{ جاءت إلى مكاتب الصحيفة مطأطئة رأسها.. تترقرق أعينها بالدمع.. رفعت جبينها فبانت قسوة الظروف في محيَّاها.. وصروف الدهر في أعينها.. صاحت منفعلة في وجوهنا - وعذرناها - بأنها يئست.. ثم انخرطت في بكاء حار..! { هي سيدة خمسينيَّة.. تجسد المعاناة بصورة لن يستطيع أبرز رسام أن يجاريها.. وتحمل في يديها (ملفاً ضخماً).. ينوء من ثقل و(ثقالة) المطالبات المخطوطة في أوراقه المهترئة.. اهتراء الأمل في قلبها.. بينها (شهادة فقر) من اللجنة الشعبية..!! وطلب رسوم من جامعة حكومية.. وأخرى لا تحصى ولا تعد..! { هذه الأم الطيبة تعول أحد عشر ابناً في مختلف المراحل التعليمية.. أحد عشر ابناً قدمتهم أبناء لهذا الوطن.. ووقوداً لتنميته.. وتعمل بائعة متجولة.. لكن دخلها (خجول).. ومما زاد طين معاناتها بلَّة وقوفها وحيدة.. كشجرة جرداء في صحراء.. بعد أن دخل زوجها بعد تراكم الإيجار في زمرة: (يبقى لحين السداد).. وهي تعتقد جازمة أنه سيبقى كثيراً..!! ولا تدري (تحوق شنو وللا شنو)؟! { بين دموعها (الغالية) قالت إنه أوجعها - أكثر من حالها - خيبة أملها في مساعدة كانت تنتظرها من مكتب الزكاة في محليتها.. لكنها (حِفَت) من تعقيد الإجراءات.. وتغيير الموظفين.. وسرد معاناتها على كل مكتب..! حتى وصلت بها الحال إلى حال المتنبئ: رماني الدهر بالأرزاء حتى فؤادي في غشاء من نبال فصرت إذا أصابتني سهام تكسرت النصال على النصال لتقول إنها لن تعود إلى الديوان مرة أخرى.. إلا إذا وجدت مناشدتها - التي تنشرها الصحيفة في الصفحة السابعة - أذناً صاغية من مسؤول (نافذ) بالديوان..! { نعلم أن لديوان الزكاة آليات وطرقاً تنظيمية في منح الزكاة.. ولا اعتراض على ذلك.. لكن أن يصل التعقيد بالبعض إلى (الحردان) رغم الحوجة (الماسَّة).. فلا بد أن هناك خللاً إجرائياً يجب تداركه.. { احتفل العالم بعيد الأم.. وانتظم السودان في هذا المسلك.. ولا أعرف تكريماً لأم أرفع وأجدى من (إراحتها) عند الكبر.. { ننتظر من (الزكاة) إنصاف هذه السيدة وغيرها ممن يشكون تعقيد الإجراءات.. ولنا عودة بإذن الله لهذا الأمر. { محطات { ورد في الصحيفة قبل أيام خبر يقول: (بات في حكم المؤكد قيام الفنان الشاب محيي الدين أركويت بإطلاق قناة فضائية جديدة بعد اكتمال المعدات اللازمة بنحو 85%، ويعتزم الفنان تنظيم مؤتمر صحفي ببرج الفاتح خلال هذا العام لإعلان تشغيل القناة). انتهى { يبدو أن (فضاءنا) يحتاج إلى (شرطي مرور) صارم..!! { مع انقطاع الغاز.. انقطعت المياه من أحياء واسعة في (بحري).. و(عيَّنت) الأسرة اثنين من شبابها لمهمَّتين عسيرتين، الأول يرابط بالقرب من (الماسورة) ويده على (الموتور).. عسى أن يحصل على ما يكفي للحمَّام.. والثاني يدخل (إسكراتش) مخصوص للمتابعة مع (بتاع الغاز)..! { شارف العمل - بعد طول انتظار - على الانتهاء في مسرح خضر بشير في (بحري)، ويبدو أنها بركات (أماسي بحري) المنتظرة.