الأمر لا يتعلق بالإسلاميين أو الشيوعيين أو غيرهم    الخارجية: رئيس الوزراء يعود للبلاد بعد تجاوز وعكة صحية خلال زيارته للسعودية    الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي يستقبل رئيس وزراء السودان في الرياض    شاهد بالفيديو.. فنانة سودانية تنفجر غضباً من تحسس النساء لرأسها أثناء إحيائها حفل غنائي: (دي باروكة دا ما شعري)    طلب للحزب الشيوعي على طاولة رئيس اللجنة الأمنية بأمدرمان    الخلافات تشتعل بين مدرب الهلال ومساعده عقب خسارة "سيكافا".. الروماني يتهم خالد بخيت بتسريب ما يجري في المعسكر للإعلام ويصرح: (إما أنا أو بخيت)    تعاون مصري سوداني في مجال الكهرباء    شاهد بالصورة والفيديو.. بأزياء مثيرة.. تيكتوكر سودانية تخرج وترد على سخرية بعض الفتيات: (أنا ما بتاجر بأعضائي عشان أكل وأشرب وتستاهلن الشتات عبرة وعظة)    البرهان: لن نضع السلاح حتى نفك حصار الفاشر وزالنجي وبابنوسة    ترامب : بوتين خذلني.. وسننهي حرب غزة    شاهد بالصورة والفيديو.. حصلت على أموال طائلة من النقطة.. الفنانة فهيمة عبد الله تغني و"صراف آلي" من المال تحتها على الأرض وساخرون: (مغارز لطليقها)    شاهد بالفيديو.. شيخ الأمين: (في دعامي بدلعو؟ لهذا السبب استقبلت الدعامة.. أملك منزل في لندن ورغم ذلك فضلت البقاء في أصعب أوقات الحرب.. كنت تحت حراسة الاستخبارات وخرجت من السودان بطائرة عسكرية)    نادي دبيرة جنوب يعزز صفوفه إستعداداً لدوري حلفا    يوفنتوس يجبر دورتموند على التعادل    أول دولة تهدد بالانسحاب من كأس العالم 2026 في حال مشاركة إسرائيل    900 دولار في الساعة... الوظيفة التي قلبت موازين الرواتب حول العالم!    "نهاية مأساوية" لطفل خسر أموال والده في لعبة على الإنترنت    د.ابراهيم الصديق على يكتب: معارك كردفان..    رئيس اتحاد بربر يشيد بلجنة التسجيلات ويتفقد الاستاد    عثمان ميرغني يكتب: المفردات «الملتبسة» في السودان    إحباط محاولة تهريب وقود ومواد تموينية إلى مناطق سيطرة الدعم السريع    محمد صلاح يكتب التاريخ ب"6 دقائق" ويسجل سابقة لفرق إنجلترا    شاهد بالصورة والفيديو.. خلال حفل خاص حضره جمهور غفير من الشباب.. فتاة سودانية تدخل في وصلة رقص مثيرة بمؤخرتها وتغمر الفنانة بأموال النقطة وساخرون: (شكلها مشت للدكتور المصري)    السعودية وباكستان توقعان اتفاقية دفاع مشترك    المالية تؤكد دعم توطين العلاج داخل البلاد    غادر المستشفى بعد أن تعافي رئيس الوزراء من وعكة صحية في الرياض    تحالف خطير.. كييف تُسَلِّح الدعم السريع وتسير نحو الاعتراف بتأسيس!    دوري الأبطال.. مبابي يقود ريال مدريد لفوز صعب على مارسيليا    شاهد بالفيديو.. نجم السوشيال ميديا ود القضارف يسخر من الشاب السوداني الذي زعم أنه المهدي المنتظر: (اسمك يدل على أنك بتاع مرور والمهدي ما نازح في مصر وما عامل "آي لاينر" زيك)    الجزيرة: ضبط أدوية مهربة وغير مسجلة بالمناقل    ماذا لو اندفع الغزيون نحو سيناء؟.. مصر تكشف سيناريوهات التعامل    ريال مدريد يواجه مرسيليا في بداية مشواره بدوري أبطال أوروبا    ماذا تريد حكومة الأمل من السعودية؟    الشرطة تضع حداً لعصابة النشل والخطف بصينية جسر الحلفايا    شاهد بالصور.. زواج فتاة "سودانية" من شاب "بنغالي" يشعل مواقع التواصل وإحدى المتابعات تكشف تفاصيل هامة عن العريس: (اخصائي مهن طبية ويملك جنسية إحدى الدول الأوروبية والعروس سليلة أعرق الأسر)    إنت ليه بتشرب سجاير؟! والله يا عمو بدخن مجاملة لأصحابي ديل!    وزير الداخلية يترأس إجتماع لجنة ضبط الأمن وفرض هيبة الدولة ولاية الخرطوم    في أزمنة الحرب.. "زولو" فنان يلتزم بالغناء للسلام والمحبة    إيد على إيد تجدع من النيل    حسين خوجلي يكتب: الأمة العربية بين وزن الفارس ووزن الفأر..!    ضياء الدين بلال يكتب: (معليش.. اكتشاف متأخر)!    في الجزيرة نزرع أسفنا    من هم قادة حماس الذين استهدفتهم إسرائيل في الدوحة؟    مباحث شرطة القضارف تسترد مصوغات ذهبية مسروقة تقدر قيمتها ب (69) مليون جنيه    في عملية نوعية.. مقتل قائد الأمن العسكري و 6 ضباط آخرين وعشرات الجنود    الخرطوم: سعر جنوني لجالون الوقود    السجن المؤبّد لمتهم تعاون مع الميليشيا في تجاريًا    وصية النبي عند خسوف القمر.. اتبع سنة سيدنا المصطفى    عثمان ميرغني يكتب: "اللعب مع الكبار"..    جنازة الخوف    حكاية من جامع الحارة    حسين خوجلي يكتب: حكاية من جامع الحارة    تخصيص مستشفى الأطفال أمدرمان كمركز عزل لعلاج حمى الضنك    مشكلة التساهل مع عمليات النهب المسلح في الخرطوم "نهب وليس 9 طويلة"    وسط حراسة مشددة.. التحقيق مع الإعلامية سارة خليفة بتهمة غسيل الأموال    نفسية وعصبية.. تعرف على أبرز أسباب صرير الأسنان عند النوم    بعد خطوة مثيرة لمركز طبي.."زلفو" يصدر بيانًا تحذيريًا لمرضى الكلى    الصحة: وفاة 3 أطفال بمستشفى البان جديد بعد تلقيهم جرعة تطعيم    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



العقيد (م) مارتن ملوال أروب عضو مجلس قيادة ثورة الإنقاذ يكشف المثير (2):
نشر في الأهرام اليوم يوم 30 - 04 - 2011

• العقيد (م) مارتن ملوال أروب عضو مجلس قيادة ثورة (الإنقاذ)، وزير رئاسة مجلس الوزراء (الأسبق)، قيادي (جنوبي) وقائد عسكري من العيار الثقيل، اختاره العميد - وقتها - عمر حسن أحمد البشير ليكون عضواً في مجلس الثورة بعد نجاح انقلاب 30 يونيو 1989م، حيث عملا سوياً في سلاح المظلات عندما كان (مارتن) برتبة (ملازم) و(عمر) برتبة (نقيب).. المثير في هذا الحوار أن (سيادتو) (مارتن) يصر على أن (البشير) لم يكن (جبهة إسلامية) بل كان أقرب إلى (الاتحاديين) وكان معجباً بالأزهري لكن (الجبهة الإسلامية) أيدت ووقفت مع (الانقلاب) بينما لم يتجاوب (الاتحاديون) مع (البشير)، رغم أنه استقطب الراحل (أحمد زين العابدين) للتعاون مع (الإنقاذ) في أولى أيامها.
• مارتن ملوال يرأس شركة (أروب) للتجارة والاستثمار التي تعمل في مجالات مختلفة، وقد حدثنا المدير التجاري للشركة الأستاذ (أسعد حسن) أن (مارتن) ينفق بسخاء على أعمال خيرية ويساعد أصحاب الحاجات وطلاب الجامعات.
• (الأهرام اليوم) أخطأت في حق العقيد (م) مارتن ملوال عندما نشرت قبل أشهر خبراً عن مصادر (جنوبية) يفيد بأن مفوضية الاستفتاء استأجرت منزلاً بالطائف يملكه (مارتن) بقيمة عالية غير أن تلك (المصادر) عجزت عن إثبات ملكية (مارتن) لمنزل المفوضية، اعتذرنا للرجل وها نحن نكرر اعتذارنا له ولمفوضية الاستفتاء برئاسة البروفيسور محمد إبراهيم خليل.
• قصدناه في منزله فأحسن استقبالنا بصحبة زوجته الشابة الدكتورة ألدا ماوين التي تعمل بأحد مستشفيات الخرطوم، فكان هذا الحوار المثير!
{ سيد مارتن.. في رأيك من كان أكثر أعضاء مجلس قيادة الثورة تمسكاً بالشريعة الإسلامية التي رفضت أنت قوانينها داخل المجلس؟
- عندما يكون الحديث عن الشريعة الإسلامية، إذا كان هناك أحد لديه رأي فإنه لا يستطيع أن يعبّر عنه، لأن المسلمين يعتبرونها مسألة مقدسة، ولكنني كنت دائماً ما أعبر عن رأيي ولا يهمني شيء.
{ هل كان هناك أعضاء آخرون بالمجلس مساندين لرأيك هذا؟
- لم يكن هناك أحد يعبر عن رأيه، لأن الجميع كانوا يخافون على مناصبهم ولكن أنا لم يكن يهمني منصب بقدر ما كان يهمني أن أقول الحقيقة فقط.
{ نعود مرة أخرى إلى لقائك الأول مع د. الترابي.. هل كان لقاءً عابراً أم تعددت اللقاءات؟
- أنا تعرفت على (شيخ حسن) في أول أيام اعتقاله ولكن قبل ذلك التقيت به في دار الجبهة الإسلامية، وكان ذلك قبل الانقلاب بستة أشهر، عندما طلب مني أحد الزملاء أن أوصله بعربتي إلى (الخرطوم 2) وذهبت معه، وعندما وصلنا المكان وجدت لافتة مكتوب عليها (دار الجبهة الإسلامية) فوقفت بالخارج، وبعد قليل جاء (علي الحاج) ومعه (علي عثمان) وطلبا مني أن (أنزل) لأنه لا يصح بقائي بالخارج، ودخلت معهما وقابلت (حسن الترابي) وفي أثناء الجلسة تحدث (الترابي) عن الحرب في الجنوب حديثاً أغضبني جداً، حيث قال: نحن سوف ننتصر على الحركة الشعبية وسوف نعمل كذا وكذا.. فانفعلت فيه وقلت له (يا دكتور أولادكم في الجيش ما قادرين يتكلموا معاكم وما قادرين يقولوا ليكم نحن ما دايرين الحرب وإذا أنتم السياسيين «مالين» يديكم من القائد العام ورئيس الأركان فأنتم مخطئون لأن الجيش به ضباط برتبة «رائد» وهم قادة سرايا وبه عقداء وهم قادة كتائب وبه عمداء وهم قادة ألوية والانقلاب الكبير سوف يأتيكم من الجيش من رتبة ملازم إلى عميد). هذا الحديث دار بيني والترابي، المهم بعد أن اعتقلوهم وذهبوا بهم إلى السجن عقب 30 يونيو 1989م علمت من «نقيب» في السجن أن المعتقلين السياسيين يعاملون معاملة سيئة، فاتصلت بالرئيس عمر البشير وقلت إن المعتقلين السياسيين الذين تم اعتقالهم (تحفظياً) ينامون على (البلاط) وهم أناس كبار في السن.. وليسوا (مجرمين) بل سياسيون ولا بد من احترامهم، وبالفعل أعطى (عمر) تعليمات بأن يخرج الترابي من الزنزانة وينضم إلى العنابر، وفي اليوم التالي قمت بزيارة إلى سجن كوبر وهناك قابلت مولانا السيد «محمد عثمان الميرغني» والسيد «الصادق المهدي» داخل غرفة مجهزة بها مكيف وثلاجة وجلست معهما وتحدثت إليهما وسألت عن أحوالهما فقال لي مولانا محمد عثمان (أنا عيان)..
{ مقاطعة: هل كان السيدان محمد عثمان الميرغني والصادق المهدي معتقلين في غرفة واحدة؟
- نعم كانا في غرفة واحدة ومعهما المرحوم عمر نور الدائم، فقال لي الصادق المهدي: هناك معتقلون سياسيون (جنوبيون) كانوا في المعارضة ولم يكونوا معي في الحكومة فلماذا تم اعتقالهم؟ وقال لي أيضاً: إن مولانا محمد عثمان مريض (خلوه) يذهب للعلاج، فقلت له حاضر، وبعد ذلك ذهبت إلى بقية العنابر وفي أحدها التقيت د. حسن الترابي وكان معه ميرغني النصري وعلي حسن تاج الدين، وكان بصحبتي أفراد من الأمن وعندما دخلت العنبر قام كل الموجودين، في تلك اللحظة كان الترابي يقرأ، وعندما شعر بالحركة وضع الكتاب جانباً، وعندها نظر إليّ وضحك، فقلت له: لماذا تضحك يا دكتور؟ هل تذكرت حديثي معك قبل ستة أشهر؟ فقال لي: (نعم). وطلبت من عقيد يدعى (موسى) أن يأخذ (الترابي) إلى المكتب لأنني أود التحدث إليه، وبعد أن انتهت جولتي على كل المعتقلين ذهبت إلى المكتب ووجدت «الترابي» فقلت له: سمعت عن المعاملة السيئة التي كنت تلقاها والظرف القاسي الذي كنت فيه، وأنا أتيت لأعتذر لك فنحن السودانيين نحترم الكبير وأنت كبير في السن خدمت البلد وكل الأجيال الموجودة في (القضائية) درستها، وأنت لست مجرماً بل معتقل سياسي ومهما حدث فإن الأمر لا يصل إلى درجة حبس في زنزانة ونوم على البلاط ودخول الحمام بالزمن، فقال لي: يا «مارتن» الضابط عاملني أسوأ معاملة.. سبعة أيام وأنا في الزنزانة وإذا أردت الذهاب إلى الحمام يكون بالزمن. فقلت له: (معليش). ومن هنا بدأت صداقتي معه. في تلك الجلسة كرر «الترابي» الطلب الذي قاله «الصادق المهدي» حيث ذكر أن مولانا محمد عثمان الميرغني مريض، وإذا مات في السجن - لا قدر الله - مثلما مات «الأزهري» أيام جعفر نميري فسوف تكون مشكلة وسيقولون إنكم «قتلتوه» فالأفضل أن تطلقوا سراحه حتى تكسبوا كل الذين وراءه. واتركونا أنا والصادق هنا لأننا إذا خرجنا سوف نسبب لكم مشاكل.. هذا ما قاله لي الترابي!!
{ هل كانت المرة الأخيرة التي قابلت فيها الترابي؟
- لا، قابلته مرة أخرى. ويواصل روايته: بعد أن انتهت جولتي في السجن ذهبت إلى القيادة العامة لكي أخبرهم بما دار حتى لا يقولوا إن «مارتن» ذهب إلى السجن وأخرج المعتقلين من الزنازين، ورويت لهم ما دار بيني و«الترابي والميرغني والصاق» وتحدثت مع (عمر البشير) فقال لي: (شوفوا بكري حسن صالح) حتى يستخرج للميرغني جوازاً دبلوماسياً. في السجن الترابي قال لي: (أدوه) جوازاً ليسافر هو وأولاده وأعطوه مبلغاً من المال رغم أنه ليس في حاجة إليه!!
{ من خلال لقائك بالترابي هل شعرت أنه كان وراء (انقلاب الإنقاذ)؟ فقد بدا وكأنه يعطيكم الأوامر من السجن؟
- أبداً، لم يكن لدي إحساس بهذا، فأنا أعرف أن «عمر البشير» كان يميل إلى الوطني الاتحادي ويعتقد أن أفضل رئيس مر على السودان هو إسماعيل الأزهري، وأنه كان شخصية نظيفة ولم يكن يمتلك شيئاً، وحتى منزله في أم درمان شيده له التجار الاتحاديون، وعندما توفي لم يجدوا لديه مالاً، وكان البشير يريد أن يبني الحزب الوطني الاتحادي، لكن الاتحاديين ابتعدوا عنه، فقد أتى بالراحل أحمد زين العابدين مستشاراً، ولكن الاتحاديين لم يتجاوبوا معه. بالنسبة للترابي فقد قال حسبما سمعت: الضباط الذين قاموا بالانقلاب إذا وجدت فيهم نسبة 10% (متدينين) فإنني سأؤيدهم، وفعلاً منحونا (التأييد) في وقت كنا بحاجة إليه..!!
{ إذن أنتم تعتقدون أنهم (الإسلاميين) أيدوكم ولم يقوموا بالانقلاب نفسه؟
- بالتأكيد هو (تأييد)، ولكنهم لم يصنعوا (الإنقاذ)، في النهاية السياسيون لديهم طرقهم في الدخول والتغلغل.
{ ولكن سيد مارتن، في حوار سابق لي مع الشيخ إبراهيم السنوسي، قال إن معظم ضباط مجلس الثورة إسلاميون، وأنهم قاموا بتجنيدهم للحركة الإسلامية، وأن السنوسي هو الذي جند «عمر البشير»، وأن بكري حسن صالح لم يكن يعلم بعضوية البشير في التنظيم الإسلامي رغم أنهما - البشير وبكري- كانا في مكتب واحد؟!
- كلام السنوسي ما صاح.. ده كضب!!
{ لقد ذكرت في حديثك - في الحلقة الأولى - أنك كنت تشعر أن بعض الضباط كانوا يذهبون إلى الترابي سراً حتى (يستشيرونه).. معنى ذلك أنه لم يكن مجرد تأييد بل صناعة للانقلاب؟
- كان الناس يذهبون إليه (باللفة) وأنا كنت لا أعير الأمر انتباهاً، لأن اتجاهي كان واحداً، وهذا هو الأمر الذي سبب لي مشاكل في ما بعد.
{ حسب علمك، من من أعضاء مجلس قيادة الثورة كان يذهب إلى الترابي؟
- لم يكن هناك أعضاء من ضباط مجلس قيادة الثورة يذهبون إليه، ولكن يجوز أن يكون محمد الأمين خليفة أحدهم، أما البقية فأنا متأكد منهم تماماً، لا يذهبون إليه؛ فيصل أبو صالح، وعثمان أحمد حسن، وفيصل مدني مختار، حتى إبراهيم شمس الدين كان متديناً لكنه لا يذهب إليه، وكذلك الشهيد الزبير، وإحقاقاً للحق فقد كانت للزبير مشكلة كبيرة مع علي الحاج أثناء فترة قيادة الثورة، لدرجة أن الأجاويد تدخلوا لحل تلك المشكلة، وأنا الذي أحضرت علي الحاج إلى السودان.
{ مقاطعة: كيف أحضرته إلى السودان؟ أين كان؟
- علي الحاج كان عضواً في البرلمان أيام الديمقراطية، وسافر مع وفد من الجنوبيين إلى الخارج، ويتكون هذا الوفد من علي الحاج، والمرحوم «ماثيو أيور»، وآخرين، وسافروا إلى «لندن» ومن بعد ذلك إلى أمريكا، وذهب هذا الوفد لتوضيح وجهة نظر الجبهة الإسلامية، والجبهة عندما كانت في (المعارضة) استطاعت جذب عدد كبير من الناس، وعلي عثمان في البرلمان كان يقول حقائق، وأذكر حادثة الجنوبيين الذين تم حرقهم في القطار في مدينة الضعين، الجبهة كانت الحزب الوحيد الذي كوّن لجنة تحقيق، فكيف لمواطنين سوادنيين أن يحرقوا بهذه الطريقة! سافر الوفد الذي يضم علي الحاج إلى أمريكا ومن بعدها إلى «لندن» وعندما وصلوا «لندن» كان ذلك في يوم الجمعة 30/6/1989م، يوم الانقلاب، وعندما سمع (علي) بالانقلاب أقام مؤتمراً صحفياً وسبّ فيه (الإنقاذ)، وعلى الفور ذهب بقية أعضاء الوفد، وهم جنوبيون، إلى السفارة السودانية وأبلغوها بالذي حدث فظن (ناس السفارة) أن هؤلاء جنوبيون تابعون للحركة الشعبية ويريدون أن ينضموا إلى الثورة فأرسلت لنا السفارة إشارة ليلاً فقام المستشار القانوني مولانا عبد الرحمن عبد اللطيف بإرسال هذه الإشارة إلى مجلس قيادة الثورة، وجاءني المستشار القانوني الساعة الثانية عشرة ليلاً، وأبلغني بأن إشارة جاءت من سفارتنا تقول إن سياسيين جنوبيين في لندن يريدون أن ينضموا إلى (الثورة)، فطلبت منه أن يريني الإشارة، وعندما قرأت الأسماء في الإشارة قلت له (ديل ما كانوا قاعدين هنا.. قول ليهم يجوا السودان وكل واحد يركب تاكسي إلى بيتو)!!
عندما عقد علي الحاج المؤتمر الصحفي, في نفس اليوم، أنا قابلت الشهيد (أبو قصيصة)، فسألته عن علي الحاج فقال لي: إن علياً قام بسبكم في مؤتمر صحفي. فقلت له مستغرباً: علي الحاج قام (بسبنا) نحن! فقال لي: نعم. فقلت له: (خلاص خليهو يجي البلد حنعمل ليهو شنو؟) وبالفعل ذهبت إلى السيد عمر البشير وقلت له إن علي الحاج بغض النظر عن أي شيء هو صديقنا ودعه يأتي إلى البلاد فوافق (عمر).
{ ماذا حدث بعد ذلك؟
- أبلغت أبو قصيصة بأن يبلغ علي الحاج بأن يعود إلى البلاد، ولكنه لم يأت، وفي يوم 29/11/1989م كنت أنا مرافقاً للرئيس في وفد التجارة التفضيلية (تجارة الحدود) في نيروبي وكان السودان لأول مرة يشارك في مؤتمر لتجارة الحدود (الكوميسا)، وصادف في ذلك الوقت أول جولة للمفاوضات بين الحكومة والحركة الشعبية برعاية جيمي كارتر، ونزلنا في فندق «إنتركونتيننتال» وفي الصباح وأنا في طريقي إلى غرفة الرئيس للاطمئنان عليه وجدت «أبو قصيصة» يتحدث مع الرئيس وقال لي: علي الحاج بسلم عليك! على الفور فهمت ماذا يعني وقلت له: لماذا لم يأت إلى السودان؟ فسألنا الرئيس: (هو لسه ما جاء؟)، وهذه هي العبارة التي كان يريد أبو قصيصة سماعها، فقلت لأبو قصيصة: إنت عاوز تطلعني كذاب أمام الرئيس، أنا قلت ليك خليهو يجي السودان. ثم قلت له: أين هو الآن؟ فقال: في أبو ظبي. فقلت له: كلامك ما صاح «علي الحاج» في نيروبي الآن، وأنت قلت له إن مارتن موجود هنا فأتى إليّ. وبالفعل حديثي كان صحيحاً، فعلي الحاج أخطأ عندما اتصل بي في غرفتي في الفندق، وقلت له (أين أنت) فقال: أنا في أبو ظبي. وعندها قلت له: يا دكتور هذا الرقم هنا في نيروبي!!
{ هل قابلته في نيروبي؟
- لم أقابله لأن المؤتمر مدته يومان وسافرنا بعده.
{ هل قابل الرئيس؟
- لم يقابل الرئيس.. و«عمر البشير» لم يكن يعرفه.
{ هل من الممكن أن يكون ما حدث في نيروبي مجرد مسرحية؟
- أبداً لم تكن (مسرحية) لأن عمر البشير قال لي: «أنا شفت زمان زول قصير كده يتكلم عن أزمة العيش والدقيق عندما كان وزير التجارة في حكومة الصادق!!
{ لماذا كنتم مهتمين بعودة «علي الحاج» إلى السودان؟
- ليس لشيء.. فقد كان صديقاً وهذه طبيعتنا كسودانيين.
{ وبعد أن أتى علي الحاج كيف أصبح وزيراً؟
- حأجيك في التفاصيل، المهم أن علياً عاد إلى السودان وفي تلك الفترة وجدني خارج البلاد في رحلة إلى الهند وماليزيا ويوغسلافيا وإيطاليا وهولندا، وعندما أتى لم يسأله أحد، وأنا وصلت البلاد بعد (21) يوماً، فقام علي بزيارتي الساعة الثانية عشرة ليلاً، فقال لي: الحمد لله إنك جيت (أنا خايف من ناسكم ديل). وفي اليوم الثاني ذهبت إلى السيد «عمر البشير» وقلت له إن «علي الحاج» الذي شتمنا في لندن عاد إلى البلاد ويريد أن يسلم عليك ويشكرك وهذه كانت المرة الأولى التي يلتقي فيها علي الحاج عمر البشير!!
{ أين كان علي عثمان ولماذا لم تعتقلوه؟
- «علي عثمان» كان موجوداً وفي أول أيام مجلس الثورة اتصل به الرئيس عمر البشير، فقلت للسيد الرئيس لماذا اتصلت به، فالناس سوف يعتقدون أنك جبهة إسلامية؟ فقال لي: أنا لست جبهة إسلامية والشخص الوحيد الذي اتصلت به لكي أستشيره هو علي عثمان محمد طه، فقلت له: لماذا؟ فقال: لأن علي عثمان تربطني به علاقة قديمة.
- نواصل-


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.