افتتح وزير الثقافة والإعلام بولاية شمال دارفور؛ الأستاذ حافظ عمر محمد، بصالة أروقة بالخرطوم بحري معرض «وجوه متقاطعة» للفنانة التشكيلية فاطمة بن عوف، وذلك وسط حضور كبير من الفنانين التشكيليين. وعن فكرة معرضها قالت إن الفكرة خرجت من تعدد الوجوه السودانية التي تقابلك أثناء اليوم التي تتسم في أغلبها بطابعي القبح والجمال، والشبه والاختلاف، الأمر الذي يثير الكثير من الدهشة، هذا إلى جانب التجريد بالألوان والزخارف وغيرها. وفي كلمته أمام الحضور قال وزير الثقافة والإعلام الأستاذ حافظ عمر، إن فاطمة بن عوف استطاعت بالريشة والألوان تجسيد قضايا إنسانية كبيرة تمس الحياة، بالإضافة إلى عرضها للحضارة النوبية القديمة المتمثلة في الزخارف، وأضاف أن السودان زاخر بالموروثات الثقافية ويتكئ على إرث حضاري كبير. وفي ذات الوقت نظم مقهى أروقة ندوة بعنوان: «حوار بين النقد والإبداع» تحدث فيها كل من الدكتور مصطفى الصاوي والأستاذ أزهري محمد علي، حيث حظيت بمداخلات عدة من النقاد. الدكتور مصطفى الصاوي قال إن العلاقة تلازمية قد يسبق النقد الإبداع أو العكس، كما في كتاب حمزة الملك طمبل، ونفى مقولة «لا يوجد حركة نقدية»، ويرى أن هذا ظلم وتجنٍ على النقد والنقاد، وأكد أن هنالك تطوراً تراكمياً في النقد السوداني، مشيراً إلى كتاب «العربية في السودان» للضرير، وكتاب «الطبقات» وعرفات محمد عبد الله، وعبد الهادي الصديق وصولاً إلى هاشم ميرغني. وقال إن النقد لا يزدهر إلا في جو ديمقراطي حقيقي، وأضاف أنه ضد تصنيف النقد، يساري ونقد يميني، وهذا كاتب روايات وهذا مقل أو نقد أكاديمي، والنقد الصحفي، وحسب قوله: «أنا لا أتفق مع من يقول إن النقد في أضعف حالاته». ثم تطرق الدكتور الصاوي إلى اشكالات النقد في السودان فقال: الصراعات النقدية الكامنة في عدم قبول الآخر، وكذلك خفوت صوت النقد الأكاديمي واعتبرها (نبزة)، بالإضافة إلى أن النقد لا يواكب ما هو سائد، هذا إلى جانب غياب الجهود الفردية، ودعا في نهاية حديثه إلى تطويع المنهج النقدي حسب البيئة. فيما قال الأستاذ أزهري محمد علي: إننا تحدثنا عن النقد ولكننا لم نتحدث عن الإبداع، وتساءل أي إبداع هو تشكيل، قصة، رواية...الخ، ويرى أن كل الأجناس الأدبية تعاني من فكرة النقد، واعتبرها فكرة الضد والخروج منها يحتاج إلى معرفة، وأضاف أن المبدع يجابه بسلطات كبيرة تبدأ من الأسرة، داعياً إلى تحرير المبدع أولاً. وحسب قوله إن من واجبات الناقد تجسير تلك المسافة، وأكد الأستاذ أزهري انفتاح السودانيين على الخارج أكثر من الداخل، مشيراً إلى هامش الحرية، واعتبر أن السلطة تمثل عقبة وإشكالية كبيرة في طريق الإبداع، وناشد في نهاية حديثة بتوفير قدر من السلطة والحرية لإزالة وردم الهوة بين الناقد والمبدع. أما الأستاذة بثينة خضر مكي، طالبت النقاد بالمواكبة وأضافت أن على المبدع الاهتمام بالناقد لأنه يمثل جزءاً من تطوير العملية النقدية، وفي ذات السياق ناشدت الناقد أن لا يبني حديثه على النقد الانطباعي ووصفته بأنه أسوأ أنواع النقد. فيما وصف الأستاذ حسام الدين ميرغني النقد بأنه خلاصة الإبداع، ويرى أن الإبداع المحلي لم يجد حظه من النقد، وأشار أن النقد يتطور مع النصوص الجيدة، ويرى أن ضعف النقد في السودان يرجع إلى التاريخانية. ولتطوير العملية النقدية طالب الأستاذ عز الدين ميرغني الحفر أكثر في النص الإبداعي وتفكيكه. أما الأستاذ نور الهدى محمد، مدير دار عزة للنشر، فتحدث عن علاقة النقد والنشر مركزاً على تجربة الشاعر عاطف خيري في ديوانه «سيناريو اليابسة» كمثال، مشيراً إلى مسألة التذوق التفاعلي النقدي، وأضاف أن الإبداع سابق للنقد، وأكد أن ضعف النشر يكمن في غياب النقد الذي يكشف جودة النص من عدمه. كما تطرق الأستاذ نور الهدى إلى النقد في الملاحق الثقافية وقال إنه مبني على الشللية والإخوانية مما يضر المبدع كثيراً.