السلام عليكم ورحمة الله في المناطق التي تزاحم شواهق الجبال إلى جوار الوديان، تلحظ شهيقاً وزفيراً يتسللان إليك في رمزية عميقة، كما أنها توحي إليك بأن العلو يسمو بك إلى العزة والكرامة وفضائل النفوس، وعندما ترسل بصرك وهو ينحدر ويهبط من تلك الارتفاعات الشاهقة إلى الأسفل يمنحك معاني التواضع والرضا، وما بين صعود بصرك وهبوطه عند تلك الفضاءات بجنوب كردفان والآذان تلتقط أهازيج من الفرح الخرافي الجميل، والناس في تلك الأنحاء تحملهم نهضة الحياة إلى تطلعات أكبر وأسمى وهم بين يدي مرحلة تاريخية وتحول كبير وانتقال من زمن إلى زمن آخر، مع الاحتفاظ بذات المكان لروعته وجماله وعبق تاريخه، وليشهد عمارة ونهضة جديدة يستحقها هؤلاء الرائعون. ساكنو أرض كردفان في جنوبها الحبيب، وقد اتحدت جبالهم مع إرادتهم وغرست قيماً وأحلاماً تتسرب خيوط أنوارها صدقاً وأملاً كعقد فريد نسجته القرون والعصور، حتى تكامل بنياناً يسد قرص الشمس ويجاورها ضياءً ومقاماً فيعلو هتاف الفجر وتصطف الحياة فرحة وجذلة بميلاد حياة جديدة تودع الضعف والتهميش والانكسار، وتزاحم عروس الجبال كادقلي الخرطوم عاصمة الوطن، والبنايات هنا في كادقلي تزاحم الجبال طولاً وعرضاً والطرق المسفلتة تصعد الجبال والحدائق الخضراء تتمدد في مساحات شاسعة تجتذب كل باحث عن الجمال وروعة المكان، والناس هنا يدركون كل شيء وبات كل شيء واضحاً يحدث عن نفسه ويحكي، وهم ينتظرون لحظة تاريخية طال انتظارها ليتحرروا من قيود الوهم والإصرار المقيت لفئة من بنيهم تريدهم داخل سجون الوهم الحركي الشعبي اللعين في مناطق قالوا إنها محررة ثم عادت مختارة وغداً بفضل إرادة شعب النوبة ستعود إلى حضن الوطن نقية وطاهرة وزاهية من صناديق الاقتراع في الثاني من مايو. الأنفس هنا تبحث عن ذاتها وتردد أن للجمال معنى وللحياة مغزى إن اكتملت صوره داخل لوحة ترسمها ريشة مبدعة لأحمد هارون فتؤوب الأنفس المتمردة إلى معاني ومرامي اللوحة الربانية والصورة المستقاة إليهم فهي من الدروس والرمزيات التي استنطقها هذا الشاب ابن هارون وهو يفك طلاسم الوهم بعد أن سبر أغوارها في الإعجاز ومدلولاتها فكان الاستسلام والتسليم ديدنهم كشعار للتعايش رغم فداحة الخطاب العنصري البغيض وتطرفه واختلاف الأهداف والتصورات لمجموعات عدة توحدت عند ساحة الرجل واجتمعت عليه تحملهم آمالهم إلى غد أفضل لأهلنا في جنوب كردفان وآخرون ينتشرون في أصقاع السودان ينظرون إلى هذه المعركة الانتخابية وهي فرض عين على كل وطني ويرون فيها أوبة الوعي والعزة. هو التوصيف السليم لكل ما يجري في جنوب كردفان وكل ما هو دون ذلك ويسبح عبر المحيطات الخارجية ويكشف غطاءنا ويسرق كنوز وحدتنا ونعم خالقنا التي غمر بها أرض السودان فهم شياطين الإنس ومن عبدة الشر يخلطون ألوان تلكم اللوحة استنكاراً وكفراً وتشويهاً لنظام المبدع الخلاق رب الخلق والخليقة أجمعين فكان لزاماً علينا إن أردنا الحياه أن نكسر قيود ولائنا للغرباء وإلا تغيرت أحوالنا إلى الأسوأ ورمتنا أقدارنا بحجارة من سجيل، فصرنا كالعصف المأكول. سامي عبد الوهاب علي من كادقلي