على حد معلوماتي أن منظمة (ينابيع الحياة) منظمة طوعية، اختارت الفنانة منى زكي سفيرة لها للأعمال الحسنة والنوايا الحسنة، والوصف من عندياتي، لكن في ما يتعلق بعملها في السودان فأعترف أنني لم أسمع لها بنشاط أو مبادرة داخل السودان، كبر أو صغر حجمها، إلا أنني فوجئت وعبر الصحف بأن المنظمة (فرع السودان) قد سحبت لقب السفير من الفنان الشاب طه سليمان لأنه اعتذر عن المشاركة في احتفالات 25 يناير، وأن المنظمة ستكرم الوزير السموأل خلف الله وزير الثقافة. ورغم أن الرجل يستحق التكريم، إلا أنني لا أدري علاقة الزمان والمكان بتكريمه، وسبب سحب لقب السفير من الأخ طه أنه اعتذر عن السفر إلى القاهرة نسبة لمرض والده، مما اعتبره القائمون على أمر المنظمة تهرباً من طه حتى لا يسافر إلى هناك، ويا سبحان الله في ذات الصباح الذي خرج فيه البيان توفي إلى رحمة مولاه والد الفنان الشاب، ليأتي الدليل القاطع رغم أنه دليل حزين ومؤلم، لأن طه بالفعل كان يمر بظرف عصيب لا يعلمه إلا المقربون منه!! ودون الدخول في تفصيلات تصرف المنظمة (إياها) تجاه الفنان، دعوني أسأل أولاً ما هي منظمة ينابيع الحياة؟ وما هو نظامها الأساسي الذي تعمل به؟ وما هي برامجها المطروحة التي توجه من خلالها أعمالها الإنسانية والخيرية؟ بعدين لماذا المنظمة مرتبطة فقط بإقامة الحفلات وكأنها لخصت العمل الإنساني ووضعته داخل إطار الحفلات والمهرجانات وما سوى ذلك لا يوجد طريق ولا سكة لأي مجهودات إنسانية وطوعية؟ ودعوني أسال المنظمة والقائمين على أمرها أن يخبروني إن كنت لا أعلم عن إنجازاتهم في (الحياة) السودانية تجاه قضايا الفقر والمرض ومحو الأمية وتنمية الريف ومحاربة العادات الضارة والمساهمة في الاستفادة من طاقات الشباب ومحاربة المخدرات والعطالة والبطالة! هذه يا سادة هي ينابيع الحياة التي نريد لها أن تتفجر وتملأ الأرض بماء طهور يحيل يبابها إلى اخضرار وقفرها إلى إثمار، أما أن تكون مثل هذه المنظمات كالنبت الشيطاني ويخرجوا ليمنحوا أنفسهم كمان حق منح لقب سفير حتة واحدة، وكمان يمنحوا أنفسهم حق حجبه متى شاءوا ومتى أرادوا وكأن حامله قد ارتكب جناية أو جريمة تمس الشرف والأخلاق فهو أمر مرفوض ويحتاج إلى توضيح حتى لا تصبح المنظمات موضة وكل (ثلاثة أنفار) يعملوا ليهم كروت وكم خطاب مطبوع وكم بدلة ويتمددوا حديثاً ووجوداً وهم بلا عطاء ولا وجود!! لذلك والحديث أوجهه لمن يهمه الأمر إن هذه المنظمات التي وصل عددها إلى رقم لا يمكن تخيله وهي من غير أثر ولا بصمة وتعمل على جذب التبرعات وميزانياتها ربما لا تخضع لمراجعة ولا محاسبة ولا رقابة، إن هذه المنظمات لا بد أن يكشف النقاب عن أعمالها وأموالها حتى لا يكون العمل الطوعي مدخلاً آخر لفساد نحاول أن نقطع دابره من الخدمة المدنية إلا أنه يصر أن يطل برأسه ليلطخ المعنى النبيل والجميل للعمل الإنساني والطوعي الذي هو مكمل بكل تأكيد للعمل الرسمي وربما أنه يتفوق عليه لأنه خال من حساسية الرسميات والانتماء للجهاز التنفيذي الحكومي فأفيدونا أراحنا الله وإياكم من وجع القلب. كلمة عزيزة صدقوني يا أهل الشروق إن برنامج (بيت الهناء) محتاج إلى إعادة صياغة ومحتاج إلى أن تتعدد فقراته لتشمل مواضيع كثيرة تهم الأسرة السودانية والمرأة السودانية والأهم أنه محتاج إلى مقدمة تتحدث بروحها وتنفعل وتتفاعل لأنه وبصدق مقدمته الحالية ملكة البرود التلفزيوني بلا منازع!! كلمة أعز غداً أحدثكم كيف ضيعت نصف عمري لكنني لحقت به أمس نهاراً.