وبينما السكون يغطي سواحل البحر الأحمر، رن جهاز الهاتف في أحد المنازل المتاخمة لحي (السلالاب) الذي يقع على ساحل مدينة بورتسودان، كانت الساعة تقترب من السابعة والنصف مساء الثلاثاء، تلقت أسرة المواطن عيسى أحمد هداب، أو (عيداب) كما يطلق عليه، مكالمة منه يطمئنهم على أحواله ويخطرهم بمواعيد وصوله إلى المنزل. لم يكن الرجل ذو الملامح «الشرقاوية» يدرك أنه بهذه الأهمية والخطورة، لتتبع خطواته دولة كإسرائيل، وتلقي عليه من طائراتها ثلاثة صواريخ. وبعد نصف ساعة فقط، وفي تمام الساعة الثامنة مساء ودقيقتين؛ قصف الطيران الإسرائيلي السيارة (السوناتا) التي كان يقودها (هداب)، وعلى يمينه شخص آخر من منطقة حلايب، فاحترقت جثتاهما بالكامل لدرجة التفحم. لم تكن الأسرة تعلم مصيره، ولا مصير صاحبه، حتى صباح اليوم التالي عندما أبلغتهم الأجهزة الرسمية بما جرى، الشيء الذي أصابهم بالفزع والدهشة. طالع (تقرير)