوى ما قاله الشاعر العربي الكبير محمود درويش: أحنّ إلى خبز أمي و قهوة أمي ولمسة أمي وتكبر في الطفولة يوما على صدر يوم وأعشق عمري لأني إذا متّ.. أخجل من دمع أمي! خذيني إذا عدت يوما وشاحا لهدبك وغطّي عظامي بعشب تعمّد من طهر كعبك و شدّي وثاقي.. بخصلة شعر بخيط يلوّح في ذيل ثوبك.. القلم الصادق لا يكتب إرضاء لأحد، لكن من أجل الحقيقة التي قد تغضب الكثيرين أحياناً، أما القلم الذي يخاف وترتعد كلماته فسيظل منكسراً مذعوراً بلا صوت ولا حياة!! تلفزيون النيل الأزرق يبدو منفتحاً أكثر من التلفزيون القومي، وهذا لا علاقة له بالمبدعين في كلا الجهازين، ولكن سياسة إدارات ليس إلا.. إدارة التلفزيون القومي لا تمنح أي مرونة للمبدع بقدر ما تفرض جواً من التقليدية والجمود، بينما العكس في النيل الأزرق، فهي تنتهج سياسية الانفتاح وتمنح الضوء الأخضر لكل فكرة مبتكرة وثابة. الشاعر المبدع سيف الدين الدسوقي لماذا لا تتكفل الدولة بنفقات سفره خارج السودان من أجل تلقي العلاج على نحو ما يحدث عادة مع كل المبدعين خارج السودان. هناك مخرج شاب يتهرب من الأضواء ويعمل من خلف الكواليس رغم أنه وراء كل لمسات قناة النيل الأزرق الإبداعية، اسمه عادل حسن الياس. المذيع الكبير الفاتح الصباغ تحدث معي عن الإذاعة والتلفزيون والفرق بينهما، ولمست في حديثه حنيناً للإذاعة وتحسّست من نبرات صوته رغبة أكيدة ودفينة لمعانقة مايكرفون الإذاعة.. نأمل أن يقدم لنا نشرة الأخبار بالإذاعة بين فترة وأخرى. نميري حسين من الأصوات الجميلة التي وجدت الإشادة والتقدير من الجميع، وخاصة من عملاق الفن السوداني الموسيقار محمد وردي، ولكن للأسف تراجع إنتاجه الفني بصورة ملفتة للنظر، وأصبح لا وجود له على الساحة الفنية. لو كنت في مكان الفنان كمال ترباس لاحترفت النقد الفني بدلاً من الغناء، ترباس مطرب لكنه يطرب أكثر في إبداء رأيه في زملائه. خطاب حسن أحمد، يا صديقي أشتاق لأن أقرأ أو أشاهد حواراً طويلاً معك، بعد العودة من بلاد المهجر، فهل يجد اشتياقي هذا مساحة في دائرة تقديرك. الحظ أحياناً يخدم بعض اللا موهبين عبارة يمكن أن نضعها بجانب صورة عدد من الذين يطلق عليهم جزافاً فنانون!!