إخترتَ يومَ الهولِ يومَ وداع ونعاكَ في عصفِ الرياحِ الناعي مَنْ ماتَ في فزعِ القيامةِ لمْ يجدْ قدماً تُشيعُ أو حفاوةَ ساعِ.. مقطع من قصيدة نظمها أمير الشعراء أحمد شوقي رثاءً للأديب الكاتب المصري مصطفى لطفي المنفلوطي صاحب «النظرات» و«العبرات»...والخ. فقد مات الأديب في نفس اليوم الذي أُطلق فيه الرصاص في محطة باب الحديد بالقاهرة على زعيم مصر الكبير سعد زغلول مؤسس حزب الوفد المصري وأحد أبرز نجوم ثورة 1919م. لقد نجا سعد من محاولة الاغتيال وانشغلت أرض الكِنانة من أقصاها إلى أقصاها بمحاولة الاغتيال الفاشلة ونجاة سعد زغلول ولم يأبه أحد لوفاة الأديب المنفلوطي. وأجاد التعبير عن ذلك الشاعر الكبير أحمد شوقي بالبيتين السالف ذكرهما. ثم تكرر المشهد مع بعض الفوارق في سبتمبر 1970م، فقد توفي أكبر وأكثر الزعماء العرب تأثيراً ونفوذاً في الشارع العربي وهو الرئيس المصري جمال عبدالناصر، ومات في نفس الوقت الشاعر السوداني المعروف محمد محمد علي. وفي أبريل 2003م وبينما الدنيا كلها مشغولة بالحرب على العراق تم خضوع بغداد للاحتلال الأمريكي البريطاني وتبخّرت قوة جيشها الذي كان يوصف بأنه سادس أقوى جيش في العالم! وهرب الرئيس صدام والحرس الجمهوري وقادة حزب البعث العربي الإشتراكي... وإلخ، مات صديق منزول!، أحد أهم وأشهر لاعبي الهلال والمنتخب الوطني الذي كان اسمه في ذلك الوقت من الخمسينيات وأول الستينيات الأهلي السوداني. ولولا تلك الحرب لكان الإهتمام بوفاة الكابتن صديق منزول أكبر، فقد كان عنصراً فاعلاً في أن يجتذب الهلال إليه تشجيع ومحبة ملايين السودانيين. وتذكرت ذلك كله وأنا أقلِّب في الجرائد والمجلات والإذاعات والفضائيات ووكالات الأنباء ملاحقةً لأحدث أخبار العقيد معمر القذافي، وإذا بي أعرف أن الممثلة العالمية أليزابث تيلور ماتت، وسوف يحتفون هناك في أوروبا وفي الولاياتالمتحدةالأمريكية بوفاتها. أما هنا في هذه المنطقة من العالم وتحديداً في العالم العربي فإن الذي يشغل أكثر هو ما يجري في ليبيا. وقالت جريدة (ذي إنترناشونال هيرالد تربيون) عدد 23 مارس، إن الممثلة التي بهرت أجيالاً من رواد السينما بجمالها الفاحش، التي كان اسمها أحد أكثر الأسماء المرتبطة بهوليوود ماتت الأربعاء في لوس أنجيليس عن 79 عاماً. لقد كانت تيلور نجمة طوال حياتها وظهرت على الشاشة لأول مرة وعمرها 9 سنوات. إن عمرها الفني سبعون عاماً ومثلت أكثر من خمسين فيلماً. لقد حققت الممثلة أليزابث تيلور مجداً في السينما جعلها في مصاف أهم وأشهر الممثلات إلى جانب أودري هيبورن ومارلين مونرو وبريجيت باردو وصوفيا لورين وكلوديا كاردينالي وأنجريد بيرجمان...والخ. وكانت تيلور تزوجت مرتين الممثل العالمي ريتشارد بيرتون.