{ إن لم يكن هناك اهتمام بالفاقد التربوي.. { فكيف يكون هناك اهتمام بالفاقد من المياه؟ { وفي الأحياء ليست ذات الخمس نجوم.. تنكسر المواسير الناقلة للمياه. { وتذرف الماسورة المكسورة دمعاً غزيراً وتغطي الشارع أو الزقاق أو الساحة.. بل تأخذ طريقها إلى شارع آخر. { ويتم فتح بلاغ بذلك.. وبلاغ ثان.. ولا أحد يهتم.. { ويزداد الخرق في الماسورة.. ولا يستبعد أن تتسرب داخلها (ملوثات) فيشرب أهل الحي مياهاً ملوثة.. { والحكومة ترى أن (معدة) سكان الأحياء الفقيرة تهضم (الزلط) فكيف لا تهضم الجراثيم!! { والمياه المهدرة من المواسير المكسورة في نظر الحكومة لا تساوي شيئاً أمام حصة الوطن من مياه النيل أو النيلين.. { وتنطلق التكهنات والشكوك حول تهديد (حصتنا) من المياه خاصة بالنسبة لدولتي المصب: السودان ومصر.. { سواء من دولتي المنبع الشرقي وهما إثيوبيا وإريتريا.. { أو من دول المنبع الجنوبي الست وهي: أوغندا وتنزانيا وكينيا ورواندا وبورندي والدولة الوليدة (جنوب السودان).. { وتزحف الأصابع الإسرائيلية نحو دول المنبع لتحاصر المياه.. { والكنغو لا تهمها الاتفاقية حول مياه النيل.. { لأنها تعتبر في الترتيب العالمي من دول الوفرة إذ يجري على أراضيها أكبر نيلين في العالم وهما الكنغو والنيل.. { ووصولاً للتنمية المستدامة لدول الحوض ظهرت جهات ودول ومنظمات مانحة لتلعب في هذا الميدان (البكر) منها ما لها أغراض سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية.. { ما في حاجة لوجه الله.. (كله بتمنو) ويؤكد خبراء المياه الدوليون أن السودان لم يستخدم حصته من المياه حتى عام 1990م.. أي أن هذا الوطن لم يستخدم حقه في مياه النيل إلا قبل (20) سنة فقط.. { وللمفارقة فإن السودان يعتبر من الدول المصدرة للمياه.. كيف؟! {يأتي ذلك من خلال تصدير السكر والصمغ والفواكه.. إذ أن التصدير هنا ليس لهذه المزروعات فقط بل للمياه المستخدمة في زراعتها.. { فقد تمت التضحية بمشروع الجزيرة أي التضحية بالقطن ربما من أجل عيون القمح بالرغم من أن ثمن طن القطن يعادل ثمن (3) أطنان من القمح في السوق العالمي. { وبما أننا (نايمين نوم العوافي) حيال ما نملكه من مياه فلا ضير ألا نمارس أخلاقيات التعامل مع المياه.. { ويا (حبة عيني) هناك العديد من الأرياف والمدن وأشباهها وحتى أحياء كثيرة من معتمديات ولاية الخرطوم تفتقر إلى المياه.. فهي مثلها مثل العير التي تموت من الظمأ والماء على ظهورها محمول.. وهنا الماء على ظهر النيل والأمطار والآبار محمول.. { تنكسر أولا تنكسر المواسير.. ليست تلك هي القضية.. { فإذا انكسرت ماسورة في خط ناقل للمياه في أحد الأحياء وظلت في حالة تدفق متواصل ليوم أو يومين أو حتى أسبوع.. على أهل الحي أن يفرحوا ولتزغرد النساء.. وعليهم أن يضعوا لافتة مكتوب عليها (الرجاء عدم فتح بلاغ)! { والله فعلاً.. الماسورة المكسورة (طلعت ماسورة)!! { مسطول كان يسير حينما مرت فوقه طائرة هليوكوبتر واختفت فرفع رأسه بصعوبة في بطء وتثاقل ونظر إلى أعلى.. فوجد (صقراً) فهز رأسه وضرب كفاً بكف قائلاً: (عشنا وشفنا.. صقر صوته زي صوت الطيارة!!).